ليس مستغربا أن يتحدث جمع من المعارضين في مؤتمر صحفي عن سلبيات تسيير الدولة ونقاط الضعف لدى النظام الحاكم فذلك دورهم ومسؤوليتهم لا يلامون على ذلك بل يلامون إن لم يقوموا به.
لكن ذلك ينبغي أن يتم وفق قواعد واخلاقيات اتفق عليها اغلب الموريتانيين وإن بشكل غير معلن ولم يحد عنها الا القليل رغم ديكتاتورية بعض الانظمة وشططها في استخدام السلطة.
لقد شكلت تلك القواعد اهم مشتركات العمل السياسي منذ استقلال الدولة الموريتانية وفي مقدمتها:
* الحرص ان يكرس الخطاب السياسي دولة المواطنة الجامعة لكل الموريتانيين.
* الابتعاد ونبذ أي خطاب شرائحي فئوي عرقي.
* كل المظالم التي تعرضت لها فئات أو شرائح معينة هي مظالم لكل الموريتانيين وليست حكرا على أحد.
لقد لفت انتباهي في إجتماع الثلاثاء جملة من الملاحظات اردت اثارتها بشكل موجز
- طبيعة الخطاب المتداول بين اقطاب المؤتمر فلم يسبق أن نزل الخطاب المعارض الى هذا المستوى من الحدة والتشنج واستدعاء مصطلحات من قاموس ما كان يخيل إلي ان هناك من بيننا من يفكر في استخدامها احرى ان يصرح بها على الملأ
- ابان الخطاب السياسي ان تجربتنا الديمقراطية بحاجة إلى مزيد من النضج في الوقت الذي كنا نعتقد اننا وصلنا مرحلة تجعلنا بمنأى عن الانزلاق نحو متاهات ولغة تصلح لأن تكون مراهقة سياسية لكنها لا يمكن ان تكون لغة ساسة محنكين يفترض أن السنين صقلتها وهذبتها التجارب.
- لم يخف مؤتمر الثلاثاء غياب التجانس بين السباعية فظهر البيان الختامي فقيرا في نقده مهترئا غير متماسك لا لغة ولا صرفا. لم يقدم حلولا بديلة للمشاكل المطروحة ولا تصورا لآفاق الشراكة بين ابناء الوطن.
- اغفل الاخوة المجتمعون الخطوات المهمة التي قام بها رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني منذ توليه السلطة في ما يخص فتح باب التشاور والحوار مع مختلف الفرقاء السياسيين والحرص على اشراك كل القوى في معالجة المشاكل الوطنية .
- للأسف الشديد تنكر الاخوة المجتمعون للبرامج الاقتصادية والاجتماعية المهمة التي أعلن عنها رئيس الجمهورية ونفذتها تآزر وبدأت تأخذ طريقها إلى المواطنين واستفادت منها فئات كبيرة من الشعب كاستفادة 100 الف عائلة من الضمان الصحي و 200الف شخص متقاعد من زيادة معاشاتهم و300 الف شخص من حوانيت امل.
كخلاصة اعتقد اني وغيري كثر تمنينا لو ان المؤتمر اخذ مسارا آخر يقابل الجميل بالجميل ويرد التحية بمثلها ويأخذ التوجهات الرسمية والمواقف الصريحة للحكومة
بمستوى من الإيجابية فيما يتعلق ببناء شراكة وطنية بين مختلف الأطراف السياسية.