الأحزاب السياسية والفاعلية الاجتماعية / مختار ولد محمد سيدنا

إن الناظر للساحة الموريتانية يدرك أن العمل السياسي والحزبي مازال لم يأخذ دوره المنوط به حيث يتركز عمله على النواحي السياسية في أروقة البرلمانات بعيدا عن المشاركة العملية في هموم المواطن البسيط ..

إن اي تغيير حدث في التاريخ إنما انطلق من القاعدة الشعبية البسيطة ثم مع الأيام ينتقل إلى الجهات العليا وهذا للأسف مالم تأخذه الأحزاب السياسية موالاة ومعارضة في الحسبان رغم أن برامجها جميعا تزعم أنها تهتم بالدرجة الأولى بالمواطن الفقير  لكن هناك فرق بين التنظير في الأروقة والواقع الذي يعيشه المواطن الموريتاني ...

إن الأحزاب السياسية في العالم تضع على عاتقها مهمة التغيير بدءا من الأمور البسيطة  مثل من حملات النظيف ووضع الجمعيات لذلك ، والمراكز الشبابية التوعوية ، والمشاريع التنموية الصغيرة التي تسهم في توظيف الخريجين ودعم الطلاب الموهوبين والمتميزين حتى يتكون منهم كوادر الحزب ، وضع الجمعيات الخيرية في جميع الأحياء لإحصاء الفقراء والمرضي ومساعدتهم ، تفقد مدارس كل حي ومدى كفاءتها وكفايتها وجديتها في تعليم أبنائهم ...تفقد البنية التحتية في الحي والمساهمة في تطويرها وجذب المستثمرين لها من الداخل أو الخارج .. مسجد الحي ودوره في لم شمل الحي وتربية أبنائه ...

    ثم  إذا حصلت انتخابات في الدولة يختار الشخص المناسب لمتابعة هذه الهموم سواء من داخل الحزب أو خارجه  فدولتنا ولله الحمد دولة مسلمة ، ودستورها ومصدر التشريع فيها الإسلام  والبرامج التي يقدمها الأحزاب برامج تجمع  بين إقامة الدين وسياسة الدنيا تختلف وكلها اجتهادات لعمارة وطننا المخطئ فيها إن أخلص لله تعالى مجتهد له أجر اجتهاده ..

أنا على يقين أن أي حزب سياسي أستلم السلطة دون أن تكون له قاعدة شعبية منظمة  وأعمال واضحة تتكلم باسمه سيكون مصيره الفشل

قبل أن ننتقد الفساد والمفسدين ما هي المعالجات التي قدمانها لوطننا حتى ولو كانت بسيطة كما ينطلق غيرنا ..

إن المشاركة السياسية للأحزاب حق مشروع لها كفله الدستور الموريتاني لكن الهدف منها هو فتح المجالات للأعمال التي يقوم بها الحزب في أرض الواقع  وتوسيع نطاقها على أرض الوطن حتى يمع الخير للجميع ..

إن المناصحة والمعارضة لا تعني المشاركة في الفساد والفوضى بل تعني بذل الوسع في العمل للمنصوح ومساعدته في البناء والبحث عن السبل والوسائل لنجاح خطته وليس لفشلها ثم بعد انتهاء مأموريته يتم النقد البناء لها والبحث عن الإيجابيات وتعزيزها والأمور التي تحتاج إلى تحسين قومناها وبحثنا لها عن الحلول الممكنة لها .

  حضرت ذات مرة دورة لأحد العلماء فأعطى كل واحد منا شمعة  وأمرنا بإطفاء النور داخل القاعة فأمر أحدنا أن يوقد هذه الشمس فكان ضوؤها خافتا  ثم قال له أوقد شمعة الذي بجانبك ...وهكذا حتى عم الضوء المكان ثم قال هكذا يكون التغيير بدلا من لعن الظلام أوقد شمعة

أنا أهيب بجميع الأحزاب حتى تكون لها فاعلية سياسية لا بد أن تكون لها فاعلية اجتماعية ملموسة نعم هناك بعض الجهود من بعض الأحزاب لكن لا تكفي

كل التجارب الناجحة في عالمنا المعاصر انطلقت هذا المنطلق مانديلا أردغان حسن البنا ..وقبل كل ذلك سيد البشر صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

 قال تعالى : " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض  ولا فسادا والعاقبة للمتقين"

 

مختار ولد محمد سيدنا

الدوحة – قطر 

13. فبراير 2013 - 9:12

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا