إن تعهدات السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز للشعب الموريتاني بعد الانقلابين الأول والثاني وخلال برنامجه الانتخابي لرآسة الجمهورية كانت تدعي كلها حل مشاكل التعليم وإصلاح حاله في أقرب الآجال ،ولم يبقي اليوم من المدة القانونية لرآسة ولد عبد العزيز سوي سنة ونيف .
وهاهو الوزير الأول للحكومة التي تنفذ برنامجه الانتخابي يقول بأن:
( التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي فاقد للمصداقية، وعاجز عن القيام بمهامه الأساسية.)
فمالذي حدث؟
ومن المسؤول عن هذا الفشل المتواصل علي الأقل منذ بزوغ فجر ـ حركة التصحيح ـ ؟
السؤال الثاني يطرحه " الوزير الأول" و يجيب عنه "وزير الدولة " ولكم أن تستشفوا -عند الإنتهاء من قراءة هذا المقال- الإجابة المحتملة لمعالي وزير الدولة للتهذيب والتعليم العالي وأستاذ الرياضيات؟
وأما ما يمكننا الإجابة عنه فهو السؤال الأول:
مالذي حدث؟
دعونا نعترف أولا للجنرال محمد ولد عبد العزيز أنه أول من أدرك أسباب فشل المنظومة التعليمية ولخصها في رفضه المعلن للآداب والشعر وتمجيده للعلوم والتقتية الحديثة وهذه الخلاصة الذكية تدل علي أن الرجل لم يكن في حاجة لأن يدخل الإبتدائية ثم الإعدادية ثم الثانوية ثم الجامعة لأنه يمكن أن تتخرج تقنيا ماهرا دون أن تسلك طريقا طويلا ومعقدا مليئا بالآداب والشعر والفلسفة.
وثانيا : أن برنامج الرئيس في جانبه النظري هو جملة من الشعارات عكف علي صياغتها ذووا كفاءة عالية ومدهشة جمعوا فيها بين الممكن والمستحيل ووحدوا بين موريتانيا بأكواخها وطوبها وحجارتها ورمالها وفقرها وصقيعها وأوربا بقصورها وشوارعها وجيوشها وعدتها وعتادها .
وكانت صورة موريتانيا الجديدة أو بالأحري "العجيبة"تخرج من هذا العمل المبدع في طوباوية تصويره .
وثالثا: موريتانيا الجديدة "العجيبة "هذه هي صناعة صينية بإمتياز
فقد أخذ أحد مقاولي نظامنا(وهم كثر) مقاييسها وطار بها إلي بيجين فصنعت له مصانعها هذه "الدراعة" الجديدة والعجيبة حقا
أخيرا نصل إلي الشق العملي في برنامج مرشح الإنقلابين الجنرال محمد ولد عبد العزيز
إن البرنامج الحقيقي والتطبيقي للرجل هو ما نراه لا مانسمعه ،
فقد أخذ ولد عبد العزيز لنفسه عهدا أن يكون كل شيء في هذه الدولة بيده فهو يفكر نيابة عن الجميع ويتصرف كذلك لا و أحد يجرؤ علي توجيه قراراته في أي مجال ولما كان الرجل قد أصلح التعليم بمقولته السالفة الذكر فلا ينبغي للوزير الأول أن يصف التعليم العمومي بفاقد المصداقية.
فما لايفهمه وزيره الأول :
أن الأدب مرآت تعكس الواقع والفلسفة فكر ينتقد الواقع وموريتانيا الجديدة أو العجيبة دولة بلا واقع يجري تصويره أو نقده
أما التقنية فهي طيعة عمياء لا تحس ولا تعي ولا تشجب ولا تستنكر لذلك ينبغي لتعليمنا أن يشحن نفسه بها وأن يربي أجيالنا القادمة علي أساس قوي منها لأنه يراد لدولة اللاواقع أن تكون معلقة في حيز يحدده مفهوم "موريتانيا العجيبة" .
الأستاذ:الحاج ولد المصطفي