أمـل كـبـيـر في تـشـاور مـثمر / عبد الرحمن حمود

تعلو المحيّا سحائب بشْر فَـوَّاحة حين نسمع أونشاهد فُـرقاء الشأن العام، شُركاء الوطن والميدان السياسي يتداعَـون نحو تشاور وطني شامل يشكل بلاخلاف منعطفا هاما في تاريخ هذا البلد.

هذا التشاور الموسع يفتح بابا كبيرا للأمل لدى الموريتانيين، الأمل في سلْم اجتماعي وتآزر وطني يضمن حضور جميع المكونات في تسيير الدولة، الأمل في أن تحتل موريتانيا مكانة اقتصادية وسياسية مؤثرة داخل الهيئات والمؤسسات الدولية، بل والأمل في تقطيع إدارري سليم وسوي، في تمْثـيل برلماني شامل ومتزن، في تصنيف واحتواء وحلحلة للمشكل والأخطار المحدقة بالموريتانيين.. إنها آمال عريضة كبيرة تتفتق عنها الأذهان ويستحضرها الوجدان حال سماعنا أو مشاهدتنا للوفود تصل الواحد تلو الآخر لــحيث تتلاقى وتتلاقح الأفكار والمواقف والرؤى في تشاور بنـاء ومثمر، خاصة بعد التزم رئيس الجمهورية بشكل صريح وواضح بأن لا موضوع محظورا من النقاش في تشاور الموريتانيين اليوم،

هذا التشاور يجعل المسؤولية كبيرة على المتشاورين، يجعلها بحجم الأمل، إنه - بقدر ما يرفع الحرج نسبيا عن الحكومة والنظام في كونه نشر للعريضة الموريتانية بحثا عن تصور ورؤية شاملة لكل الأطراف والأفكار تكون أرضية صلبة لإقلاع حقيقي نحو التميز - فهو مع ذلك يشكل تحديا لهذا النظام الذي سيَسمُه الموريتانيون بعد اليوم بنظام التشاور، يتمثل هذا التحدي في الإشراف والمواكبة ولين الجانب ليكون تشاورنا راشدا ومثمرا ويتَـأتَّـي حينها احتساب المبادرة به والدعوة له لصالح الحكومة والنظام أو دعني أقل لصالح الرئيس المنتخب.

يجلس المتشاورون في ورشاتهم وينصت المواطنون لمخرجات حوارهم أو تشاورهم، بل وتنصت لها بشغف هموم الناس في القرى والأرياف وفي أحياء الهامش وبيوتات الوسط ومكاتب الموطفين، الكل ينصت مترقّـبًا..ما الذي سيحدث لهذا لبلد الغالي بعد هذا التشاور الشامل؟ ومالذي سيطرأ على واقع الناس فيه؟.

ويبقى السؤال ينتظر الجواب منكم معشر المتشاورين.

28. أكتوبر 2021 - 11:38

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا