عامان فيهما يغاث الناس و يعصرون ثمار دولة المواطنة / السيد ولد صمب انجاي

شكل تسلم رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للسلطة 03 أغشت 2019’  ضربة موجعة للقضاء على الفساد والمفسدين ’ وخاصة العشرية الشهباء التي لم تبق ولم تذر ’ بغية تأسيس دولة العدل والإنصاف ’ والتي يجد فيها الكل ذاته بغض النظر عن لونه وانتماءاته الإيديولوجية والسياسية ’ فاتحا عهدا جديدا من التعاطي الايجابي مع جميع الطيف السياسي ’ وهو ما أغضب بارونات الفساد التي تقتات دوما وتغذي روح الصراع بين السلطة والمعارضة ’ وبالتالي تجد أن أي تقارب بينهما يقضي على الكعكة القديمة ـ الجديدة ’ وهو ما يجعل تلك البارونات تتحين الفرص للانقضاض على أية محاولة للتقارب بين المعارضة ـ التي أنهكتها عشرية الجمر سحقا وسحلا ـ والسلطة الجديدة التي فتحت الباب على مصراعيه لردم هوة الصراع بينهما .

ورجوعا إلى الوراء يمكن القول بالجزم ’ إن العامين من حكم رئيس الإجماع الوطني تميزا بالتجاسر إلى بناء دولة المواطنة ’ التي لا يمكن قيام دولة بدونها ’ دولة يشعر الجميع بأن له حقوقا وعليه واجبات ’ إنها الدولة الحداثية التي يعيش فيها الجميع بتساو في الحقوق والواجبات ’ أي دولة المؤسسات والفصل بين السلطات ’ وصولا إلى الدولة الديمقراطية ’ التي يتم فيها تداول السلطة ووفق إرادة الكل عبر الصناديق الانتخابية .

ولهذا كان رئيس الجمهورية حريصا على استقلالية القضاء ’ باعتباره الشرط الأول في إقامة دولة  العدل والإنصاف ’ كما خاض فخامته معركة لا هوادة فيها من أجل تطوير الدبلوماسية الموريتانية ’ وذلك بتطهيرها من بارونات الفساد ’ وجعلها دبلوماسية تتماهى وتتناغم  والدور الذي من أجله وجدت ’ ألا وهو أن يكون الدبلوماسي سفيرا حقيقيا وممثلا لثقافة وكينونة مجتمعه ’ أي مع الدول التي تقيم معها دولتنا علاقات تعاون في مختلف المجالات ’ وعلى أساس المصالح المشتركة ’ كما حافظت بلادنا على دورها الريادي في مجال الأمن والسلم والاستقرار العالمي ’ وهكذا يغدو نشوء الدولة مرتبطا بمدى سقف طموحات كل فئة ’ لنيل أكبر قدر من الثقة في الدولة ’ والتي كنا قد افتقدناها بفعل أنامل الفساد المنتشر انتشار النار في الهشيم ليفتح الأمل لاستفادة الكل من خيرات البلد .

ما يضفى نوعا من الحراك والتناغم بشكل ايجابي للحفاظ على ديمومة واستمرارية الدولة ’ بل والحفاظ عليها ’ ويوقف الصراع القديم ـ الجديد بين السلطة والمعارضة بشقيها : الراديكالي  والمحاور’ ويعيد الثقة المفقودة بين المواطن والدولة ’ لأن بناء الدولة يتطلب الهدنة والتهدئة مع كافة الطيف السياسي كما يتطلب وجودها الحفاظ على الهوية الوطنية ’ التي عبثت بها غلمان عشرية النهب والسلب ’ ولا أقصد بمفهوم الهوية الوطنية سوى { هذا الوعاء الوطني الكبير الذي يعترف ويوثق ويستوعب كل مكونات شعبنا العريق ’ ويخلق منه وبه كيانا كبيرا وصلبا يمثل الجميع ’ ولا يقصي أو يلغي أحدا على الهامش بل يقويه وينميه داخل الإطار الوطني العام الذي يقوي كافة مكوناته } .

وما يضفي المصداقية أكثر لتقييم وقولبة عامين من حكم رئيس الإجماع الوطني ’ هو أنه لامس بشكل لا مراء فيه الجانب الوجداني والنفسي للطبقات الهشة ’ التي كانت ولأمد سحيق على الهامش ’ لتجد نفسها نهارا جهارا في برنامج { تآزر ’ والشيله } هذا الأخير الذي تعهد به رئيس الجمهورية  إبان  الحملة الانتخابية ’ وهو البرنامج الذي قدم منحا مالية شهرية لصالح 200 ألف أسرة موريتانية فقيرة ومفقرة ’ وقد تم تعميم برنامج {الشيله } ليشمل جميع ولايات الوطن وارتفع سقفه ليتضاعف ’ وقد أنشئت لذلك وكالة جديدة تابعة لرئاسة الجمهورية تصل ميزانيتها مائتي مليار أوقية ’ وحيث أضحت كل أسرة تمتلك  راتبا شهريا ’ بعد أن كانت تستغل أصواتها من أجل الوصول للسلطة ’ أضف إلى ذلك توزيع آلاف البطاقات الصحية  داخليا وخارجيا ممن يتطلبون ذلك ’ هذا غيض من فيض لعامين من حكم فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الغزواني ’ الذي تداعت له جميع القوى الوطنية ملبية نداء الوطن لمن خدم ويخدم الوطن والمواطن ’ وجعل من دولة العدل والمساواة رهانه الأوحد ’ وبالتالي كانت نتيجة هذين العامين فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ’ يغاثوا من أباطرة الفساد وسماسرة هيبة الدولة ’ ليجنوا ثمار التقسيم العادل للثروة الوطنية .

 

 

9. أغسطس 2021 - 10:14

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا