تابعت في مدونة "المذرذرة اليوم" المحترمة بعض التعليقات التي يحاول اصحابها تثبيط همة الكاتب "محمد فال ولد بومبيرد" و ثنيه عن انارة الرأي العام الوطني حول واقع اجتماعي معاش في موريتانيا عوما، وفي المذرذره بوجه اخص، وانا اذ اتفهم دوافع هؤلاء الاتنية والثقافية اربت على كتف "محمد فال" وادعوه لمواصلة المشوار الذي يعبّر عن نضجه الفكرى، وعدم تعقّده واستسلامه لهذا الواقع المقيت.
اخي محمد فال انت صاحب قضية عادلة ومن حقك ان تدافع عنها بكل جدية و استماتة حتى تستعيد لقومك بقية من شرفهم وكرامتهم المسلوبة ظلما من طرف اروستوقراطية اجتماعية متجبّرة.
لا احد ينكر ان الدورالتاريخي الذي لعبته شريحة "لمعلمين" كان من اهم الأدوار، حيث تخصّصت في مجال التصنيع والإنتاج، ولاشك أن الكل يدرك جيدا الفرق بين دول العالم الصناعي اليوم وغيرها من الدول حيث أصبحت الصناعة محددا للقيمة والمركز. وكان الدور التاريخى لهذه الشريحة الوحيد بين أدوار الشرائح الاجتماعية الموريتانية الذي لا يمكن الشك في شرعيته من الناحية الدينية، حيث ابتعدوا عن السلاح والحروب ،تماما كما ابتعدوا عن لي اعناق النصوص الدينية وتحويرها على امزجة المتغلّبين واصحاب الشوكة. وهكذا فضّلوا العمل بسواعد لا تعرف الكلل ولا الملل، والاكل من عرق الجبين.
أما في ما يتعلق بأصل "لمعلمين" ورغم تحفّظي الشخصي الكبير على أغلب الأصول التي يتحدث عنها الموريتانيون، والتي تحمل في ثناياها أدلة زيفها وتلفيقها، اذ تدّعى كل قبيلة الانتساب إلي احد الصحابة العشرة المبشرين بالجنة دون أن يكون هنالك من يينتسب لأي من كفار قريش مع أنهم عاشوا في نفس المكان ونفس الزمان.
يذكر كذلك ان المؤرخين مجمعون على ان تسميات "لمعلمين"، و"ايكاون"، و"ازناكه" في المجتمع الموريتاني ليست نسبا، وانما هي القاب حرفية اطلقت على ممتهني الفن، والصناعة، والرعي، ولا ادل على ذالك من وجود بعض العائلات الموريتانية التي تتقسم بين عدة شرائح تبعا لتخصصاتها .. وهذه الأمثلة مازالت حية و موجودة .. ويتوفر اغلب من اعرفهم شخصيا من افراد هذه الشريحة -مع انني ادركت دار الصناعة في فترة نضجها وعطاءها- على صفات مميزة تفرض احترامهم وتقديرهم، من الذكاء الحاد، و سرعة البديهة، والتدين، وجمال الخط، و قوة الذاكرة وسرعة الحفظ..
وخلاصة القول انه ليس من الانصاف على الاقل في الوقت الحاضر ان نحاول التقليل من شأن هذه الشريحة، بدلا من تأنيب ضميرنا الجمعي، والاعتراف باخطاء ماضينا، ومحاولة اصلاحها اوتجاوزها.