إن المتتبع لما يجري من أحداث في الآونة الأخيرة من جرائم اغتصاب وقتل وسرقة وخطف وغيرها..
يلاحظ أنها تتم بشكل متسارع وغير مسبوق.
ويعزي بعض المحللين ذلك
إلى انتشار المخدرات والمسكرات والفقر و والتهميش والغبن الخ ...
لكن بعض المتابعين للشأن الموريتاني يطرحون بعض التساؤلات المشروعة تتعلق بتوقيت العمليات الإجرامية واحتمال أن تكون خلفها خلايا نائمة تحاول نشر الفوضى والبلبلة في الوطن .
ماهي المصلحة من تخويف المواطنين الآمنين وترويعهم؟
لماذا تستهدف الجرائم الأخيرة شريحة معينة؟
هل هي مصادفة؟ أم أن الأمر دبر بليل؟
صحيح أن الجريمة لا لون لها ولاعرق فكل مولود يولد على الفطرة لكن التربية والبيئة والمحيط هي العوامل التي تتحكم في سلوك الشخص فيصبح مواطنا صالحا أو مجرما وصاحب سوابق.
من ناحية أخرى، يرجع بعض المحللين انتشار الجريمة في الظرفية الحالية، إلى الصراع الخفي الدائر بين الجهات الأمنية ( الدرك والشرطة والحرس) وانعكاس ذلك سلبا على الحالة الأمنية، حيث
أن المناطق التي تخضع لتأمين الشرطة تشهد هدوءا نسبيا مقارنة مع غيرها، كما هو الحال في تفرغ زينة ولكصر
أما الأماكن التي تكفلت أجهزة الدرك والحرس بتأمينها فقد أضحت وكرا لجرائم السطو المسلح الذي تستخدم فيها الأسلحة البيضاء.
وانطلاقا من هذا الواقع يدعو بعض المحللين الأمنيين إلى إسناد أمن ولايات نواكشوط الثلاث لقطاع الشرطة لأن أفرادها لديهم من الخبرة والتجربة ما يمكنهم من القيام بذلك الدور على أحسن وجه. كما يوصون بضرورة تزويد الشرطة بالمعدات والتجهيزات اللجوستية والموارد المالية والبشرية اللازمة للقيام بمهمة الأمن.
إن كلمة الأمن خفيفة على اللسان، عميقة في الوجدان، والأمن هو مطلب أساسي لا تستقيم الحياة بدونه، وضعه الله جنباً إلى جنب مع مطلب الغذاء، بل قدّمه عليه تارات لأهميته. والأمن هو غاية المنى التي يسعى كل شخص للاستظلال بظلاله ولا حياة مع الخوف الذي تتحول الدنيا فيه إلى غابة يفترس القوي فيها الضعيف، وتصبح الحياة ظلمات بعضها فوق بعض. إن الأمن الذي يمنّ الله به على الأمم لا يدوم مع جحود نعم الله ونكرانها، بل يبدلها الله به الخوف والجوع، وسوء الحياة، كما قال تعالى: {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } النحل112، ومن الأمم التي امتن الله عليها بالأمن ثم بدّلها به خوفا لكفرانها مشركوا قريش، حيث قال الله مبيّنا حال أمنهم: ( فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف). فلما أصروا على الكفر ومحاربة الله ورسوله، أبدل أمنهم خوفا، وغناهم فقرا، وشبعهم جوعا، وهو ما حكاه عنهم في آية سورة النحل السابقة.
أتمنى أن يتم الإنتباه للملاحظات التي تم استعراضها سابقا من أجل المحافظة على أمن الوطن والمواطن
ملاحظة
إذا لم يتم تطبيق الشريعة الإسلامية والحدود في المجرمين لن يكون هنالك أمن ولا استقرار
علينا الاستفاده من تجارب بعض الدول العربية و الإسلامية و
أتمنى لوطني الغالي الأمن والأمان والإزدهار