لعل تصورنا للدولة على أنها كما لو كانت عائلة هو ما ينبغبي أن يكون عليه الواقع أو اقرب شيء للواقع
ذلك أن علاقة الحاكم بالشعب تكاد تكون اشبه بعلاقة الاب بأبنائه. ويبقى الفرق هو أن اسماء العائلات والافراد قد تتحول الى مسميات اخرى عند قولنا الحكومة، الحاكم، المؤسسات، طبقات الشعب بدلا من الأب و الأم و الأخوة والخال والعم الخ..
وتعد هذه النظرة الرحمية هي النموذج المثالي لتمعن اصحاب القرار كيفية إدارة الدولة ودهاليزها. كما أنه فعال لإعطائنا كمراقبين لمحة ولو مختصرة عن كيفية تحسين مستوى خدمة الشعب بشكل واقعي وعملي.
وإن كان ولابد من أن نؤمن بالموضة الديموقراطية، فيتوجب أن تتميز العلاقة بين افراد الشعب والحكومة بالانفتاح و القرب من المواطن، فلا مجال للنقاش خلف الأبواب الموصدة كما هو الحال داخل الأسرة، حيث أن علاقة افراد الاسرة تقوم على التودد والتقرب وإحترام الرأي..الخ
اجل ما عرفته الأنظمة المتعاقبة على موريتانيا، كانت ولا تزال تقيم فيها العلاقة على البعد والتباعد وانزواء كل من يسير دفة المسؤولية في برجه العاجي. على غرار تعامله تماما كما لو كان على النمط الساري داخل أسرته، من دور الوصاية على المواطنين، حيث أن رب الدابة اولى بها، ورب الاسرة هو صاحب القرار في كل صغيرة وكبيرة.
وختاما، عندما نفهم -حكاما ومحكومين- بإن تصرفاتنا هي فعل وصناعة سياسية، وصلة رحم وقرابة حينها فقط سوف نتصرف بشكل سياسي ورعوي اتجاه الرعية انطلاقا من قاعدة: سيد القوم خادمهم.. وبما يظهر احسن الحلول لمشاكل الشعب إلى النور مواكبة الحكومة البنوة والأبوة في حق مواطنيها؟