تزويد مدينة كيفة بالمياه من النهر يا لصغر طموحنا / سيدى المختار ولد يوكات

 تقع بلادنا في الجزء الغربي من الصحراء الكبرى واغلب أراضيها  في أكثر أجزائها جفافا حيث تقل الأمطار إن لم تنعدم ولمواسم متعددة و متتالية أحيانا ، وكذلك المياه الجوفية وكأنها في تضامن تام مع اختها الموسمية ليبقى النهر المورد الوطني الدائم والاستراتجي الوحيد الذي يعول عليه في توفير إحتياجات البلاد من المياه الصالحة للشرب والزراعة والصناعة دون المرور بمحطات التحلية المكلفة التي تلزم للإستفادة من مياه المحيط

إلا أن الأقدار شاءت أن يجري  "نيل" موريتانيا دائما وابدا في أقصى جنوبها الغربي من ما زاد من صعوبة استفادة المناطق الأكثر جفافا حيث يستفحل العطش كلما اتجهنا إلى الشمال  وتزداد الأمور صعوبة كلما اتجهنا إلى الشمال الشرقي وازددنا بعدا من النهر و من ما يزيد الجراح تعميقا اكتشاف الكثير من المعادن التي توجد بكميات هائلة في الشمال  ولا يمكن الاستفادة منها إلا بوجود المياه العذبة وكأن الاقدار تشير إلى ساكنة هذه الأرض بتغيير مجرى النهر ليواجه شمالا بدل الاتجاه غربا وهي إشارة تشبه كثيرا إشارة الأم لولدها بالوقوف على قدميه رغم جهله لدورهما أصلا.
ومازالت قيادات بلادنا المتعاقبة تتصارع مع قدرها و تنفق الأموال الطائلة في عمليات التنقيب عن المياه في أرجاء صحاري متراكمة الاطراف وسخرت لذلك ما مضى من عمرها حيث وأنفقت فيه ما أنتجت وما اهدي إليها ولم تحقق للأسف  نتائج تذكر .
وهنا يتفاجؤ المراقب من النظرة المركزة من فوق النظارات المعهودة باتجاه الجنوب لأجل حل نهائي لمشكل مياه كيفة  ويتساءل هل بوصلة قرارنا استقرت في الإشارة إلى الإتجاه الصحيح ليجيب نفسه ب " نعم " سريعا و دون تردد إلا أن حجم المشروع يجهض كل الآمال لصغر حجمه في عصر المشاريع المجنونة التي تحققت في بلدان شبيهة ببلادنا وكان من المنتظرأن يكون
المشروع الصحيح هو:

تعبأ الجمهورية الإسلامية الموريتانية لمشروع نهر صناعي أحضر ينطلق من النهر باتجاه الشمال و بطول  1000 كلم و الحاجة الملحة له تتميز بكونها تجعل من التفكير في انجازه نداء يزاحم كل العوامل التي ستتسابق إلى تذليل كل العقبات وتشجيع كل المحفزات وكلما تقدمت الأشغال كلما ازداد الشعور بالفخر والاعتزاز وأساءلت المردودية المؤكدة  لعاب المانحين والممولين وازدادت ثقة سكان الولايات الداخلية في اوكارهم وخف الضغط على العاصمة 
 
ومشروع من هذا الحجم يكلف تقريبا نصف تكاليف مشروع الخط الحديدي في الجارة السنغال بغية ربط شرقها بغربها وهو الذي اقترضت لانجازه من مؤسسة تمويل كندية
و مشروعنا لا يتطلب سوى إرادة طموحة تفتح حوارا مع المهندسين والخبراء وعلماء التضاريس والطاقة والزراعة وفور اشتعال القاعات بافكارهم البناءة سيتبخر السياسيون وأفكارهم  الهدامة و سيعرف حينها متى وكيف تنخفض الأسعار وستتضح للمنمين طريق النظام لمساعدتهم.
كل هذا لا يتطلب سوى إرادة طموحة تنظر بعيدا وتخدم وطنها واستثمار في المستقبل القريب والمتوسط والبعيد في عالم يعمل لمستقبله على المدى البعيد جدا بعد أن ضمن الحاضر والمستقبلين القريب والبعيد.

 

26. نوفمبر 2021 - 10:50

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا