اولا (أبطال المقاومة )ليست كلمة تقال، أو شعاراً يرفع، وليست أغنية نترنم بها أو قصيدة نعجب بنظمها، وتطرب آذاننا بالاستماع إليها، كما أنها ليست رداء يلبس، أوقبعة تعتمر، تلبس شتاء وتنزع صيفاً، أو تستبدل وتغير حسب الفصول والأجواء،ووفقاً للطقس والمناخ، أو حسب المكان وتبعاً للجغرافيا، استرضاءً لأشخاص أوكسباً لآخرين؛ كما أنها ليست أداةً للضغط والتأثير، أو للظهور والمباهاة،أو المفاخرة والمكاثرة، وهي ليست عسكرية عند البسطاء والفقراء، وشعبية عند الكبراء والأغنياء، كما أنها ليست للإعارة والاستعارة، تمنح لشخص وتنزع من آخر ،ويهدد ويبتز بها شخص ، وترفع شعاراتها في مكانٍ وتخمد أنفاسها في حضرة آخرين، يتبناها بعض الاحفاد ويحتكرونها على الاخرين الاخرين حرصاً على مصالح ومراعاةً لمشاعر جميع الاحفاد ، وهي ليست خيمة تنصب في ميدان ليخرج منها فارسٌ همام، أو بطلٌ لا يشق له غبار، تحيط به جماعه، وتلتف حوله فرقة، تخاف على نفسها إن وقع، وتخشى على لقمة عيشها إن سقط، حياتها به مرهونة، ورزقها بسلامته مربوط، هو الوطن بالنسبة لهم إن عاش، والقضية إن تحدث، وهو الأمين على الثوابت إذا أكد، والصادق في أقواله إن هدد وتوعد .
إن أبطال المقاومه إن رحلوا بأجسادهم، فإنهم مخلدون في ذاكرة وطنهم.
فعلى الدوله ان تقرر يوما نحتفل فيه بأبطالنا يسمى يوم الشهيد مثلا كما عليها تسميه بعض الساحات العامه والاحياء السكنيه وملتقيات الطرق عليهم وهو نوع من رد الجميل لما بذلوه من اجل الوطن
وفي يوم عيدهم نستذكر تضحيات ومآثر وبطولات شهدائنا الأبرار، الذين بذلوا أرواحهم الطاهرة الزكية فداء للوطن ودفاعاً عن قيمه ومصالحه ومكتسباته، ضاربين أروع الأمثلة في الشجاعة والإقدام وحب الوطن .
وان يكون عيد فخر واعتزاز بشهدائنا الأبرار ، وبالملاحم البطولية التي سطروها في ساحات العز والشرف دفاعاً عن تراب الوطن ومكتسباته ومصالحه العليا.. عيدا نعبر فيه عن تقديرنا الكبير واعتزازنا اللامحدود بما قدمه هؤلاء الأبطال من تضحيات، من أجل أن نحيا نحن أعزاء كرماء في وطننا، ومن أجل أن نواصل مسيرة التنمية والبناء، فهم ضحوا بأرواحهم من أجل أن نحيا نحن ومن أجل أن تبقى راية هذا الوطن عالية خفاقة.
إن شهداءنا الأبطال وإن رحلوا بأجسادهم، فإنهم مخلدون في ذاكرة وطنهم، وفي قلوب جميع أبناء هذا الوطن لما قدموه من تضحيات عظيمة، كي تظل راية بلادنا عالية خفاقة. وسيظل هؤلاء الشهداء الأبرار هم مصدر الفخر والعزة لنا وللأجيال القادمة.
ليس هناك أسمى ولا أطهر ولا أنبل من أن يقدم المرء حياته دفاعاً عن الوطن، وليس هناك ما هو أعظم من أن يجود الإنسان بنفسه من أجل تحقيق حلم وطنه في الاستقلال والرفاهية والتقدم والاستقرار، وليست هناك قيمة وطنية تفوق قيمة الشهادة في سبيل الوطن وشعبه ، ومن أجل ذلك يستحق شهداؤنا الأبرار أن نخلد ذكراهم، وأن نستذكر بطولاتهم ومآثرهم على الدوام، وأن نروي قصصهم وقصص بطولاتهم وشجاعتهم وتضحياتهم لأبنائنا، من أجل أن يقتدوا بهم، ويستقوا منهم معاني الوطنية الحقة والشجاعة والبطولة، وغيرها من القيم النبيلة
والاحتفاء بالشهداء والمجاهدين وبطولاتهم ليس سمة خاصة ببلد معين ، فجميع دول وشعوب العالم تقدر شهداءها وتخلدهم في ذاكرتها؛ لأن الشهداء هم الذين يحمون مبادئ وقيم تلك الدول والشعوب، وهم الذين يضحون بأرواحهم من أجل حماية هذه الأمم ورفع رايتها ورد المعتدين وإعلاء كلمة الحق. ليس هذا فحسب، فالشهادة قيمة عظيمة تحض عليها الأديان المختلفة، وفي مقدمتها الدين الإسلامي الحنيف، الذي وضع الشهداء في مصاف النبيين والصديقين، ووعدهم رب العزة سبحانة وتعالى بجنات الخلد، كما قضى لهم سبحانة وتعالى بالحياة بعد الشهادة والخلود، فقال عز وجل: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾، فاي قيمة أعظم مكانة وسموا من قيمة الشهادة، وأي تقدير وتكريم أسمى من ذلك، فالشهداء يدركون أنهم سينالون إحدى الحسنيين، إما رؤية النصر المؤزر على الأعداء، وإما الاستشهاد والفوز بالجنة، ولكنهم في الواقع يكافئون بالاثنتين معاً، فهم يسهمون في صناعة النصر، ويكللون بالشهادة.
بلاد شنقيط كانت ولازالت من البلدان الرائدة التي أنجبت لنا عدد كبير من النماذج المشرفة، والتي لها اسماء خالده في التاريخ .
فهناك من نبغ في العلوم، وهناك من كان سياسيًا عظيما تقتدي الأمم بحكمته وبراعته في الحروب .
ومن بين هذه الاسماء المجاهد الشهيد البطل سيدي ولد الغوث
كان رضي الله عنه عالما ,فقيها ,ورعا، تقيا، نقيا، صالحا، ومصلحا اجتماعيا ,حكيماً ، لعب دورا سياسيا واجتماعيا بارزا في القبيلة وفي الدولة وكان ( شيخا تقليديا في قبيلته) جمع بين الدين والدنيا وإشتهر بعدائه الشديد للفرنسيين ومقارعة الإستعمار الفرنسي ومعارضة غزوه الديني ، والفكري والسياسي والثقافي في البلد , وفي بداية ظهورالأستعمارأعلن المجاهد سيدي ولد الغوث رحمه الله الحرب والجهاد ضد الغزاة ومحاربتهم بكلما أتيّ ، بقوة وبسالة وكان ذلك في مناطق متفرقة من لعصابة والحوضين لأن المستعمر استهدف هذه المنطقة خاصة ، نظرا لموقعها الأستراتجي، ومؤهلاتها الاقتصادية والاجتماعية ومكانتها السامقة في الذاكرة الثقافية .. في البلاد،حيث بدأ المجاهد يترصد حركات العدو ويتحين الفرص المناسبة للا نقضاض وتوجيه الضربات القاتلة .. وقد أعد لذالك العدة وقاوم المستعمر بكل ما هوغال ونفيس ، دفاعاعن حوزة البلاد و عن حرية العباد وحفاظا على الهوية الإسلامية واللغة العربية لتبقى موريتانيا (شنقيط) دولة حرة رايتها مرفوع وشامخة في كل ربوع الوطن الحبيب ، وقد حقق في ذلك إنتصارات كثيرة خلدها التاريخ
لقد كان رحمه الله تعالى فارسا مقداما وبطلا شجاعا لا يشق له غبارا تغنت ساحات الفداء غزلا على شجاعته وإقدامه ، وقد إنضمت إلي المجاهد سيدي ولد الغوث وإبنه البطل المجاهد محمد محمود ولد الغوث مجموعات كثيرة من الأبطال المجاهدين البواسل من منطقة لعصابة و الحوضين وكان الدافع الوحيد المشترك بين هؤلاء هو التصدي للاحتلال ووضع حد لتغلغله داخل البلد وكسر شوكته وتحطيم قدراته وإفشال مخططاته الاستعمارية في الوطن .