أخرج الإمام مسلم في صحيحه (باب بيان أن الدين النصيحة) عن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:{ الدين النصيحة} قلنا لمن ؟ قال: {لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم}.
حاولت أن أتجنب الحديث عن أزمة رجل الأعمال الموريتاني "محمد ولد بوعماتو".. حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود. لأن إحساسا عميقا جعلني أثق أن :"وراء الأكمة ما وراءها"!!.
أما وقد طفى على السطح من الأحداث ما يدل أن القضية بدأت تأخذ أبعادا أخرى أكثر من كونها خلافا بين رجلين أحدهما يملك "السلطة" والآخر يملك "المال"..فإنني أرى أن الأزمة أصبحت أزمة وطن ، فلا خير في من لا يستفيد من دروس التاريخ .. ففرض السلطات الموريتانية ضرائب بالمليارات من الأوقية على رجل الأعمال ، و احتجاز أموال تابعة له في البنك المركزي، والزج بالقائم بأعماله السيد "محمد ولد الدباغ" في السجن...
وتظاهر العشرات من أنصار الرجل أو مقربيه ـ اختلفت المواقع ـ مطالبين بوقف الحملة الرسمية ضده، ومؤكدين أنه ضحية لاستهداف النظام، لرجل الأعمال "محمد ولد بو عماتو".
والإيعاز لنشطاء زنوج موالين للنظام بتقديم شكوى من الرئيس السابق اعلي ولد محمد فال واتهامه بالمشاركة في إعدام مجموعة من الضباط الزنوج ...!!
كلها إشارات على أن مياها تجري تحت "القصر" ورئيس الجمهورية لا يشعر؟؟
وكأن نهاية سنة 2012 وبداية سنة 2013 هي ناهية 2004 وبداية 2005 .
فماذا يستفيد رئيس الجمهورية من سجن رجل طالما عبر عن دعمه ومساندته لبرنامجه الانتخابي ..وما مصلحة رئيس الجمهورية في توريط الرئيس السابق أعل ولد محمد فال في "الملف الإنساني".
ببساطة : إنه التاريخ حين يكتب بأحرف الحاضر:فقد أثبتت الوقائع اللاحقة لانقلاب 2005 أنه لم تكن "لولد الطائع" أي مصلحة في الزج بالشيخ "الددو "وقادة التيار الإسلامي وأحزاب المعارضة في السجون...و تبين لاحقا أن "مقربين" من ولد الطائع وهم يدبرون لإسقاطه كان من الضروري أن يقوموا {بشيطنته} في أوساط العامة وغيرها ...حتى يبرروا انقلابهم عليه..كما أثبتت الوقائع أنه لم يكن للرئيس السابق "سيد محمد ولد الشيخ عبد الله وحكومة وزيره الأول "أي دور أو مصلحة في الإقالة الجماعية للضباط "الكبار" ولا في الارتفاع الجنوني للأسعار..والذي أدى لما سمي بثورة الجياع .!!
ومن الطبيعي جدا حين أحاول إسقاط النظام أن أبحث عن طريقة مغايرة للطرق السابقة من حيث الشكل ..فبدل تعاطف الجماهير المتدينة مع شيخ ديني كولد اللدو..لم لايكون هناك من يريد تعاطف الفقراء والمرضى ...مع رجل يشهد له الكثيرون بندى راحته.؟؟
فواجب النصح لرئيس الجمهورية يقتضي أن أقول: إما أن تكون صادقا في انتزاع ضرائب هي حق للشعب ...فولد بوعماتو ليس الوحيد ...فلايكون خلافكم مع الرجل مبررا لظلمه .
كما أن "ولد محمد فال" ليس الوحيد المتهم في "الملف الإنساني".وأنتم تعرفون ذلك جيدا..ولكم أن تقرؤوا قصة ركاب السفينة حين أدركوا أنها تغرق!!
باختصار شديد : (إن الملأ يأتمرون بك.. !!!)..ليسقطوك ،أو"....." !! فاحذر (إني لك من الناصحين..).