كيف تتم مواجهة سنة القحط الجديدة ؟ / التراد بن سيدي

تبدو سنتنا الحالية التي تكاد ينتهي موسم أمطارها سنة من تلك السنوات التي تستحق يقظة وجهدا خاصين من السلطات الوطنية والمنمين و من المزارعين المطريين  لتجنب ما يمكن تجنبه من أضرار نتيجة نقص الأمطار الذي سيتسبب في قحط واسع النطاق وقد يكون عميق الأثر ستتأثر به أكثرية الآراضي الوطنية..

إن السلطات الوطنية التي لا تنقصها المشكلات التي تحاصرها من كل جانب و لايدرى المرؤ أيها له الأولوية وأحق بالتقديم ابتداء من جائحةكورانا الخبيثة وخطرها وتهديد تحويراتها" دلتا "وغيرها وعدم اليقين حول تطورها ومستقبلها ومرورا بغلاء المعيشة الذي يتصاعد وتشتد وطأته نتيجة فقر السكان وعدم قدرتهم على تحمل أعباء جديدة للحياة ومرورا بنقص وضعف البنى التحتية الذي لا يمكن تجاهله وفرض أعمالا لتطوير شبكة الطرق والجسور وأخيرا تدني خدمات المياه والكهرباء  حيث تعيش مناطق واسعة العطش والنقص الدائم للماء  وللماء الشروب بشكل خاص، وخدمات الكهرباء التي لا تتوفر بانتظام في المناطق التي اعتبرت مكهربة وأصبح السكان فيها يعتبرون الكهرباء  ضرورة حياتية لاغنى عنها ..

إن السلطة الوطنية التي تواجه كل هذه المشكلات وعددا آخر من المشاكل الأقل إلحاحا تجد نفسها مرغمة هذه السنة على تهيأت وسائل لاندرى من أين ستهيؤ وتحضير خطط مبتكرة تمكنها من مواجهة هذه السنة التي لا تبدو بسيطة ولاخفيفة الظل!

وكلما كان العمل لمواجهة مفاعيل الجفاف والقحط الذين سيتسبب فيهما ضعف التساقطات المطرية أسرع كان أكثر فائدة وأقدر على التأثير بقدر معين على الوضع الذي نجهل حتى الآن حجمه وقد يكون أوسع وأصعب  مما سبق أن عرفناه في الأعوام الماضية ..

إن سلطاتنا التي تتعامل مع هذا الكم المهول من المشكلات ستحتاج إلى مستوى عال من التخطيط المحكم والمتابعة الحازمة والتنفيذ الدقيق وإني أخشى مايخشاه المواطن المهتم أن تتعامل سلطاتنا مع  هذه المسألة كما تعاملت سلطاتنا في الماضى مع قضايا كهذه في ظروف مشابهة فكان كل تدخل طارئ  يشكل  فرصا لاتعوض لمتحايلين فاسدين من الإدارة وأطراف تجارية متعاونة معهم يجعلون الأموال التي تخصص لدعم المتضررين بما أمكنهم والعمل لتزويدهم بمتطلبات عيشهم في ظروف معقولة وتوفير المياه والاعلاف  لحيواناتهم جعلوا ماخصص لهذه الأغراض النبيلة عبارة عن غنائم ساقها لهم الحظ؛ فيتم توزيعها بين تلك ألأطراف التي ذكرنا  بعيدا كل البعد  عن من كان يستهدفهم التدخل والذين هم في أمس الحاجة إليه لمواشيهم ولهم منمين ومزارعين وصغار الكسبة الريفيين!! 

وانطلاقا من تجارب الماضي يجدربنا التأكيد لسلطاتنا الحالية- التي نتمنى أن تكون  موافقة -  إذا لم  تكن قادرة على تغيير أسلوب التعامل الذي كان يجري  في التدخلات التي لم تفد فيما كان يقصد بها وذهبت سدا وإذا كانت غير قادرة على تدخل مخطط بإحكام ومتابعة دقيقة وتنفيذ أكيد وكامل :فإن ألأحسن لها وللمستهدفين بالمساعدة في الوضع الجديد ان لايكونوا سببا في فرص جديدة لؤلئك الباحثين عن مال بلاحارس يراكموابه مايجمعو من سحت  وكسب حرام!!! 

إذا لم تتوفر شروط جديدة وأساليب جديدة تجعل التدخل يؤدي الغرض الذي أنشئ  من أجله فالأفضل ترك المواطنين ومواشيهم يصارعون الظروف فما كان مصيره وقدره النفوق من مواشيهم نفق ولاراد لقضاء الله، ، وما استطاعوا إنقاذه ينقذوه ويستأنفو به محاولة جديدة لمتابعة حياتهم المعتادة وإن البركة فيما بعد الجائحة وعلى الله الاتكال وهو ولي التوفيق،!!

 

4. أكتوبر 2021 - 15:23

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا