من الأسباب التاربخية التي ولدت في أطر أترارزة حالة من الولاء الزائد وكذلك حالة من المعارضة الصلبة نذكر :
أولا : أن الدولة الحديثة كانت في مركزيتها وحغرافيتها ومعنوياتها على حساب ولاية أترارزة إمارة ومشايخ وأرضا ...
ثانيا: أن انقلاب 78 بدل أن يكون انقلابا في دولة كان انقلابا على ولاية مارس تمييزا ثقافيا لم تعرفه المجتمعات العنصرية(مسألة مسابقة كونكور) ومارس تمييزا توظيفيا(منع أطر أترارزة من ولوج مؤسسات بعينها مثل الجيش)
ثالثا: أن عشرينية الرئيس السابق معاوية وخاصة في ثلثيها الأخيرين كان الهاجس الكبير فيها زعيم المعارضة ونجحت بعض الأوساط في زرع عقدة المعارضة في أطر الولاية فأصبحوا مضطرين للإعلان الزائد عن ولائهم...
رابعا: في العشرية الأخيرة اجتمع للولاية مالم يجتمع لها في عصر وهي عقدة الحاكم منها مع عقدتها الأصلية مع الأنظمة السابقة فتضاعف حصاد الولاء والإعلان عنه بالصوت والصورة..
هذه بإختصار هي المحنة التاريخية المزمنة الأطر اترارزة والحمد لله أن جغرافية المعاناة لم تتمخض إلا عن الولاء الزائد...وهذه لعمري قمة الوطنية وقمة الإيمان بالدولة...
وستكون صورة الإيمان بالدولة أكثر جلاء عندما يجتمع رئيس الجمهورية الأسبوع القادم بمئات المزارعين في سهول أترارزة لا تمثل نسبة أترارزة منهم إلا 3% !!!
وسيكون أكثر جلاء إذا علمنا أن كل عمولات الغاز لم يستفد منها رجل أعمال واحد من أترارزة...
ومع هذا لم تسمعوا أبدا من يطالب بنسبة لولاية أترارزة من عائدات الغاز ولا من عائدات الزراعة ولا من عائدات الماء ولا من عائدات السمك...!!!
ولن تسمعوا من يطالب "باط" ان يكون عمدة انواكشوط من اترارزة.
اما الأمور الأخرى التي يتحدث عنها البعض فنعوذ بالله منها.