تردد الأناشيد و تعد المقابلات و تستنطق الذاكرة لبعض الأشخاص.
و في هذا الإطار ستكون الطاولة المستديرة لتنمية ولاية الحوض الشرقي التي نظمت عشية الذكرى الواحدة و الستين لعيد الإستقلال الوطني، من أهم الأنشطة المخلدة لهذه الذكرى العزيزة على قلوبنا.
إن اهتمام رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بتنمية هذه الجهة من البلاد له أكثر من مبرر و دلالة من حيث المؤشرات الاقتصادية و الاجتماعية المقلقة و الموقع الجغرافي للولاية من الناحية الأمنية، ما يؤكد القاعدة الثابتة بأن الأمن و التنمية عنصران متلازمان لايوجد أمن بدون تنمية و لا تنمية بدون أمن.
إن العمل على هذا الثنائي يتطلب الكثير من تضافر الجهود، وهو ما دفع الحكومة لإعداد خطة تنموية عبأت لها الموارد الضرورية ولم يبق سوى العمل بجدية على تغيير العقليات من أجل "مسايرة العصر و الحرص على إدراك أن التنمية هي البقاء و هي الضامن الحقيقي للإستقلال".
إن انتقاء 28 مشروعا جهويا و 15 مشروع آخر، على المستوي البلدي بتكلفة 118 مليون دولار أي ما يعادل 44 مليار أوقية سيكون له الأثر الإيجابي على هذه الساكنة التي تتجاوز نصف مليون نسمة بنسبة مرتفعة مازالت تسكن في الريف (67%).
إن تثمين هذا الحدث الذي حضره كل المعنيين من عمد و نواب و أعضاء مجلس جهوي، و مجتمع مدني و مصالح فنية جهوية و إدارة اقليمية و وزراء قطاعات متعددة بإشراف من الوزير الأول، ليعد أكبر دليل على الإهتمام و حرص رئيس الجمهورية على "تغيير" أحوال هذه الساكنة إلى الأحسن. و ستبقى هذه الخطوة المتميزة والأولى من نوعها، محفورة في الأذهان و الذاكرة كلما حلت ذكرى الإستقلال.
إن الحرص على اتباع سنّة التشاور في كل الأمور الوطنية الكبري ليعد من أنبل الطرق الديمقراطية المتبعة من أجل تقوية الجبهة الداخلية لكل أمة أو شعب يراد له البقاء أمام التحديات الكثيرة، والمتشعبة، (الفقر و سوء التغذية...) و الصحية (كوفيد...)و الطبيعية (الاحتباس الحراري و الجفاف...).
هنيئا للشعب الموريتاني و هنيئا لساكنة ولاية الحوض الشرقي على العناية الخاصة التي حظيّ بها في هذه الذكرى، و هنيئا لرئيس الجمهورية على اهتمامه بشعبه أين ما كان.
بتعدد الجهات و مقدراتها تتعدد الإنجازات اليوم في أقصي الشرق و بالأمس في الشمال و بعد غد في الغرب و الجنوب الغربي...