إستخلف ا الإنسان في الأرض وإستعمره فيها لحكمة أزلية لازالت تتكشف بعض جوانبهامنذ النشأة الأولي التي تحمل الإنسان فيها الأمانة ومسؤولية الإصلاح حيث أبت السماوات والأرض أن يحملنها. ولأنها علي هذه الدرجة من الأهمية كان لزاما علي الإنسان أن يكون عند مستوي تطلعات الأرض وأهلها، ولأن ا علمه مالم يكن يعلم كان لابد من إستحضار الرشد والحنو في كل عملية إصلاح يراد لها أن تنفع الناس وتمكث في الأرض
. من هنا كانت النخب الموريتانية أمام مسؤوليات جسيمة أملتها التراكمات التي توارثتها الأجيال بكل مخلفاتها الإيجابية و السلبية ، في زمن لم يعد يعترف بالضعفاء ولا مكان فيه للغفلة والتقاعس ، فموريتانيا التي تعاورتها النخب منذ 1960بحاجة إلي أن تقف وقفة تأمل لتقييم الإصلاحات عبر مسارها الطويل ومنحناها المتعرج صعودا ونزولا ، ورغم تعدد شخوصها الممسكين بسلطة القرار تصورا وتنفيذا. وتستشرف المستقبل واضعة في الحسبان أن التغيير هوالقدر وأن إدراكه وتجسيده هو إرادة قيادة واستشعار مسؤولية وتمكين لرؤية تسع الجميع ولا تستثني أحدا ، بل تعتبر كل فرد لبنة تأخذ مكانها الطبيعي في عالم يأخذ في الإعتبار مستويات التضحية ويقيم الأمور وفق آليات موجهة وفاعلة ومفيدة، تماما مثلما أدرك ذلك مبكرا فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني حين وضع الأسس القويمة لتجسيد قيم الدولة انطلاقا من العدل والمساواة بين أفراد هذا الشعب المغلوب علي أمره. فلابد إذا والحالة هذه من إحساسنا بأن الإصلاح مسألة مرتبطة بنا نحن بالدرجة الاولي (النخب) ، ولايمكن أن نكلها إلي غيرنا ولو فرطنا في تحملها لضاعت وضاع معها مستقبل الوطن والأمة
فعملية الإصلاح العميقة الهادئة والواعية التي يقودها فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ، وحزمة الإنجازات التي تحققت في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في فترة زمنية قياسية (عامان من المأمورية) ، رغم التركة الثقيلة و ما أطلت به جائحة كورونا من تعطيل شبه عام لمناحي الحياة ، تفرض علينا استشعار المسؤولية اتجاه هذ النظام وحمايته بالدفاع عنه وعن مكتسباته حتي تظل وتيرة الإصلاح تسير باستمرار من أجل كرامة ورفاهية هذ الشعب وفقا لبرنا مج "تعهداتي" كحاضن لمشروع زرع الكثير من الأمل في نفوس الموريتانيين وراهنت عليه أجيال في التأسي لرأية سياسية ترسم المستقبل الواعد للأمة الموريتانية ، هي إذا عملية ينبغي أن تتنزل في هذ الإطار ، يجب أن تحكم بضوابط المسؤولية وإعتبار البعد الوطني في استحضار جسامة المهمة التي نتحملها في حزب الإتحاد من أجل الجمهورية ، ينبغي التجرد من العوائق الثقافية والاجتماعية والسياسية التي طالما كبلت نخب هذ البلد وأوصلته إلي متاهات كادت تذهب بريحه لولي عناية وتدارك المخلصين من أبنائه للموقف.
إنها لحظة تتطلب فعلا كثيرا من الحزم والعزم وبعد النظر والحيطة في كل ما نقدم عليه في إطار إعادة التأسيس حتي لا يظل الوزر يلاحقنا وحتي لا تتكرر أخطاء الماضي، إذ العاقل يستفيد من أخطائه