لقد لا حظت ضمن صراعات السياسيين والإعلاميين ورجال الأعمال حربا شعواء لا مبرر لها، غالبا، إلا التكالب والحقد والكراهية، والصراع على المصالح والسبق المعنوي أو المادي.
وفي هذا السياق يتهارج الجميع، ولا نكاد نسلم معشرالبشر من هذا الأنا والذاتية والأنانية، المجردة في أغلب الأحيان من الموضوعية و الإنصاف، الممزوجة بقوة أو برفق ، أي هذه الأنا و الأنانية، بالظلم والتحامل، المؤقت أو المستمر.
وفي هذا المعنى يمكن أن ترى بوضوح أو بتأمل الكثير والكثير من النماذج.
ولقد لفت انتهابي ـ أثناء بعض المطالعات الكوكلية ـ نسبة إلى كوكل ـ مشاركة أحمد ولد حمدي ولد مكناس في رياضات وسباقات خيل دولية، وبزي بالعلم الوطني، حيث شاهدته و مندوبه بالسباق، غير بعيد من حاكم دبي،الأمير محمد بن راشد آل مكتوم، ضمن تنافسات في بريطانيا، تقام بانتظام، منذ القرن الثامن عشر في تلك الدولة الأوربية العريقة في سباق الخيل والفروسية ،المملكة المتحدة لبريطانية .
ويلاحظ ربحه من بيع الفرس كذا، الذي اشترى بكذا، وبيع بكذا ..مئات الآلاف من الأورو!.
وقد لقي الشاب ضربات موجعة، إعلاميا وسياسيا، بسبب علاقته العائلية، بحجة أن شقيقته، كانت وزيرة للخارجية، ولها من التجربة في ميدان "السياسة" كذا وكذا، من الكسب، صوابا أو خطأ، " لا تزر وازرة وزر أخرى"، فإن صح نسبة الخطأ الفلاني أو العلاني إلى أخته الوزيرة، وهذا منصب عمومي، فلما يحمل ـ بضم الحاء ـ وزر نواقصها أو زلاتها في سياق الشأن العام.
والكثيرون يشهدون له بالأدب الجم والهدوء والذكاء.
إن تجريم ابن الرئيس الفلاني أو العلاني أو أخ الوزيرة الفلانية أو العلانية، أو بعض عيالهما، فيه شطط وضرب من الإعتداء الواسع أو التجريح المجاني دون ترو أو حذر.
كما أنه في مجال الأعمال، وخصوصا في قطاع الصيد، قيد فيه وحوصر هذا الشاب، رجل الأعمال الواعد، بسب" سياسي صرف فئوي ضيق" لا معنى له، في مجال الحق و العدل، على رأي البعض.
إن الأمور تحتاج إلى أدلة وإفحام، وإلا فإن الأوضاع الإقتصادية، خصوصا ستظل دون تنمية أو نجاح متواصل، ولو تدريجي، لأن سوقنا مبني على الزبونية السياسية المجحفة، فيزدهر الواحد لأنه موال ويقمع لأنه معارض، أو محسوب على أخيه أو أخته أو ابن عمه.
فقد قمع رجال أعمال "اسماسيد" لأنهم صوتوا لولد داداه ومسعود، وأفرج عن بعض النفس لصالحهم، لأنهم أذعنوا واستسلموا، أو أكثرهم، بدافع الخوف على المال وربما الحياة، لأن رأس المال جبان بطبعه!!!.
وتفيد الأنباء في هذا الصدد بأن شركة أهل عبدالله سددت لصالحها ديون جزئية بمبلغ مليار ونصف، وأهل انويكظ في الطريق إلى إجراء تسديدي مماثل.
واليوم تكاد تزهق روح بوعماتو، لأنه خالف العزيز، ويقصي أحمد ولد مكناس لأن أخته أقيلت من الوظيفة، وأبعدت عن مصادر النفوذ و القيادة، فلا سلامة في أرض "موريتان" إلا للقوي، تماما على نهج الغابة، سيدها الأسد الليث وحده دون منافس، وعندما يسقط صريعا أو جريحا أو محاصرا منقلبا عليه، فهو الضحية الأول والمستهدف الأساسي، المشروع دما وعرضا ولحما وعظما،أأكلوه معشر الحيوانات "البشرية" الأليفة أو الكاسرة، دون ورع أو حياء.
اللهم إن هذا الأسلوب أسلوب واطيء هابط وضيع، لا يصلح لإدارة حدائق الحيوانات، فمن باب أولي و أحرى البشر، ممن يدعي الحضارة والوعي، وحمل مشعل الإسلام باستمرار، تاريخيا وحاليا.
أوقفوا مسيرة التآكل، وأشرعوا في طريق التسامح و التعاون والتكامل، وحاسبوا بلطف وإنصاف، دون تساهل أو تفريط أو إفراط وغلو، فهذا أولى بنا وأجدر من مسار ونهج الحيوانات البرية المتوحشة .
عسى أن لا يضيع قطاعنا الخاص، في دوامة من الحقد والتآكل وتصفية الحسابات العمياء القاسية .
فلا تحاصروا أهل مكناس و لا تغلقوا مصرف ولد بوعماتو، ولا تبيحوا مال او عرض من صوت لأحمد ولد داداه او مسعود أو غيرهما، فموريتانيا تسع الجميع، والعفو أولي، من الإيغال في الإنتقام الأعمى، والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، أجدر بالفوز دنيويا و أخرويا!.
وماسوى ذلك حرب أهلية مفتوحة مستمرة، أخطر علينا من الحرب الحالية في شمال مالي، وهذه الحرب الأهلية ستستمر لائحة مستهدفيها وضحاياها حسب تعاقب الأنظمة ومراكز النفوذ، وأحوال الإنقلابات و الإنتخابات.
فأوقفوا النار المستعرة باسم الضرائب والملفات المالية القديمة والحالية في حيز معقول قبل فوات الأوان.
قد أعذر من أنذر، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد والقصد إلى الله ،طلبا لرضوانه وإصلاح ذات البين.
عبد الفتاح ولد اعبيدن المدير الناشر لجريدة الأقصى