واكبت زيارة العمل التي أداها رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لولاية الترارزة يوم الاثنين الماضي وخرجت بالملاحظات التالية:
الزيارة كانت زيارة عمل بامتياز، تشهد على ذلك حزمة المشاريع التنموية التي تم تدشينها أو إطلاقها ، كما أنها كانت حافلة بالانشطة رغم قصرها ولم تكن تقليدية في قالبها بسبب الظروف الصحية الحالية، فلم يكن هناك اجتماع بالاطر ولا لقاءات جانبية، بل تم التركيز على هدفها الأساسي وهو إطلاق المشاريع التنموية، وهذه سابقة في زيارات رؤساء الجمهورية للداخل،
التركيز على إنجاح الحملة الزراعية 2021-2022 التي أشرف رئيس الجمهورية على إطلاقها من بلدة جدر المحكن، من خلال إقامة البنية التحتية وخاصة الطاقوية التي تضمن جودة المحصول وخفض التكاليف، وهما الشرطان الأساسيان لفرض تنافسية المنتج في السوق المحلي والخارجي. وهكذا دشن الرئيس في منطقة "بنينعجي" التابعة لمقاطعة كرمسين، المرحلة الأولى من مشروع كهربة مناطق الإنتاج الزراعي بالضفة وهذا المشروع سيساهم في الرفع من مردودية الزراعة المروية من خلال استبدال المضخات الحرارية بطاقة نظيفة ومستمرة وذات كلفة أقل في الوقت الذي سيسمح بالحد من المخاطر المرتبطة بالاستثمار في مجال الزراعة خاصة توفير رأس المال والتكاليف الإضافية المتعلقة بنقل الوقود وصيانة المعدات، وهو ما سيسهل ولوج المزارعين في الضفة إلى خدمة الكهرباء والاستفادة من الطاقة الكهرومائية وتعميم خدمة الكهرباء على المناطق الزراعية وبذلك سنتمكن – إن شاء الله – من تحقيق الأمن الغذائي للبلد ولاحقا تحقيق فائض للتصدير.
جسر روصو.. وهو مشروع مهم جدا يسهل الحركة التجارية بيننا والجارة السنغال وحلقة وصل بين الشمال وإفريقيا وسيؤدي حتما إلى انتعاش الحركة الاقتصادية في المنطقة بما يحمل ذلك من انعكاسات إيجابية على تنمية المنطقة خاصة والوطن بشكل عام،
المشاريع شملت أيضا بناء مقاطع طرقية تتكون من تسعة محاور حيوية في مدينة روصو عاصمة الولاية إقامة بنية تحتية اجتماعية واقتصادية أساسية في المدينة، كسوق ومحطة طرق ومركز اجتماعي ومجمع رياضي متعدد الاستخدامات وكذلك تعزيز نظام الإمداد بالمياه الصالح للشرب من خلال بناء وتأهيل خزانات للمياه ومحطات جلب المياه ومحطات الضغط وتعزيز وتوسيع شبكة التوزيع ...الخ
كان واضحا من خطاب الرئيس أن الجانب الأمني، الذي شغل الرأي العام مؤخرا، كان حاضرا بقوة في اهتمامات السلطات العليا، فهناك استراتيجية واضحة المعالم ودقيقة للقضاء على الجريمة وتأمين المواطنين كما أن الأمن السبراني سيتم ضبطه، ولا يعني ذلك إطلاقا تضييق الحريات بل لجم أؤلئك الذين يتخذون من الانترنت وسيلة نشر خطاب تحريضي فئوي وإثارة الفتن، وأعتقد أن هذه الاستراتيجية ستكون فعالة وسيكون لها ما بعدها وسيعم الأمن والسلام ربوع هذا الوطن الحبيب.
تلك باختصار أهم ملاحظاتي حول هذه الزيارة الميمونة التي دشنت عهدا جديدا من تنفيذ برنامج تعهداتي بمهنية واحترافية عالية ، تستحق علينا نحن، معشر الناشطين في المجتمع المدني، دعمها ومواكبتها.
كناشط مدني، أعلن ارتياحي لنتائج هذه الزيارة الناجحة والتي أعول عليها كثيرا في تغيير واقع هذا البلد وتحقيق الرفاه والاستقرار للمواطنين.
زيارة العمل هذه والمشاريع التنموية التي تم إطلاقها ستعزز قطعا من قوة اللامركزية وستتمكن المجموعات المحلية في مختلف ربوع وطننا الحبيب من تحقيق نموها بنفسها وستتنوع مساهماتها في اقتصادنا الوطني فيتحقق النماء والرفاه والاستقرار.
برافـــو سيادة الرئيس وإلى مشاريع تنموية جديدة في ولايات جديدة إن شاء الله