في شهر نوفمبر 2020 تم ارسال بعثة فنية من وزارة التنمية الريفية الى ولاية اترارزة لتقييم الوضعية الصحية في مزارع الأرز حيث لاحظت انتشار القوارض ووجود حشرات ضارة في كل المواقع المزورة. بسب هذا الوضع قامت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة بإرسال بعثة فنية تتكون من خبير في علوم القوارض وخبير اقتصادي لتقييم الوضعية الصحية و الأضرار الناتجة عن انتشار هذه الآفات و مدى انتشارها. فيما يتعلق بالقوارض فان الأنواع الرئيسية التي وجدت فهي نوعان معروفان في منطقة الساحل (أرفيكانتيس نكوتيكيس و ماستوميس) .
ان انتشار القوارض كان كبيرا ومن المؤكد حدوث تكاثر لهذه الآفة على ضفتي نهر السينغال. حيث تشير البيانات التي تم جمعها الى ان وفرة القوارض المرصودة يمكن ان تكون أعلى في مواقع بولايتي اترارزة و لبراكنة بموريتانيا. تظهر المقارنة مع البيانات التاريخية التي تم جمعها على الضفة اليسرى للنهر بشكل لا لبس فيه ان مثل هذا المستوى من الوفرة يحدث بشكل متكرر، خاصة في السنوات التي تلي موسم الأمطار مع توزيع جيد و كميات كبيرة. و هكذا تم الإبلاغ عن حالات انتشار كبير للقوارض خلال الفترة الجافة الحارة (مارس-مايو) 1975, 1987, 2010/2011, 2017 . بالإضافة الى ذلك السنوات التي امتازت بكميات قليلة من الأمطار ظهرت فيها أعداد قليلة من القوارض وذلك في 2012, 2015 و 2018. وبالاعتماد على بيانات وفرة القوارض التي تم جمعها من الواضح أن اتساع انتشار القوارض للسنة الزراعية 2020-2021 هو الأعلى منذ السبعينات (داليكي و بوري ,2021).
على ضفتي النهر حاول المزارعون السيطرة على القوارض باستخدام مواد كيميائية مختلفة غالبا ما تكون غير مناسبة أو حتى خطيرة. مثلا في موريتانيا لوحظ استخدام مبيد ضد القوارض غير واضح المعالم. الاسم التجاري كومافار 50 يوحي بأنه من مجموعة الكومافين مضادات لخثر الدم وتعالج حالات التسمم بأخذ فيتامين ك ولكن بصورة متناقضة فأن تركيبة المبيد تشير الى أنه يحتوي مادة ألفاكلورالوز وهي مادة سامة جدا وتأثر على الأعصاب عند الحيوان و كذا الانسان، كما أنه يوصى باستخدامها فقط من طرف فنيين متخصصين و ذلك في أماكن مغلوقه و ليس في الحقول من طرف مزارعين عاديين.
ان مكافحة القوارض أمر معقد : لذلك تأتي الحاجة الملحة لتجميع الجهود
ولتفادي خطر غزو جديد للقوارض بداية خريف 2021, أعدت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) مشروع دعم طارئ لموريتانيا. وقد مكن هذا المشروع من تزويد المزارعين في الولايات الأربعة المعنية بكمية تبلغ 117 طن من بذور الأرز من اجل الاستجابة للنقص انتاج البذور في موسم 2020. بالإضافة الى ذلك، هناك خبير متخصص في القوارض يقوم بمهمة دعم خلال الأسبوعين الأولين من شهر يوليو 2021 لتدريب الفنيين على الممارسات الجيدة للإدارة المتكاملة للقوارض. كما سيقوم هذا الخبير بإعداد دليل عملي لمساعدة الفنيين في تدريب المزارعين على تقنيات مكافحة هذه الآفات من أجل تقليل أعدادها قبل بداية موسم الأمطار. كما سيقوم الخبير بإعداد استراتيجية للوقاية من تفشي هذه الآفات بحيث يتضح لكل الجهات الدور المنوط بها للحد من انتشار الآفات.
