المولد النبوي سنة حسنة / البشير ولد بيا ولد سليمان

حدث جلل ، و الاحتفال به اخلاص و تقدير و محبة لسيد الخلق ، يقول تعالي : " من جاء بالحسنة فله خير منها  .... "  أي ، من أتى بالجديد الصالح قولا او عملا فله خير, فأين الحسنات التي جاء بها المسلمون و أضافوها و أدخلوها علي حياتهم ؟ وأين المشكل اذا اعتبر المولد أحد هذه الحسنات ؟

وقد جاء في الحديث الشريف : " من سن سنة حسنة ..  "    فأين هذه السنن  ؟ ، يقول أحدهم ان المقصود في الحديث هو من أحيا سنة حسنة و هو قول غير صحيح ، فرسول الله صلي الله عليه و سلم أوتي جوامع الكلم و علم الفصل في القول و هو يعي تماما ما يقول ، فلم يقل من أحيا ، بل قال من سن سنة حسنة ، بمعني من جاء بسنة حسنة و هو دليل كافي ان في ديننا جديد و تجديد ، فما عدى الثوابت التي لا تتغير ، ففي  أمور ديننا سماحة و فسحة واسعة تركها الرحمن لنا رحمة بنا ، مخطئ من يرفضها او يحاول طمسها والتضييق علي الناس و منعهم منها .

و أما الخطوط الحمراء فتظل كما هي ممنوعات سوآءا تعلق الأمر بعيد الأضحى او عيد الفطر او أي عيد  و لكن دأب بعض الفقهاء " المتفيقهين " علي  ربط تلك المحظورات فقط باحتفالات المولد وحده ، كربطهم حديث " لا تشد الرحال  "   بزيارة قبر رسول الله صلي الله عليه و سلم و هو ربط لا معني له ، لا من حيث اللغة و لا من حيث الاصطلاح ، اذ لا ذكر للقبور في الحديث ، تشدد و غلو و تبديع  و تحويل لحياة الناس الي جحيم من البدع ، ثقافة يراد لها أن تسود لكن يأبى الله عن ذلك و يأبي الا ان يظل دينه دينا سمحا ، واسعا غير ضيق ، يسيرا ميسرا مبشرا لا منفرا ، أعياد وافراح و مسرات ، فهنيئا مريئا ، و لا ضير ما تقيدت كلها بضوابط الشرع . 

و أما ان يصنف المولد بأنه بدعة فعيب كل عيب ، لأن البدعة ضلالة ، و كثرة الصلاة علي رسول الله صلي الله عليه و سلم و التكبير و التسبيح و تبادل الزيارات و الهدايا و الافراح و المدائح والتجمعات التي لا فجور فيها ولا فسوق و لا اختلاط ، فلا يعقل أن يصنف كل ذلك ضلالا .

وأما الذين يحييون المناسبات بالشطح و الهتافات ، في المشرق يوم عاشوراء يهتفون بالحسين و يضربون و علي بطونهم يزحفون و في افريقيا في المولد يمزجون حلقات الذكر بالشطح والرقص و يمشون زحفا الي شيوخهم لتقبيل أيديهم ، وكلها محظورات وتصرفات ممنوعة ، حركات رياضة وجمباز لا أقل و لا علاقة لها بالإسلام .  

حسد و  جفاء  ، لا أحد يعبد محمدا و لا قبر محمد و لا يوم مولد محمد ، و ليس تقليدا للمسيحيين و لكن تثمينا و تمييزا لحكمة الله في أيام الله ، فيوم الجمعة ليس كبقية الأيام و يوم مولد عيسي و موسي و يوم مولد محمد خير الخلق أيام مميزة متميزة ، و لن تسقط السماء علي الأرض ان خصها البشر بأعمال الخير و التواصي بالحق و الصبر ، و من صحة العقيدة ، الاعتراف بأن النبي ليس انسانا عاديا فهو يري من قفاه كما يري من امامه وعرقه عطر و.. و ... وخصاله الشريفة الفريدة لا  تحصي ، فلا ضير في الاعتراف بخصوصيته و الاحتفال بيوم مولده .

سنة حسنة فطوبي لمن  جاء بها و ادخلها في ثقافة الشعوب الاسلامية  , و كم هو جميل ان تكون في كل بلد مسلم حديقة خاصة بالمولد ، في الرياض حديقة المولد النبوي ، في القاهرة في الرباط في جاكرتا حديقة المولد النبوي في الدوحة في نواكشوط في باماكو ، في كل بلد مسلم حديقة بها استراحات للعوائل والأطفال , تقام فيها حفلات اسلامية طيلة شهر المولد و مسابقات و جوائز و اطعام و انفاق و بذل و عطاء في ايام مولد خير الورى صلى الله عليه و سلم .

20. أكتوبر 2021 - 12:14

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا