يوم المرأة العربية ..مر ولم يشعر أحد / السالمة بنت الشيخ الولي

بالامس قمت في أول اليوم أتصفح المواقع المحلية والعربية لأرى كيف خلد يوم المرأة العربية في أقطارها  يوم انتظرته كثيرا لسببان أولهما لكوني اغذي موقعا متخصصا في قضايا المرأة العربية،  وربما يكون حلول مناسبة كهذه فرصة لقيام أنشطة تستحق ان تنقل كأخبار عنها، والثاني لانني اعتبر هذا اليوم هو ملك لي ويخلدني،

بالاضافة الى أنه يشترك مع اليوم الذي ولدت فيه في ساعات واحدة ولو بحسب اختلاف الامكنة على أساس خطوط الطول ..طبعا كانت الصدمة قوية، بقدر الاندفاع الذي كان يشدني لأعيش لحظات ذلك اليوم فلاشيء حدث مما توقعته وبدت ساعاته كأنها  فارغة من كل محتوى، لا أنشطة في داخل وطني رغم أن المنظمات والجمعيات النسوية بالمئات ،ولا حتى في العالم العربي ولا من بين أصدقائي على الصفحات الاجتماعية من تذكرها بكلمة وكأنه يوم كسائرالأيام ـ

 

أنا طبعا بدوري بقيت رهينة الصدمة لم يكن أمامي غير الاستغراب، وان اعود بذاكرتي لأبرر مايحدث حولى من تجاهل ليوم كهذا ...مع  ان يوم الشجرة يتم تخليده في كل العالم هل لأن  الشجرة هي أفضل من المرأة العربية ؟؟ربما

كل ماأعرفه أن المرأة العربية ورثت الكثير من العسف الاجتماعي والثقافي والسياسي، وأريد لها أن تكون ماكنة لحفظ النوع لاغير.

اتذكر ذات مرة كنت وأستاذتي وصديقتي الغالية الدكتورة الثائرة تربة بنت عمار في احدى المناسبات الثقافية في انواكشوط ، حيث تتباهى المرأة الموريتانية دائما أنها الأكثر حظا بين أخواتها في الوطن العربي من حيث السلطة الاجتماعية على الاقل ومن خلال مسيرة سياسية متواضعة جداا، فوقف أحد الشيوخ ممن ينتمون لمؤسسة أدبية لها ثقلها، وبدأ يقرأ ما اعتبره هو انتاجا أدبيا، يحمل في طياته الكثير من الاقصائية بلغة ساخرة تنقص من المرأة وتضعها في اللامكان، وكأنه يريد أن يقول لنا حسبها من الوجود الحياة ..فهممت ان أقوم من مقامي وأومأت الى رفيقتي أن هيا بنا، فأمسكت بي واجلستني قائلة انتظري حتى ينتهي هذا فقلت لها في نبرة ساخرة ايضا وماذا ننتظر من هذا انا اكره لغة التمييز على أساس النوع، فأجابتني بل مهم جداا اريد ان اتعلم منه كيف يبرر أصحاب الفكر الرجعي الاقصائي المتخلف أفكارهم، ..طبعا أنا اعرف انها وهي استاذة التاريخ الاسلامي موقنة أن هذا الرجل ليس نشازا من آلاف الرجال الذين تعودوا لي أعناق النصوص الشرعية لخدمة مصالحهم أو تحجرهم الفكري، ولم أفاجأ أنه ختم ماقال هو إنه انتاج أدبي _أنا عن نفسي لا أذكر أكان شعرا ام نثرا _بضحكة مستهترة متباكيا على ماضي المرأة السمينة ..ليست هذه هي الحادثة الأولى وليست الأخيرة.

