من المسلمات , أنه لهذا الكون رب و هو الله , سؤال : من هو الله ؟ جواب : " قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفؤا احد " – القرآن الكريم / سورة الإخلاص .
ولما نقر و نعترف و نؤمن بأن الله هو ربنا و خالقنا ، و معلم أبونا آدم الأسماء و اللغات ، و جاعل اللغة العربية هي أصل هذه اللغات و أفصحها و أسهلها و أجملها و أغناها مفردات و أبلغها و أدقها معاني و مصطلحات ، و علاوة علي تلك الميزات فقد اختارها الخالق العلي المتعال لتكون لغة القرآن و لغة أهل الجنة.
فأهل الجنة لا يتحدثون بالانجليزية و لا بالفرنسية و لا بالصينية و لا باللهجات الولفاوية او الصوننكية او الحسانية او الأمازيغية او الهوصاتية أو الساحلية او النبطية أو الحجازية , أهل الجنة يتحدثون فقط باللغة العربية ، فاللهم لا حسد فهنيئا لمن عرف اللغة العربية او تعلمها او علمها .
لما نعترف بهذه الحقيقة و نتقبلها بروح رياضية لأنها مراد الله و اصطفاؤه ، فكما اصطفى من خيرة البشر الأنبياء و من الأنبياء محمد صلي الله عليه و سلم ، فكذلك اصطفى من لغات العالم ، اللغة العربية وخصها بتلك الخصال ، لما نعترف بذلك فعندئذ يهون علينا كل شيئ ولن يخلق موضوع اللغة العربية حساسية لا بيننا و لا مع غيرنا .
ولكن لما نربط اللغة العربية بقبيلة او قوم او جنس ، فعنئذ نكون وقعنا في الخطأ و ظلمنا لغة القرآن ’ فاللغة العربية لغة تحدث بها أقوام ، حمر , سود او بيض أو صفر ، عبر الأزمنة الغابرة الي ان استقر بها الحال عند قوم هم العرب , سموا باسمها ، فطوروها و جعلوا لها ديوانا ( الشعر ) ديوان العرب وقواعد و و .... ولكن لا يعني ذلك انها ملك لهم او حكرا عليهم ، فاللغة العربية هي لغة الجميع ، لغة العرب و العجم ، لغة كل من يبحث عن فصاحة اللسان و الفصل في القول و الخطاب .
فعلي جميع دول العالم ،الصين , اوروبا ,آمريكا ، تعليم اللغة العربية لشعوبهم ، و علي تركيا و بلدان شرق آسيا تعلم و تعليم لغة القرآن ، و علي البلدان الإفريقية التي ذاق شعوبها مر العذاب والظلم و الاضطهاد من فرنسا، علي هؤلاء رفض لغة المستعمر الفرنسي احتراما و تقديرا لأسلافهم الذين اتخذهم الفرنسيون عبيدا و صدروهم كقطعان ماشية ليموت ثلثهم و يرموا في عرض البحر , فعلي هؤلاء اعتماد حروف اللغة العربية في كتابة لغاتهم بدل حروف الفرنسية .
وعلي بلادنا المبادرة بتفعيل اعتماد اللغة العربية رسميا في مراسلات الدولة و فواتير الكهرباء و الماء و التخليص البحري والجمارك و التراخيص الرسمية و كذلك نصوص المناقصات ، فعليها أن تكون باللغة العربية و اللغة الانجليزية التي هي لغة التجارة و الأعمال بدل اللغة الفرنسية , فلا معنى لكتابة المناقصات الدولية بالفرنسية .
و ختاما ، فتعزيزا و تقوية لتماسك و وحدة شعبنا متعدد الأعراق والشرائح فان الاهتمام باللغة العربية والرفع من قيمة " ضاربها التعليمي " و تعميمها في التعليم و فرضها في التمدرس علي الأجانب القادمين الي بلادنا ، فسيكون ذلك ضمان و بوابة أمان و طريق لتعايش سلمي يضفي لاستقرار ان شاء الله و نماء وازدهار لبدنا .