من ناحية أخرى أرسلت الفاو عينة من المبيد لمختبر جامبلو في بلجيكا من أجل تحديد المادة الفعالة وتركيزها من أجل إزالة الغموض. ولقد أظهرت النتائج التحليلية بوضوح ان المادة الفعالة هي ألفاكلورالوز ولكن بتركيز أقل من 2 في المئة وليس 4في المئة كما هو موضح على ملصق المبيد، ألفاكلورالوز هي مادة سامة للأعصاب لجميع الفقريات (الطيور و الثديات) بما في ذلك البشر، و في حالة التسمم بها لا يوجد علاج لها. فهذه المادة ممنوعة الاستخدام في الحقول وليست مسجلة من طرف لجنة الساحل للمبيدات التي هي الهيئة الإقليمية لدول الساحل المسؤولة عن تسجيل المبيدات
في الختام فان استخدام مبيدات القوارض أثناء التفشي أو في نهايته ليس فقط خطيرا كما هو مفصل أعلاه ولكنه غير مفيد تماما. من المستحيل إيقاف انتشار القوارض عندما يأخذ تكاثرها منحنى تصاعدي. ذلك لأن معدل تكاثر القوارض سيكون دائما أعلى بكثير من معدل الوفيات بسبب المبيدات بل فقط اختفاء مواد التغذية (الأرز والحبوب الأخرى) هو الذي سيؤدي الى تناقص اعدادها. مما يؤكد ضرورة التدخل الوقائي فور وصول الأعداد الى الحد غير المقبول. فهذه التدخلات هي أيضا أقل تكلفة من الناحية الاقتصادية والبيئية. اذن يجب تعزيز الإجراءات الميكانيكية التي تهدف الى القضاء على الملاجئ التي تستخدمها القوارض، لذا يوصى أيضا بتشجيع المزارعين على الاستمرار في تنظيف الحقول والسدود و قنوات الري.
تواصل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ووزارة الزراعة التعاون لتطوير وتنفيذ برامج لإدارة الآفات والحد من تأثيرها على المحاصيل في البلاد.
في شهر نوفمبر 2020 تم ارسال بعثة فنية من وزارة التنمية الريفية الى ولاية اترارزة لتقييم الوضعية الصحية في مزارع الأرز حيث لاحظت انتشار القوارض ووجود حشرات ضارة في كل المواقع المزورة. بسب هذا الوضع قامت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة بإرسال بعثة فنية تتكون من خبير في علوم القوارض وخبير اقتصادي لتقييم الوضعية الصحية و الأضرار الناتجة عن انتشار هذه الآفات و مدى انتشارها. فيما يتعلق بالقوارض فان الأنواع الرئيسية التي وجدت فهي نوعان معروفان في منطقة الساحل (أرفيكانتيس نكوتيكيس و ماستوميس) .
ان انتشار القوارض كان كبيرا ومن المؤكد حدوث تكاثر لهذه الآفة على ضفتي نهر السينغال. حيث تشير البيانات التي تم جمعها الى ان وفرة القوارض المرصودة يمكن ان تكون أعلى في مواقع بولايتي اترارزة و لبراكنة بموريتانيا. تظهر المقارنة مع البيانات التاريخية التي تم جمعها على الضفة اليسرى للنهر بشكل لا لبس فيه ان مثل هذا المستوى من الوفرة يحدث بشكل متكرر، خاصة في السنوات التي تلي موسم الأمطار مع توزيع جيد و كميات كبيرة. و هكذا تم الإبلاغ عن حالات انتشار كبير للقوارض خلال الفترة الجافة الحارة (مارس-مايو) 1975, 1987, 2010/2011, 2017 . بالإضافة الى ذلك السنوات التي امتازت بكميات قليلة من الأمطار ظهرت فيها أعداد قليلة من القوارض وذلك في 2012, 2015 و 2018. وبالاعتماد على بيانات وفرة القوارض التي تم جمعها من الواضح أن اتساع انتشار القوارض للسنة الزراعية 2020-2021 هو الأعلى منذ السبعينات (داليكي و بوري ,2021).
على ضفتي النهر حاول المزارعون السيطرة على القوارض باستخدام مواد كيميائية مختلفة غالبا ما تكون غير مناسبة أو حتى خطيرة. مثلا في موريتانيا لوحظ استخدام مبيد ضد القوارض غير واضح المعالم. الاسم التجاري كومافار 50 يوحي بأنه من مجموعة الكومافين مضادات لخثر الدم وتعالج حالات التسمم بأخذ فيتامين ك ولكن بصورة متناقضة فأن تركيبة المبيد تشير الى أنه يحتوي مادة ألفاكلورالوز وهي مادة سامة جدا وتأثر على الأعصاب عند الحيوان و كذا الانسان، كما أنه يوصى باستخدامها فقط من طرف فنيين متخصصين و ذلك في أماكن مغلوقه و ليس في الحقول من طرف مزارعين عاديين.