 ذات مرة  خرجت لتأدية  واجب العيادة لسيدة كبيرة من أسرتي دخلت عليها فلم تحيينا أنا ولم تدع لي بل بدأت في انشودة تعودت هي ذاتها ان تسمعها منذ صغرها " مرحب برجالها "طبعا هي طويلة مفادها انها ترحب بي من خلال رجال اسرتي " الاخوة .الاب .الاعمام " وكأنهم هم من زاروها ولست أنا

طبعا شعرت بالاساءة وقلت لها في جو من المرح، ياعمة أنا من زرتك وليس هم، فقالت يابنتي قيمة المرأة برجالها، ليست هذه السيدة المسكينة هي الوحيدة في هذا، اتذكر أيضا انه في القانون الداخلي للبيت، لا تجوز الاساءة الى الطفل ولا ضربه ولا تعنيفه لفظيا فيما يجوز في حق البنت كل أنواع ذلك ويقال في المثل الشعبي " الانثى إذا سابت كالبطحاء اذا سالت " ويقال ايضا " الانثى كالافعى كلما أخرجت رأسها اضربها "

ومانزل بلاء من السماء الا وسببه النساء"

المشاهد في هذا المحور لاتنتهي تمر يوميا لو ظللت اسردها لما انتهى المقال، لكنني سأحاول أن أمر بأبرزها تقول لي عمدة تفرغ زينة .._وهي واحدة من أهم البلديات في موريتانيا _ ورئيسة اتحاد النساء الافريقيات المنتخبات أن اكثر مايزعجني هو أن يناديني البعض بالسيد العمدة ..

كما ردت علي الوزيرة السابقة فاطمة بنت خطري خلال حوارعن وضع المرأة دعونا من عقدة الانثى

 وتقول الوزيرة السابقة ايضا منت سيدي هيبة في حديث يملأه حب الخروج من دائرة النوع: دعونا نعيش كبشر،لاتشعرونا أننا أٌقل من الرجال ونحن لنا نفس الكفاءات والقدرات.

والتساؤل الدائم في التفاصيل اليومية لحياة الكثيرين ،هو لماذا تحيا هي أنثى فموتها خير من حياتها ..رغم انني ربما لم أعان كثيرا من هذه الثقافة المسمومة،بحكم أنني تربيت في كنف جدي رحمه الله وكان شيخا وقورا وطيبا وعارفا بالله، وكان رحمه الله يقول انه بولادتي حبب الله  اليه البنات، كما أن والدي ليسا متغلغلين جدا في هذه الثقافة الاقصائية، ولم اعش فترة الطفولة مع أي من أخوتي الذكور، فهم مابين أكبر مني بكثير او أصغر مني نسبيا، لذا لم أعان من التمييز على أساس النوع ،في محيطي القريب لكن في الاسرة الاجتماعية الكبيرة في كل منعطفاتها في السوق في المدرسة في الثانوية والجامعية، ستلحظ دائما أن هناك فرق شاسع بين ان يبتليك الله بأن تكوني أنثى .أو يكرمك بأن تكون ذكرا،فالحديث معك والحديث عنك ونظرة المارين لك سواء في علاقاتك مع زملاء العمل او الدراسة او المدارء سينظر اليك بشيء من الريبة مصدره هو نوع جنسك حتى في العالم الافتراضي، حيث لاقانون ولا مجتمع واحد اذا حاولت أن تتحدث الى أي  كان عن فكرة او فكر او ان تناقش موضوعا على الصفحات العامة، بغض النظر عن عمق طرحك او سخافته، فيكفي أنك أمرأة لا احد ينتظر منك التنظير او التفكير، الكل يفكر بطريقة او بأخرى بأن يذكرك أنك أنثى ،والحديث معك لا يصح الا من وراء حجاب لتنهال عليك الرسائل الخاصة، بإختلاف شخصيات من حولك فسيحاول البعض ان يقنعك أنك الحلم الضائع، الذي بحث عنه طويلا في الواقع ولم يصدق أن يجده في العالم الافتراضي، وانه لا مجال حتى للتخلي عنه او أن لاتقدري رحلة بحثه الطويلة تلك وربما تأتي رسائل أخرى من العيار الثقيل، مفادها أنك من أنت؟ ومن أين خرجت؟ ومن سمح لك أن تتحدثي أصلا؟ وكأنه لابد من إذن للكلام، وبين هؤلاء وأولئك هناك أشخاص يحاولون ان يطرقوا لك نافذة أخرى هي نافذة مالا يليق ..هذه التي لا أدرى على أي أساس بوبها أصحابها، فباب مالا يليق في المجتمعات دائما متخصص في شؤون المرأة، يهدف الى تكميم اي صوت ينادي بإنصافها، باعتبار ذلك من الخروج على التقليد او المألوف وهو مالا علاقة له بالدين او التدين،وانما ضوابط أخرى أسسها أصحابها بناءا على ثقافة سوء النية في أن الجنس الآخر مجلبة للمصائب لذا يجب أن يبقى مكبلا ..وهو ماولد حساسية مفرطة من طرف بعض النساء اللاتي طرقن باب التغيير فأوصد أمامهن وحاربهن الاقربون ، وتلقفتهم الثقافات الغربية ووجدوا ضالتهن لديها، فكان نتاجا طبيعا بين ذلك النفور وهذا الترحيب ان يحدث ذلك شرخا قويا بينهن وبين  ثقافتهن الأم، وهن اللاتي نشأن وتربين في حضن مؤسسة تعليمية تتبنى أنظمة مفرغة تفريغا كاملا من تاريخ أمتهم وماضيها المشرق كله من علومه وآدابه من الثقافة الاسلامية العربية الواضحة، التي زخرت بنساء رائدات كن نموذجا، ووجدن في الفهم السليم للنص ما أتاح لهن امكانية الابداع فبرزن مجاهدات، وعالمات، وحاكمات ،مع غياب كل تلك النماذج أو على الاصح تغييبها ،كان من السهل جدا ان يوضعن في فوهة المدفع أمام الدين وان ينصبن هن مدافعهن ويتخذن من المؤسسة الشرعية عدوا يلقين على عاتقها بالمسؤولية عن كل عصور الانحطاط والتخلف التي رزح تحتها المجتمع العربي لقرون، مع أن هذا ناتج عن سوء فهم،تتحمل الانظمة "التعليمية" التجهيلية مسؤوليته بالدرجة الأولى ..والنظام الاجتماعي وخاصة باب "مالا يليق" في منظومته القيمية الذي لا يعتمد أساسا على النص، بقدر ما يعتمد ويستمد طرحه من منهج سوء النية اتجاه العنصر النسوي .

 

 

بالامس قمت في أول اليوم أتصفح المواقع المحلية والعربية لأرى كيف خلد يوم المرأة العربية في أقطارها  يوم انتظرته كثيرا لسببان أولهما لكوني اغذي موقعا متخصصا في قضايا المرأة العربية،  وربما يكون حلول مناسبة كهذه فرصة لقيام أنشطة تستحق ان تنقل كأخبار عنها، والثاني لانني اعتبر هذا اليوم هو ملك لي ويخلدني،بالاضافة الى أنه يشترك مع اليوم الذي ولدت فيه في ساعات واحدة ولو بحسب اختلاف الامكنة على أساس خطوط الطول ..طبعا كانت الصدمة قوية، بقدر الاندفاع الذي كان يشدني لأعيش لحظات ذلك اليوم فلاشيء حدث مما توقعته وبدت ساعاته كأنها  فارغة من كل محتوى، لا أنشطة في داخل وطني رغم أن المنظمات والجمعيات النسوية بالمئات ،ولا حتى في العالم العربي ولا من بين أصدقائي على الصفحات الاجتماعية من تذكرها بكلمة وكأنه يوم كسائرالأيام ـ

 

أنا طبعا بدوري بقيت رهينة الصدمة لم يكن أمامي غير الاستغراب، وان اعود بذاكرتي لأبرر مايحدث حولى من تجاهل ليوم كهذا ...مع  ان يوم الشجرة يتم تخليده في كل العالم هل لأن  الشجرة هي أفضل من المرأة العربية ؟؟ربما

كل ماأعرفه أن المرأة العربية ورثت الكثير من العسف الاجتماعي والثقافي والسياسي، وأريد لها أن تكون ماكنة لحفظ النوع لاغير.

