مِمَّا لاَ يختلِفُ عليهِ اثنَانِ فى موريتَانْيَا هُوَ هَذَا الإنتشارُ المُرعِبُ لمرضِ السّرَطانِ ورغمَ أنَّهُ لاَ وجودَ لإحصائياتٍ دقيقَةٍ لتعذّر ِالحُصولِ على معلوماتٍ دَقِيقَةٍ بِشَأنِ جَميعِ المَرضَى إِلاَّ أنه أصبحَ وباءً مزمِناً دخلَ كلّ بيتٍ ونغّصَ على الناسِ حياتَهُم وأرهقهم وأزهقَ أَرواحاً لا تُحصى ومن المُرعِبِ مَانَرَاهُ مِنْ كثرةِ حالاتِ متوسّطِي الأعمَارِ من بين المُصابينَ وتعَدُّدِ أنواعِ الإصَابَات مما يتطلبُ استشعارَ الخَطَرِ من المنظومة الصّحيّةِ - ولا شَكَّ أنَّهَا تَسْتَشْعِرُ الخطرَ بَلْ وتُحيطُ بتفاصيله حيثُ تعاينُه يومياًّ ولها استراتجيتها المُتّبَعَةُ فى دَرْءِ مُضَاعَفَاتِهِ وعلاجِهِ والتَّخْفِيفِ مِنْ آثارِهِ ولكن لاَ بأسَ فى الإدلاء باقتراحاتٍ وحلولٍ قد تُسَاعِد مِنَ التَّخفِيفِ من حدّتِه وانتِشَارِه نَذْكُرُ منها:
- العِلاجُ المَنَاعِي (Immunotherapy) وهُوَ باخْتِصَار لِغَيْرِ المُخْتَصّين إثَارَة الجِهَازِ المَنَاعِي الذَّاتِي لِمُهَاجَمَةِ الخَلاَياَ السَّرَطَانِية وهوَ من أحدثِ ماتوَصَّل إليه العِلمُ الحديث فى محاربَةِ السَّرطان وأهلُ الإختصاصِ يَعرفون مَدَى أهميةِ هذا النَّوْعِ من العِلاجِ، وإِنْشَاءِ أقسامٍ خاصّة به ودعمِه لِتَكلُفَتِه المادّية البَاهضَة وّقد تَطَوَّرَ هذا الجَانِبُ تَطَوُّراً كَبيراً نتِيجةً لِتُكنولُوجْيا mRNA الّتِي أُسْتُخْدِمَتْ حَديثاً لإنتَاجِ لُقَاحَاتٍ فى فَترةٍ زَمَنِيّةٍ مَحْدُودَة.
- إنشَاءُ مراكِز أبحاث خاصة بالسّرطان متمّمة لمركز الأورام وإدارتِها من قبَلِ أكاديمينَ مُختَصّين مُتَمَرِّسِينَ فى طُرُقِ البَحْثِ العِلْمِي على دَعائمَ سَليمَة بِحَيثُ يَسْهُلُ إدْراجُ قَدْرٍ كَبيرٍ من المَرضى الَّذِينَ لاَ حَولَ لَهُمْ ولا قوّة فى دِراسَات دَولِيّة مفْتوحَة (Open Clinical Trials) وبِذَالِكَ قَد يَحصُلُونَ عَلَى عِلاَجٍ مَجَّانِي هُم فى أشَدِّ الحَاجَةِ إلَيه، وكذالِكَ بَحث واستِقصاء أسباب الإنتِشار الرّهيب لهذا المرَضِ فى شَتَّى رُبُوعِ الوَطَن
- الإهتمام بِدِراسَة جَدْوَى إنشَاء مراكز علاجْ زِرَاعَة النُّخَاع الشَّوكِي لسَرَطَانِيَّاتِ الدَّم واسْتِقدامِ خُبَراءَ وبَاحِثِينَ فى المَجَالِ ولَو لِفَترَة زَمَنِيّة قصِيرَة حَتّى يَحصُلَ اكتِفاء ذاتِي من الأخصائيينَ والخُبَراء الوَطَنِيِّينَ فى هذا المَجَالْ
- تَدْعيم إختِصَاص جِراَحة الأورام وهُنَاكَ فى هذا المجَال وَداخِلَ الوَطَن جرّاحونَ وَجرَّاحاتُُ مَهَرةُُ ذَووا خِبرة عالية اكتَسَبُوهَا واكْتَسَبْنَها من تَدريبِهم فى مَراكِزَ عِلْمِيّة ودوليّة مَرموقَة وإمدادِهِم بالأجهزة العِلاجِية وما يَحْتَاجُونَه من لوجِستِيَّات لإتمامِ مُهِمّتِهِم وتكوين وتأطير وابتِعَاثْ أخصيَّائِينْ جِرَاحَة الأورام بالمَنَاظِير
- تَخْصِيصْ غُرَف حَجْر و أقْسَام خَاصَّة بِحَجزْ مرضى الأورام فى جمِيعِ المُسْتَشْفَياتْ وذالكَ لأنَّ مَنَاعَتَهُم ضَعِيفة نتيجةً للعِلاج الكِيمْيَائي ولاَ يَتَحَمّلونَ نَقلَ العَدوى إلَيْهِم
- حَمْلَة تَوعِيّة مَدروسَة وَمُكَثَّفَة بالتّعَاوُن مَعَ أخصائي الطّب العَام والبَاطِنَة فى الحَث على الفُحوصات الدّورِية الإستباَقِية والإستكشافِيّة Screenings المَصُوحِ والمَعْمُولِ بِهَا دَولِيَّا لإستِكشَافِ الأورامِ فى مَرَاحِلَ مُبَكّرَة كَمِنظَار القُولُون لِمَن هُوَ فَوقَ الأربَعِين وخزعة عُنُق الرَّحِم وأشِعّة الثَّدْيِ لإستكشافِ سَرطانِ الرَحِمِ والثَّدْيِ فى مَرَاحِلِه الأولى لدى النساء، وفحصِ البروستَات بالنّسبَة للرّجال وأشِعّة الصّدر المَقطَعِية الدّورِية لِمُتَابَعَة النّتوءاتِ الرّئوِيّةِ صَغِيرةِ الحَجم لَدى المُدَخّنِينَ خَاصَّةً إلى غَيْرِ ذَالِكَ مِمَّا يتَعَدّاهُ إلى أمورِ الوقايَةِ كَتِبيانِ خطَرِ التّدخينِ والتّعَرّضِ الدَائمِ لأشِعّةِ الشّمسِ ..الخ
-الاهتمامُ بالجَانِبِ الإجْتِمَاعِي (Social Support)فى علاج السَّرطان وهو لا يَقِلّ أهمّية بَلْ هو مُتَمّمُّ وضرورِي لِكُلِّ أنْواعِ العِلاجَاتِ الأُخرى ونَعْنِي بالعِلاج الإجتماعِي تَكوينْ مُرشِدِين اجتِمَاعِيِّين وتَوظيفِهِم فى المَركز الوَطَنِي للأورام ومُلْحَقَاتِه ومن مهامّهِم اسْتِقصّاء حالة المريض اجْتِمَاعِيَّا ومَادّيا لِمعرفة أو على الأقل تَقْييم مَا يَحتَاجُه المَرِيضُ فى رِحلَتِه العِلاَجِيّة وهَل لديْهِ وَسَط اجتِمَاعِي مُسَاعِد أو لاَ والجُلوسِ معَه لشَرحِ وتقييمِ ما تَتَطَلَّبُهُ مَرَاحِلْ العِلاج من ناحِيّة تَكلِفة الدَّواءُ والتنقُل لمراكز الحَقْنِ الكِيميَائي وامكَانِيّة الحَجز فى المُسْتَشْفى إثر المُضاعفاتِ وتقييمِ ما يَحتاجُه من مُسَاعَدة لِرَبْطِه بهيئاتٍ خيرية قد تَمُدُّ لَه يَدَ العَون
-اسْتِحْداثْ أقسام للعلاج المُسَاعِد فى الحالاتِ المُتَقَدّمَة والنّهائية أو للأسف الَميؤوسِ من بُرْئهَا وذالِكَ لِلتَّخفِيفِ من أَلَمِ وأنّاتِ المَرضى ومسَاعَدةِ ذَوِيهِم عَلى اَمّلِ تِلْكَ الأَيّامِ المُجْهِدَةِ نَفسِياً
- لاَ دَاعِي للتَّأكيدِ على أن جميعَ مَاسَبَق لاَيَحْتَاجُ فَقَط إلى تَكْلِفَةٍ باَ هِضَة ولكِن أيضاً إلى تَضَافُرِ جَمِيعِ الجُهُودِ الرَّسْمِيّة والطِّبّية والأَهْلِيةِ والشّعْبِية والعَمَل الخَيري فهذه قَضِيةُ وَطَن وهِيَ بِمَثَابَةِ حَياةٍ أو موت لذَلِكَ يَجِبُ الإِسْتِثمَارُ فِيها
- اللّهُمّ اشْفِ مَرضَانَا وَمرْضَى المُسْلِمِين
- اللّهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ البَلاءْ