مازالت الردود تتوالى على المساعدات الموريتانية لجمهورية تونس وتتوسع لتجد لها مكانا في الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي....!!
ماكنت لاشارك في هذ الجدال العقيم ولكن عندما قرأت عن هذه التعليقات السلبية عن بلدي عن قصد او غير قصد وقولها ان موريتانيا دولة فقيرة ولايلق بتونس ان تتلقى مساعدات منها اصبح واجبا علي ان أتدخل؛ فكيف يجازيك من ساعدته بالسخرية والاستهزاء؟!
كتب المسمى:
Kamal Ayadi King
(حين تُهدِينَا الشّقيقةُ موريتانيَا كميّةً من السّمكِ، لأنّها لا تملك أجهزة طبِّيّة، فهذا لا يدعُو للضّحكِ، بلْ للبُكاء، تأثّرًا بنُبلِ مشاعرِ بلدٍ أرادَ أن يحضننا ويبكى معنا لحالنا، وهو لا يملكُ غير مُلوحة دموعهِ التى تَرْجَمَهَا إلى صناديقِ سمكٍ. فشكرًا..)
وقال الممثل بسام الحمراوي:
(أني باش نحكي لأولادي ونقلهم يحكيوا لأولادهم الي وقت تونس عرفت محنة نڤزو (هَبّت) الدول العربية عاونوها.. ونڤزو صحابنا عاونونا.. ولكن هذا كوم وإلي عملتو موريتانيا كوم.. بلاد تعرف ظروفا اقتصادية صعبة جدا ومشاكل وأزمات حادة ورغم هذا ما قعدوش يتفرجوا فينا وبعثولنا معدات طبية و15 طن حوت.. إي إي … والـ15 طن حوت متاع موريتانيا بالنسبة ليا أغلى وأنبل مساعدة جاتنا خاطر ما عندهم شي ورغم هذا أصروا يعانونا بلي عندهم.. من القلب شكرا موريتانيا).
أما الاعلامي سمير الوافي فيقول:
شكرا لكل الدول التي ساعدت تونس...وإستجابت لنداء الشعب التونسي...لكن المساعدة التي مسّت أعماقنا أكثر هي التي أرسلتها دولة موريتانيا...التي رغم فقرها وظروفها جادت بما عندها...وكانت معاني مساعدتها أكبر وأعمق وأغلى من حجمها...وخاصة حين أضافت إلى الكمية الرمزية من الأدوية والمعدات...15 طنا من الأسماك التي تمثل ثروة موريتانيا الطبيعية الأساسية وإنتاجها الطبيعي الأكبر...حيث يجود البحر في موريتانيا بأجود أنواع الأسماك...!!!
موريتانيا هي كرم الفقير وسخاء القلب و رفعة النفس...هي الشهامة البدوية والأخلاق البدوية التي تقاسمك الضحكة نصفين والدمعة نصفين...وهي لا تملك ميزانيات الدول العظمى لكنها تقسم نصف ما تملك مع جار يستغيث...شكرا موريتانيا...لقد جاد الفقير بما عنده...بدرس كبير في الشهامة والفروسية العربية...وبتجسيد لتلك الآية الكريمة " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة "...!!!
وهي التدوينة التي تناقلتها مواقع موريتانية بدون فحص لمضمونها للأسف ويعتبر صاحبها. اما متهكما او انه لايعرف موريتانيا وانما استقى معلوماته من ما يكتب عنها في وساءل الاعلام العربية والدولية ...
وان كانت هذه قلة الا ان لها كلمتها وجمهورها في حين
عبّرت الآكثرية عن فرحهم بهدية موريتانيا كما وجهوا لهم الشكر، مؤكدين أنهم لن ينسوا جميلهم وأن من بين كل المساعدات التي وصلتهم مستهم الهبة الموريتانية خاصة.
ليست موريتانيا فقيرة فهي غنية بثرواتها الطبيعية الضخمة: من معادن وثروة حيوانية وزراعية وسمك حيث تستحوذ على ثاني أغنى شاطئ في العالم الفيديوا
إضافة إلى المخزون الهام من الذهب وبساكنة لاتتجاوز 4مليون نسمة فقط!!
ولكن لعنة سوء التسيير والفساد والمفسدين هو الذي جعلها توصف بالفقر والتخلف..!!
ليست تونس وحدها؛
فعندما تصدرنا العالم العربي في حرية الصحافة غُمطنا حقنا وأصبحنا أحيانا ثالث بلد وأحيانا رابع بلد رغم أن منظمات حرية الصحافة العالمية تضعنا في المقدمة عربيا على مواقعها ..
لكن لأنها موريتانيا لا ينبغي أن تتصدر شيئا كهذا ..
اذكر في مرة كنت احاضر في دمشق قاطعني احدهم متهكما بقوله: موريتانيا تعني اجيبوتي أو الصومال فقلت له دكتور محاضر مثلكم لايعرف موريتانيا شنقيط لايستحق الرد..
بعد المحاضرة سارع الي وقال:( استسمح ماكان قصدي انا اعرف شنقيط موريتانيا بلاد المليون شاعر اغني بلاد المغرب العربي بالثروة السمكية...وو..)
رجعت لنفسي وقلت لماذا يتطاول هذا الرجل على موريتانيا؟!
بحثت في الكتب والدوريات والانترنت ولم اجد شيء يذكر.. عندها ذهبت الى السفارة الموريتانية في دمشق لكني لم احصل على ماأريد فليس في السفارة مصلحة تعنى بالكتابة والتعريف بالبلد!!
فمن المسؤل؟
على مدى عقود من الزمن وموريتانيا تفتح في السفارات وتبعث بالسفراء وتنفق الملايين,, وفى الأخير تتفاجأ بأن هؤلاء أصبحوا سفراء حقائب, يقضى الواحد منهم ما شاء أن يقضى في الخارج في ترف منقطع النظير. وعندما تحين العودة إلى الوطن تمتلئ الشنط بما غلا ثمنه وخف وزنه, بدليل ما نشاهده الآن على شاشات الفضائيات العربية والدولية من استهزاء وتلكأ بكل ما هو موريتاني..
وهذا ما يوضح تقصير هؤلاء السفراء عن دورهم المنشود في التعريف بالبلد..وهم الذين استنزفوا خيرات هذا البلد عبر عقود.. !!
وبهذا تكون الدبلوماسية الموريتانية هي المسؤل الاول عن عدم التعريف بموريتانيا.