اتذكر ذات مرة كنت وأستاذتي وصديقتي الغالية الدكتورة الثائرة تربة بنت عمار في احدى المناسبات الثقافية في انواكشوط ، حيث تتباهى المرأة الموريتانية دائما أنها الأكثر حظا بين أخواتها في الوطن العربي من حيث السلطة الاجتماعية على الاقل ومن خلال مسيرة سياسية متواضعة جداا، فوقف أحد الشيوخ ممن ينتمون لمؤسسة أدبية لها ثقلها، وبدأ يقرأ ما اعتبره هو انتاجا أدبيا، يحمل في طياته الكثير من الاقصائية بلغة ساخرة تنقص من المرأة وتضعها في اللامكان، وكأنه يريد أن يقول لنا حسبها من الوجود الحياة ..فهممت ان أقوم من مقامي وأومأت الى رفيقتي أن هيا بنا، فأمسكت بي واجلستني قائلة انتظري حتى ينتهي هذا فقلت لها في نبرة ساخرة ايضا وماذا ننتظر من هذا انا اكره لغة التمييز على أساس النوع، فأجابتني بل مهم جداا اريد ان اتعلم منه كيف يبرر أصحاب الفكر الرجعي الاقصائي المتخلف أفكارهم، ..طبعا أنا اعرف انها وهي استاذة التاريخ الاسلامي موقنة أن هذا الرجل ليس نشازا من آلاف الرجال الذين تعودوا لي أعناق النصوص الشرعية لخدمة مصالحهم أو تحجرهم الفكري، ولم أفاجأ أنه ختم ماقال هو إنه انتاج أدبي _أنا عن نفسي لا أذكر أكان شعرا ام نثرا _بضحكة مستهترة متباكيا على ماضي المرأة السمينة ..ليست هذه هي الحادثة الأولى وليست الأخيرة.

 ذات مرة  خرجت لتأدية  واجب العيادة لسيدة كبيرة من أسرتي دخلت عليها فلم تحيينا أنا ولم تدع لي بل بدأت في انشودة تعودت هي ذاتها ان تسمعها منذ صغرها " مرحب برجالها "طبعا هي طويلة مفادها انها ترحب بي من خلال رجال اسرتي " الاخوة .الاب .الاعمام " وكأنهم هم من زاروها ولست أنا

طبعا شعرت بالاساءة وقلت لها في جو من المرح، ياعمة أنا من زرتك وليس هم، فقالت يابنتي قيمة المرأة برجالها، ليست هذه السيدة المسكينة هي الوحيدة في هذا، اتذكر أيضا انه في القانون الداخلي للبيت، لا تجوز الاساءة الى الطفل ولا ضربه ولا تعنيفه لفظيا فيما يجوز في حق البنت كل أنواع ذلك ويقال في المثل الشعبي " الانثى إذا سابت كالبطحاء اذا سالت " ويقال ايضا " الانثى كالافعى كلما أخرجت رأسها اضربها "

ومانزل بلاء من السماء الا وسببه النساء"

المشاهد في هذا المحور لاتنتهي تمر يوميا لو ظللت اسردها لما انتهى المقال، لكنني سأحاول أن أمر بأبرزها تقول لي عمدة تفرغ زينة .._وهي واحدة من أهم البلديات في موريتانيا _ ورئيسة اتحاد النساء الافريقيات المنتخبات أن اكثر مايزعجني هو أن يناديني البعض بالسيد العمدة ..

كما ردت علي الوزيرة السابقة فاطمة بنت خطري خلال حوارعن وضع المرأة دعونا من عقدة الانثى

 وتقول الوزيرة السابقة ايضا منت سيدي هيبة في حديث يملأه حب الخروج من دائرة النوع: دعونا نعيش كبشر،لاتشعرونا أننا أٌقل من الرجال ونحن لنا نفس الكفاءات والقدرات.

