لقد أبدى الرئيس غزواني عند ترشحه ميلا لتغيير أساليب الحكم التي كانت متبعة في تحديده ثلاث خيارات يتبناها أولها: التزام الصدق،ثانيها: حفظ العهود ،وثالثها:العطف والحنو على المستضعفين...
لقد تأثر الكثيرون بما فهموا من خيارات عبر عنها الرئيس فالتمسك بقيم الصدق، والوفاء ، والرحمة، يفتقر إليها المجتمع ويتطلبها الواقع الذي من طول الأغتراب والتحلل الأخلاقي تبدلت قيمه التي كانت السبب في تماسكه وقوته التي مكنته من قهر الصحاري وجعلها صالحة للسكنا ممتلئة بالخيرات عامرة بالواحات وعيون الماء وبالمراكز الحضارية الزاخرة بالعلوم والفنون!!
لقد التف حول غزواني في ترشحه بالإضافة إلى من تأثر بما أبدى غزواني من آراء وتعهدات مجموعات مختلفة أخرى الكثير منها مثل من يؤيدون كل من يأتي للحكم لا يهمهم شعاره ولا أهدافه ولا إسمه وصفاته!!
إنهم أنصار الرئيس السابق المتحمسين وأنصار الرئيس الذي سبقه والذي سبق الذي سبقه هؤلاء أحاطوا بالمترشح إحاطة السوار بالمعصم، وشكلو قوة ضاربة متفوقة عدة وعددا على ماسواها من قوى دعمت الرئيس لقد تقدموا على الذين اقتنعوا بخطاب غزواني وأهدافه الذي أعلن وعلى الذين التحقوا به من أحزاب وقوى معارضة كانوا جزئا من قياداتها كل القوى التي التقت على دعم غزواني شكلت قوة النظام المتحولة من نظام لنظام القوى الرئيسية فيها!!
هذا الوضع فرض على الرئيس إيلاء عناية واهتمام خاص بهذه القوة التي يمكن تسميتها "بقوة الأمر الواقع" فعين منها الوزراء في الحكومات التي أعقبت انتخابه وأتبع ذلك أن جعل أكثرية التعيينات ظلت دوما من نصيب هذه القوة وقد زاد الصراع الذي مافتئ أن بدأ بين الرئيس وسلفه على مرجعية حزب الاتحاد من أجل الجمهورية حاجة الرئيس لتبني هذه القوة التي تتبعها أكثرية النواب في البرلمان ..
وقد ظل دور القوة القادمة من المعارضة باهة ومحدودا اقتصر على مراكز لهم في قيادة الحزب و وظائف متوسطة أما الذين التحقوا بالرئيس اقتناعا بتوجهه وتعهداته فلم ينالوا من عناية الرئيس الذي صعب عليه - ربما- التمييز بين التأييد الفعلي الذي هو تأييدهم وادعاء التأييد الذي يظهره الجميع من انصار اللحظة القائمة ومن المتملقين..
لقد أوضحت التطورات ومختلف التعيينات أن القوة التي تحيط بالرئيس هي القوة التي كانت مع سلفه والتي لها النفس والطموح لأن تكون مع خلفه عندما يحين الوقت ويحدث تغيير!!
لا ندعي العلم بالغيب لنتحدث عما يجري في الخفاء ولا نثق بصدق ظننا أن أكثرية "قوة الأمر الواقع". لا تؤمن بالشعارات التي رفع الرئيس الصدق والوفاء بالعهد والعطف على الضعفاء لأن بعض الظن إثم !! إلا أننا نعتقد أن أي برنامج سياسي أو اقتصادي أواجتماعي لا يمكن تطبيقه إلا من طرف المؤمنين به!!