نٌريد لأمن / خولة الحبيب

ستمضي تلك الجريمة وتنضم إلى سابقاتها ،بهذه البساطة سيفلت المتسبب أياً كان موقعه .
هكذا للمرة المليون يُطلب منا بمنتهى الهدوء  أن نصمت كأن شيئا لم يحدث .أن نتجاوز الأحداث ونفكر في الآتي ،إننا كمجتمع نواجه الآن حقيقة مُرعبة هي أن ليس بيدنا شيء نحن معدومي القوى عديمي الحيلة فاقدي القدرة .

يجب علينا أن نحتضن بمنتهى البرود جمرة الغضب لأن المُذنب لن يعاقب، والحقوق لن تُرد لأصحابها . علينا أن نَتعايش مع الجحيم ونحن مقتنعين تمام الاقتناع أن لا أحد من  هؤلاء الآلهة سيبالي بنا ..

بل علينا ان نَستعِد بمُنتهى النشاط والجدية والفزع لكي نخوض جحيما آخر ،فالنبذل ضعف الطاقة واضعاف القلق والخوف متقبلين بمنتهى الروح الرياضية أن كل هذه الطاقة سوف تتلاشى في فضاء غباء المسؤولين  وكبريائهم السحيق.
وتقصيرهم  . 

في كل لحظة ندرك نحن المسحوقين في القاع أننا لا نمثل سوى جسم مُعتم صَغير في فلك مجرتهم العملاقة .إن بقينا صامتين فلن نٌلاحظ اطلاقا ،  وإن انفجرنا  فأيضا لن نُلاحظ ..
في كلتا الحالتين نحن لا شيء ..! 

نحن لا نُطالب سوى بحقنا الطبيعي في العيش في وطن آمن . فمن غير المنطقي أن نعيش الفاقة والعوز في وطن غني بالخيرات المنهوبة، ونُسحق ونداس بأقدام حُثالة من اللصوص أقل ما يمكن وصفهم به هو "الوحوش البشرية،"نحن لم نهتم يوما بما سُلب منا. لكن اليوم لم نعد نملك نفس القدرة على المسامحة ،ولم تعد أجسامنا أوأرواحنا تحتوى نفس الطاقة، وأصبحنا نطمح إلى العدالة كاملة غير ناقصة متمثلة في "القَصاص " القَصاص فقط .
ووضع استراتجية أمنية متجانسة تضمن الأمن وتُشعر المواطن بالسكينة والطمأنينة .

"الأمن أولا  وإلا فالتستقيلو ا غير مأسوف عليكم"

18. يونيو 2021 - 10:47

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا