لقد أنصفت سيدي الرئيس، ولم يبق إلا ملامسة القرارات للواقع / الداه ولد اسلم

في خطاب رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في وادان، لا يختلف اثنان على قراءة وفهم ما ورد فيه فقد كانت هذه الفقرة واضحة وقوية، وملامسة لتطلعات أبناء هذا الشعب الغيورين على وطنهم، والذين يسعون إلى دولة القانون وصيانة الحريات والمساواة والعدالة الاجتماعية وإلى كل تلك  القيم والمثل التي يرغب كل مواطن ينتمي لهذا الوطن الكبير أن يتمتع بها...

الفقرة التالية من خطاب رئيس الجمهورية في مهرجان مدائن التراث بوادان:

فهذه الفئات هي التي مكنت من قهر الظروف الطبيعية القاسية، ولولا جهودها الاسطورية ما تشكلت المدينة أصلا وما استطاعت البقاء والصمود في وجه عاديات الزمن لنرتقي بها اليوم تراثا نفيسا.

‏‏وإن مما يحز في نفسي كثيرا ما تعرضت له هذه الفئات في مجتمعنا تاريخيا من ظلم ونظرة سلبية مع أنها في ميزان القياس السليم ينبغي أن تكون على رأس الهرم الاجتماعي فهي في طليعة بناة الحضارة والعمران وهي عماد المدنية والابتكار والانتاج.

‏ولقد أن الاوان أن نطهر موروثنا الثقافي من رواسب ذلك الظلم الشنيع وأن نتخلص نهائيا من تلك الاحكام المسبقة والصور النمطية التي تناقض الحقيقة وتصادم قواعد الشرع والقانون وتضعف اللحمة الاجتماعية والوحدة الوطنية وتعيق تطور العقليات وفق ما تقتضيه مفاهيم الدولة و القانون والمواطنة.

‏‏وإنني من هذا المنبر لأدعو كافة المواطنين الى تجاوز رواسب هذا الظلم في موروثنا الثقافي وإلى تطهير الخطاب والمسلكيات من تلك الاحكام المسبقة والصور النمطية الزائفة. كما ادعوهم جميعاً إلى الوقوف في وجه النفس القبلي المتصاعد هذه الايام والمنافي لمنطق الدولة الحديثة ولما يقتضيه الحرص على الوحدة الوطنية وكذلك لمصلحة الأفراد انفسهم ، فليس ثمة ما هو اقدر على حماية الفرد وصون كرامته وحقوقه من وحدة وطنية راسخة في كنف دولة قانون حديثة..

ومن خلال قراءتي لهذه الفقرة يمكنني أن أضع الملاحظات التالية:

- رئيس الجمهورية كان واضحا وعارفا بما عانته طبقات من المجتمع طيلة قرون، فقد عرفت ظلما ونظرة سلبية أدت إلى إلحاق الضرر بها طيلة قرون، مع أن هذه الفئات في ميزان القياس السليم -على حد تعبيره- ينبغي أن تكون على رأس الهرم الاجتماعي فهي في طليعة بناة الحضارة والعمران وهي عماد المدنية والابتكار والانتاج.

- لقد آن الأوان لإنصاف هذه الفئات من ذلك الظلم الشنيع وضرورة التخلص من تلك الأحكام الزائفة والصور النمطية، التي تحدث شرخا عميقا يطول اندماله.

- ضرورة تقوية اللحمة الوطنية والوحدة الوطنية، 

- وقوف الدولة الوطنية إلى جانب حماية حرية وحقوق الأفراد في ظل دولة القانون.

- قطع الطريق على كل من يحاول أن يستغل نفوذه أو هيبته في سبيل مخالفة القانون الذي يصون حرية الفرد.

ولاشك أن التقارب الذي تعيشه الطبقة السياسية والإجتماعية بكل أطيافها هذه الأيام، يمثل اللبنة الأساسية نحو تعايش سلمي تذوب فيه الفوارق الاجتماعية بين فئات المجتمع، وهي نقاط جوهرية في رؤية رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني. 

11. ديسمبر 2021 - 9:08

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا