تزخر موريتانيا بمقدرات طبيعيبة هائلة في مجال الزراعة تجعل منها واحدة من أهم البلدان كوجهة للاستثمار في هذا المجال، فأراضيها لديها القدرة على إعطاء مردودية كبيرة من المنتجات الزراعية سواء لتزويد السوق الداخلي أو أسواق المنطقة الإفريقية والعربية وحتى أوروبا فهي همزة وصل وملتقى طرق جغرافي هام، فإضافة إلى التربة الخصبة والسهول الشاسعة ذات الطبيعة الطبوغرافية المشجعىة تتوفر على موارد مياه كبيرة يأتي في مقدمتها شريط المياه العذبة ( نهر السينغال) الذي يمتد على طول مئات الكلومترات جنوب البلاد، والروافد والأودية المنتشرة في مختلف المناطق والمناخ المناسب لإنتاج مختلف أنواع المحاصيل الزراعية، إضافة إلى اهتمام الدولة غير المسبوق بتحفيز الاستثمار حيث أطلقت الحكومة في شهر يونيو (حزيران) الماضي عبر وزارة الشؤون الاقتصادية وترقية القطاعات الإنتاجية و وزارة الزراعة أياما تشاورية في دار البركة بولاية لبراكنة لصالح السكان المحليين حول أنجع الطرق الكفيلة بالنهوض بالقطاع الزراعي والاستفادة من المقدرات، والتشاور حول مشكلة الملكية العقارية واستجلاب التمويلات اللازمة لضمان الاستثمار والاستغلال.
ونظرا لكل تلك المقدرات وتهيئة الظروف المناسبة بدأت الشركات الزراعية العالمية تكتشف في سهول شمامه والبلاد بشكل عام مناطق مناسبة لإنتاج جيد لمختلف الخضراوات و الفواكه خاصة التوت الأزرق والفراولة التي تصدر إلى بعض الدول الاوربية ، وقد حققت شركة "ايليت أجرو موريتانيا ELIT AGRO MAURITANIA " على سبيل المثال لا الحصر إنتاجا معتبرا من خلال الاستثمار في مجال الزراعة حيث أطلقت مشروعا زراعيا رائدا في مقاطعة كرمسين قرب مشروع آفطوط الساحلي ( 153 كلم جنوب العاصمة انواكشوط) حيث شيدت 50 بيتا لزراعة التوت الأزرق واستصلحت مئات الهكتارات لإنتاج البطاطس والبصل والبامياء والبطيخ ومحاصيل الأعلاف المختلفة ، كما بدأت في توسعة مشروعها نحو منطقة انتيكان شرق مدينة روصو عاصمة ولاية اترارزة.
وإضافة الى فرص الاستثمار المشجعة في إنتاج مختلف أصناف الحبوب والخضراوات والفاكهة في البلاد هناك أيضا فرص أخرى كبيرة لاتقل أهمية في مجال إنتاج البذور وزراعة محاصيل الأعلاف وتوفير معدات الميكنة الزراعية .
ففي مجال شعبة البذور يقبل المزارعون على اقتناء البذور الجيدة مما سيجعل الإستثمار في هذا المجال واعدا ومبشرا وقابلا للاستمرار لتوفر شروطه المناسبة كالأرض الزراعية التي تنطبق عليها معايير حقول إنتاح وإكثار البذور، أما في مجال زراعة الأعلاف فبلادنا تتوفر على أعداد كبيرة من الماشية بكافة أنواعها وتنفق الدولة وأصحاب المواشي ملايين الدولارات سنويا على الأعلاف المصنعة المستوردة، ومن شأن الاستثمار في مجال زراعة الأعلاف توفير تلك الأموال وتحقيق أرباح كبيرة للمستثمرين.
وفي مجال الميكنة الزراعية يعتبر توفير المعدات والآليات الزراعية بكافة أنواعها وقطع غيارها مطلبا ملحا لدى المزارعين والمنخرطين في العملية الإنتاجية مما سينعكس إيجابا على الزراعة بشكل عام وزيادة الانتاج والمزارعين والمستثمرين على حد سواء .
.