ان مكافحة القوارض أمر معقد : لذلك تأتي الحاجة الملحة لتجميع الجهود
ولتفادي خطر غزو جديد للقوارض بداية خريف 2021, أعدت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) مشروع دعم طارئ لموريتانيا. وقد مكن هذا المشروع من تزويد المزارعين في الولايات الأربعة المعنية بكمية تبلغ 117 طن من بذور الأرز من اجل الاستجابة للنقص انتاج البذور في موسم 2020. بالإضافة الى ذلك، هناك خبير متخصص في القوارض يقوم بمهمة دعم خلال الأسبوعين الأولين من شهر يوليو 2021 لتدريب الفنيين على الممارسات الجيدة للإدارة المتكاملة للقوارض. كما سيقوم هذا الخبير بإعداد دليل عملي لمساعدة الفنيين في تدريب المزارعين على تقنيات مكافحة هذه الآفات من أجل تقليل أعدادها قبل بداية موسم الأمطار. كما سيقوم الخبير بإعداد استراتيجية للوقاية من تفشي هذه الآفات بحيث يتضح لكل الجهات الدور المنوط بها للحد من انتشار الآفات.
من ناحية أخرى أرسلت الفاو عينة من المبيد لمختبر جامبلو في بلجيكا من أجل تحديد المادة الفعالة وتركيزها من أجل إزالة الغموض. ولقد أظهرت النتائج التحليلية بوضوح ان المادة الفعالة هي ألفاكلورالوز ولكن بتركيز أقل من 2 في المئة وليس 4في المئة كما هو موضح على ملصق المبيد، ألفاكلورالوز هي مادة سامة للأعصاب لجميع الفقريات (الطيور و الثديات) بما في ذلك البشر، و في حالة التسمم بها لا يوجد علاج لها. فهذه المادة ممنوعة الاستخدام في الحقول وليست مسجلة من طرف لجنة الساحل للمبيدات التي هي الهيئة الإقليمية لدول الساحل المسؤولة عن تسجيل المبيدات
في الختام فان استخدام مبيدات القوارض أثناء التفشي أو في نهايته ليس فقط خطيرا كما هو مفصل أعلاه ولكنه غير مفيد تماما. من المستحيل إيقاف انتشار القوارض عندما يأخذ تكاثرها منحنى تصاعدي. ذلك لأن معدل تكاثر القوارض سيكون دائما أعلى بكثير من معدل الوفيات بسبب المبيدات بل فقط اختفاء مواد التغذية (الأرز والحبوب الأخرى) هو الذي سيؤدي الى تناقص اعدادها. مما يؤكد ضرورة التدخل الوقائي فور وصول الأعداد الى الحد غير المقبول. فهذه التدخلات هي أيضا أقل تكلفة من الناحية الاقتصادية والبيئية. اذن يجب تعزيز الإجراءات الميكانيكية التي تهدف الى القضاء على الملاجئ التي تستخدمها القوارض، لذا يوصى أيضا بتشجيع المزارعين على الاستمرار في تنظيف الحقول والسدود و قنوات الري.
تواصل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ووزارة الزراعة التعاون لتطوير وتنفيذ برامج لإدارة الآفات والحد من تأثيرها على المحاصيل في البلاد.
د. محمد الهادي سيدات
مسؤول انتاج وحماية النباتات المكتب الإقليمي لمنطقة شمال افريقيا-الفاو
في شهر نوفمبر 2020 تم ارسال بعثة فنية من وزارة التنمية الريفية الى ولاية اترارزة لتقييم الوضعية الصحية في مزارع الأرز حيث لاحظت انتشار القوارض ووجود حشرات ضارة في كل المواقع المزورة. بسب هذا الوضع قامت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة بإرسال بعثة فنية تتكون من خبير في علوم القوارض وخبير اقتصادي لتقييم الوضعية الصحية و الأضرار الناتجة عن انتشار هذه الآفات و مدى انتشارها. فيما يتعلق بالقوارض فان الأنواع الرئيسية التي وجدت فهي نوعان معروفان في منطقة الساحل (أرفيكانتيس نكوتيكيس و ماستوميس) .
ان انتشار القوارض كان كبيرا ومن المؤكد حدوث تكاثر لهذه الآفة على ضفتي نهر السينغال. حيث تشير البيانات التي تم جمعها الى ان وفرة القوارض المرصودة يمكن ان تكون أعلى في مواقع بولايتي اترارزة و لبراكنة بموريتانيا. تظهر المقارنة مع البيانات التاريخية التي تم جمعها على الضفة اليسرى للنهر بشكل لا لبس فيه ان مثل هذا المستوى من الوفرة يحدث بشكل متكرر، خاصة في السنوات التي تلي موسم الأمطار مع توزيع جيد و كميات كبيرة. و هكذا تم الإبلاغ عن حالات انتشار كبير للقوارض خلال الفترة الجافة الحارة (مارس-مايو) 1975, 1987, 2010/2011, 2017 . بالإضافة الى ذلك السنوات التي امتازت بكميات قليلة من الأمطار ظهرت فيها أعداد قليلة من القوارض وذلك في 2012, 2015 و 2018. وبالاعتماد على بيانات وفرة القوارض التي تم جمعها من الواضح أن اتساع انتشار القوارض للسنة الزراعية 2020-2021 هو الأعلى منذ السبعينات (داليكي و بوري ,2021).
على ضفتي النهر حاول المزارعون السيطرة على القوارض باستخدام مواد كيميائية مختلفة غالبا ما تكون غير مناسبة أو حتى خطيرة. مثلا في موريتانيا لوحظ استخدام مبيد ضد القوارض غير واضح المعالم. الاسم التجاري كومافار 50 يوحي بأنه من مجموعة الكومافين مضادات لخثر الدم وتعالج حالات التسمم بأخذ فيتامين ك ولكن بصورة متناقضة فأن تركيبة المبيد تشير الى أنه يحتوي مادة ألفاكلورالوز وهي مادة سامة جدا وتأثر على الأعصاب عند الحيوان و كذا الانسان، كما أنه يوصى باستخدامها فقط من طرف فنيين متخصصين و ذلك في أماكن مغلوقه و ليس في الحقول من طرف مزارعين عاديين.
ان مكافحة القوارض أمر معقد : لذلك تأتي الحاجة الملحة لتجميع الجهود
ولتفادي خطر غزو جديد للقوارض بداية خريف 2021, أعدت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) مشروع دعم طارئ لموريتانيا. وقد مكن هذا المشروع من تزويد المزارعين في الولايات الأربعة المعنية بكمية تبلغ 117 طن من بذور الأرز من اجل الاستجابة للنقص انتاج البذور في موسم 2020. بالإضافة الى ذلك، هناك خبير متخصص في القوارض يقوم بمهمة دعم خلال الأسبوعين الأولين من شهر يوليو 2021 لتدريب الفنيين على الممارسات الجيدة للإدارة المتكاملة للقوارض. كما سيقوم هذا الخبير بإعداد دليل عملي لمساعدة الفنيين في تدريب المزارعين على تقنيات مكافحة هذه الآفات من أجل تقليل أعدادها قبل بداية موسم الأمطار. كما سيقوم الخبير بإعداد استراتيجية للوقاية من تفشي هذه الآفات بحيث يتضح لكل الجهات الدور المنوط بها للحد من انتشار الآفات.
من ناحية أخرى أرسلت الفاو عينة من المبيد لمختبر جامبلو في بلجيكا من أجل تحديد المادة الفعالة وتركيزها من أجل إزالة الغموض. ولقد أظهرت النتائج التحليلية بوضوح ان المادة الفعالة هي ألفاكلورالوز ولكن بتركيز أقل من 2 في المئة وليس 4في المئة كما هو موضح على ملصق المبيد، ألفاكلورالوز هي مادة سامة للأعصاب لجميع الفقريات (الطيور و الثديات) بما في ذلك البشر، و في حالة التسمم بها لا يوجد علاج لها. فهذه المادة ممنوعة الاستخدام في الحقول وليست مسجلة من طرف لجنة الساحل للمبيدات التي هي الهيئة الإقليمية لدول الساحل المسؤولة عن تسجيل المبيدات
في الختام فان استخدام مبيدات القوارض أثناء التفشي أو في نهايته ليس فقط خطيرا كما هو مفصل أعلاه ولكنه غير مفيد تماما. من المستحيل إيقاف انتشار القوارض عندما يأخذ تكاثرها منحنى تصاعدي. ذلك لأن معدل تكاثر القوارض سيكون دائما أعلى بكثير من معدل الوفيات بسبب المبيدات بل فقط اختفاء مواد التغذية (الأرز والحبوب الأخرى) هو الذي سيؤدي الى تناقص اعدادها. مما يؤكد ضرورة التدخل الوقائي فور وصول الأعداد الى الحد غير المقبول. فهذه التدخلات هي أيضا أقل تكلفة من الناحية الاقتصادية والبيئية. اذن يجب تعزيز الإجراءات الميكانيكية التي تهدف الى القضاء على الملاجئ التي تستخدمها القوارض، لذا يوصى أيضا بتشجيع المزارعين على الاستمرار في تنظيف الحقول والسدود و قنوات الري.
تواصل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ووزارة الزراعة التعاون لتطوير وتنفيذ برامج لإدارة الآفات والحد من تأثيرها على المحاصيل في البلاد.
د. محمد الهادي سيدات
مسؤول انتاج وحماية النباتات المكتب الإقليمي لمنطقة شمال افريقيا-الفاو
د. محمد الهادي سيدات
مسؤول انتاج وحماية النباتات المكتب الإقليمي لمنطقة شمال افريقيا-الفاو