والتساؤل الدائم في التفاصيل اليومية لحياة الكثيرين ،هو لماذا تحيا هي أنثى فموتها خير من حياتها ..رغم انني ربما لم أعان كثيرا من هذه الثقافة المسمومة،بحكم أنني تربيت في كنف جدي رحمه الله وكان شيخا وقورا وطيبا وعارفا بالله، وكان رحمه الله يقول انه بولادتي حبب الله  اليه البنات، كما أن والدي ليسا متغلغلين جدا في هذه الثقافة الاقصائية، ولم اعش فترة الطفولة مع أي من أخوتي الذكور، فهم مابين أكبر مني بكثير او أصغر مني نسبيا، لذا لم أعان من التمييز على أساس النوع ،في محيطي القريب لكن في الاسرة الاجتماعية الكبيرة في كل منعطفاتها في السوق في المدرسة في الثانوية والجامعية، ستلحظ دائما أن هناك فرق شاسع بين ان يبتليك الله بأن تكوني أنثى .أو يكرمك بأن تكون ذكرا،فالحديث معك والحديث عنك ونظرة المارين لك سواء في علاقاتك مع زملاء العمل او الدراسة او المدارء سينظر اليك بشيء من الريبة مصدره هو نوع جنسك حتى في العالم الافتراضي، حيث لاقانون ولا مجتمع واحد اذا حاولت أن تتحدث الى أي  كان عن فكرة او فكر او ان تناقش موضوعا على الصفحات العامة، بغض النظر عن عمق طرحك او سخافته، فيكفي أنك أمرأة لا احد ينتظر منك التنظير او التفكير، الكل يفكر بطريقة او بأخرى بأن يذكرك أنك أنثى ،والحديث معك لا يصح الا من وراء حجاب لتنهال عليك الرسائل الخاصة، بإختلاف شخصيات من حولك فسيحاول البعض ان يقنعك أنك الحلم الضائع، الذي بحث عنه طويلا في الواقع ولم يصدق أن يجده في العالم الافتراضي، وانه لا مجال حتى للتخلي عنه او أن لاتقدري رحلة بحثه الطويلة تلك وربما تأتي رسائل أخرى من العيار الثقيل، مفادها أنك من أنت؟ ومن أين خرجت؟ ومن سمح لك أن تتحدثي أصلا؟ وكأنه لابد من إذن للكلام، وبين هؤلاء وأولئك هناك أشخاص يحاولون ان يطرقوا لك نافذة أخرى هي نافذة مالا يليق ..هذه التي لا أدرى على أي أساس بوبها أصحابها، فباب مالا يليق في المجتمعات دائما متخصص في شؤون المرأة، يهدف الى تكميم اي صوت ينادي بإنصافها، باعتبار ذلك من الخروج على التقليد او المألوف وهو مالا علاقة له بالدين او التدين،وانما ضوابط أخرى أسسها أصحابها بناءا على ثقافة سوء النية في أن الجنس الآخر مجلبة للمصائب لذا يجب أن يبقى مكبلا ..وهو ماولد حساسية مفرطة من طرف بعض النساء اللاتي طرقن باب التغيير فأوصد أمامهن وحاربهن الاقربون ، وتلقفتهم الثقافات الغربية ووجدوا ضالتهن لديها، فكان نتاجا طبيعا بين ذلك النفور وهذا الترحيب ان يحدث ذلك شرخا قويا بينهن وبين  ثقافتهن الأم، وهن اللاتي نشأن وتربين في حضن مؤسسة تعليمية تتبنى أنظمة مفرغة تفريغا كاملا من تاريخ أمتهم وماضيها المشرق كله من علومه وآدابه من الثقافة الاسلامية العربية الواضحة، التي زخرت بنساء رائدات كن نموذجا، ووجدن في الفهم السليم للنص ما أتاح لهن امكانية الابداع فبرزن مجاهدات، وعالمات، وحاكمات ،مع غياب كل تلك النماذج أو على الاصح تغييبها ،كان من السهل جدا ان يوضعن في فوهة المدفع أمام الدين وان ينصبن هن مدافعهن ويتخذن من المؤسسة الشرعية عدوا يلقين على عاتقها بالمسؤولية عن كل عصور الانحطاط والتخلف التي رزح تحتها المجتمع العربي لقرون، مع أن هذا ناتج عن سوء فهم،تتحمل الانظمة "التعليمية" التجهيلية مسؤوليته بالدرجة الأولى ..والنظام الاجتماعي وخاصة باب "مالا يليق" في منظومته القيمية الذي لا يعتمد أساسا على النص، بقدر ما يعتمد ويستمد طرحه من منهج سوء النية اتجاه العنصر النسوي .

3. فبراير 2013 - 21:37

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا