المغاضب / سيد محمد الامام

المغاضب شخص ضعيف ، مهزوز وعاجز تماما ، وطماع واناني ، انه محتال يمتطي الفعل السياسي وفق فهمه لتعاطيه مع مصالح العباد التي يعتبرها وسيلة للتكسب .

شخص غير جدير بالإحترام البتة ، منافق وابتزازي يتاجر دون خجل بمواقفه السياسية ويتموقع وفق مصالحه الآنية .

ظلت هذه العينة من السياسيين اداة الانظمة السابقة، الفعالة في مواجهة اي تطور للخطاب السياسي المعارض ، انهم سياسيون مجهريون لا تتجاوز نسبهم في الانتخابات حاجز ٢% ، يتم نفخهم بواسطة مظالم وجيهة لشرائح من المجتمع او عبر تبني حق تمثيل ارث احدى الايدلوجيات العتيقة، ومحاصرتهم في ذلك الإطار عبر منح ومكاسب مشروطة بشروط غير منطوقة بمستوى خمود او نشاط هذا الطيف السياسي او ذاك .

يظل المغاضب دائما علي حافة الهاوية فهو منافق وجبان ، لذلك لن يقفز ابدا ، لن يضغط علي الزناد ، لن يطلق قبضته عن الحبل الذي يربطه بالنظام ، والأسوء من ذلك كله ، لن يتوانى عن دفع الثمن الذي يريده النظام من القضية للحصول علي ما يريد هو لنفسه ونفسه فقط.

انه الشخص (الأداة)، وهو لايساوي شرو نقير عند الأنظمة الجادة التي تسعى بصدق لتأسيس دولة قائمة علي ادنى قدر من معايير العدالة .

ان (المغاضبة) هي اكثر وسائل النفاق السياسي والتزلف قذارة ومن المؤكد ان رفع رداء التمويه عنها من طرف اصحاب الأمر سيعطي نتائج ملفتة ، وسيحقق ايضا خطوة اخرى الي الأمام في مسار رحلة الألف ميل.

ان من يسيرون الأمور قادرون بفعل تجفيف منابع  مصالح ومنافع هذه الأشكال السياسية علي وضع حد لحالة نشاز من المعارضة (النفعية) ، لأن المواطن لم يصل بعد الي مستوى النضج المطلوب بحيث يعي اهمية التنبيه الي مصالحه وحقوقه بالطرق الديمقراطية المتحضرة  وترك هذه المهمة النبيلة لقطيع من الضباع النهمة (الا من رحم ربي) تقصير في حقه فظيع  ، فنحن لم نسمع ابدا ان المعارضة استهدفت بخطابها اللاذع احدا غير السلطة، اي الرئيس وحكومته ، فوفق ما اعرف لن تجرء المعارضة ابدا على استهداف ارباب العمل ، لا فيما يخص البطالة ولا الأسعار ولا الإسكان ولا البنية التحتية ، واعني ان تكون هذه القطاعات هي صلب االاهتمام ولبه خيث هي ما يهم الناخب حقا ، والسبب كونهم جهة مانحة ، فهو يقدمون الكثير بصفة شخصية من تحت الطاولة .

ان المغاضب هو حالة غير طبيعية وجزء من كيان مختل يمكن ان يقال عنه الكثير مما ليس من المشرف ان يقال.

20. أغسطس 2021 - 10:20

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا