التعليم بين الرسالة والسياسة / مختار محمد سيدنا

مختار محمد سيدناإن التعليم يعيش في هذه الأيام في بلدنا صراعا مريرا ليس فقط بين الموالاة والمعارضة  بل في فهم الواجب علينا نحن كمعلمين تجاه أبنائنا والضحية هي أبناؤنا المساكين الذي يدفعون الثمن غاليا في ظل هذه التجاذبات فلا دولتنا الفتية قامت بواجبها تجاه هذه المهمة العظيمية بوضع التخطيط المناسب التحفيز والمحاسبية  ولا القائمون  المنفذون

 قاموا بمهمة  التعليم مراعين في ذلك أن هذه المهمة الإنسانية  تتطلب البذل والعطاء من غير جزاء ولا شكور لذالك ضاع الجيل وضاع الشباب المسكين في ظل هذا الصراع وهذه بعض الاقتراحات لعلها على الأقل تثير فينا الحماس والغيرة من أجل أبنائنا ..

   فكما أن الدولة مسؤولة عن التعليم ( وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) فنحن كمعلمين مسؤولون كذلك بين يدي الله تعالى أولا وآخرا ماذا قدمنا لهذه الأجيال هل بذلنا وسعنا وطاقنا وما أودع الله فينا من طاقات كامنة هل أدوا ما ورد في الأثر ( أدوا الذي عليكم وسلوا الله الذي لكم )..

وكل على ثغرة هي من أعظم الثغرات فالله الله أن نؤتا من قبله.

 قبل أن نطالب في نقاباتنا ومؤسساتنا بحقوقنا وتكريمنا هل أدينا الذي علينا وكما قال الله تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )

  هل استشعرنا جانب القدوة من الأنبياء والصالحين والمصلحين الذي غيروا الأمم منطلقين من أصعب الظروف وأحلكها ...

 محمد صلى الله عليه وسلم أروع مثال في التاريخ ، الغزالي ، غاندي ، حسن البنا ، كارل ماركس ...

  إن القاسم المشترك بين المصلحين في بلادهم هي إيمانهم الراسخ بالتغيير والنهضة مسخرين أوقاتهم وطاقاتهم في سبيله دون النظر إلى الجزاء المادي الهزيل نعم الصعوبات والتحديات التي تواجه المعلم كبيرة جدا لكن مهمة التعليم مهمة إنسانية تتطلب بذل أقصى التحديات والذي لا يعمل وينتج في أسوء الظروف لن ينتج أوقات الراحة والسعة.

   هل بحثنا عن الجوانب الإيجابية في تعليمنا ومن أعظمها نجابة الأبناء وحرصهم على التعليم وعززناها وبحثنا عن الجوانب التي تحتاج إلى التحسين فحاولنا إصلاحها بقدر استطاعتنا ..

إن من لديه تجربة في التعليم خارج وطننا يحمد الله كثيرا على تعليمنا والخام الكبير الذي نملكه من الطاقات ..

هل نتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم قدوتنا في التعليم  وما كان يطبقه علماؤنا ويسيرون عليه : ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث .. وذكر منها علم بثه في صدور الرجال ).

من الجيد أن نقيم أيام تشاورية من أجل فهم مشكلة التعليم وخطورتها لكن لابد من إيجاد الحلول المناسبة وتطبيق هذه الحلول على أرض الواقع ..

فيا موالات لا تلعبوا بمصائر أبنائنا فإنكم ستقفون بين يدي الله تعالى وهو سائلكم عما استرعاكم ، ولا تستغلوا يا معارضة تعليم أبنائنا من أجل المزايدات السياسية فأنتم أيضا مسؤولون ...

والتبقى المسؤولية على المعلم المسكين أولا وآخرا أعانك الله تعالى على هذه المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقك قال أحد الشعراء المعاصرين:

من ذا الذي صنع البطولة بالـدم و   أقام مجـد العـرب فـوق الأنجـم مـن ذا الـذي ألقـى علـى أعدائـه    حمـم المنايـا مـن سعيـر جهـنـم هــو ذا المعـلـم رافـــع أمـجــاده     بـيــد مـطـهـرة وعــقــل مـلـهــم النصر فـي الميـدان مـن ثمراتـه    لــولاه لــم نظـفـر ولـــم نـتـقـدم ما أشرقت في الكون أي حضارةإ  لا وكـانـت مــن ضـيــاء مـعـلـم

 

مختار محمد سيدنا – الدوحة - قطر

7. فبراير 2013 - 9:41

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا