لقد خص الله لغتنا العربية بما لم تنله لغة أخرى على هذا الكوكب الذي لا نعرف حياة على كوكب سواه ، فجعلها اللغة التي نزل بها القرآن و لغة خاتم النبيين وسيد البشر أجمعين وبها وجهت آخر رسالة للعالمين أسودهم وأبيضهم وأصفرهم وأحمرهم ،ونشرت آخر الشرائع ونواميس السماء وبها تطورت وتسربت كل العلوم وكل المعلومات الدينية و الزمنية إلى كل اللغات وكل الألسن فباالعربية وصل القرآن والسنة والشعر والأمثال العربية وتاريخ اليمن والدولة الحميرية لكل الاصقاع ووصلت الفلسفة اليونانية وأشعار هومرس وملحمة طروادة، والتعاليم الإبراهماتية الهندية، والفلسفة الزرادشتية الفارسية ، والكهنوت المصري و الكتابة الهيرغليفية ، وبها عرف العالم بداية الحروف المسمارية والكتابة السومرية وولادة القانون فيما بين النهرين عند البابليين وملكهم حمورابى وأسطورة غلغامش، وبها عرفت البشرية حضارة بلاد النهر الأصفرالصينة وفلسفة كو نفشيوس .
لقد شكلت اللغة العربية وحدة ثقافية كونية جعلت أوروبا وإفريقيا والهند والصين والشعوب الواقعة في كل هذه القارات تتلقى العلم وكل المعارف بلغة القرآن التي بها تمت إعادة كتابة كل الكتب المقدسة وديانات وطقوس جميع الشعوب في كل أنحاء العالم ودونت الفلسفات والعلوم الموجودة آن ذاك، والتنجيم والأساطير وبها طورت علوم وأنشئت علوم وشكلت بداية توسع غير مسبوق في كل المعارف و الذي استمر يواصل تقدمه حتى أصبحنا في هذا العالم الذي يكاد العلم فيه يتجاوز حدود القدرة العقلية للإنسان .
هذه اللغة التي تميزت بخصائص ليست لغيرها من جذورها ومصادرها وبنى تفعيلاتها التي تشمل الأشياء والمعاني في الواقع من أفعال ثلاثية ورباعية وخماسية ومن النعت والتمييز والحال والبدل وتنوعات لغوية بديعة تسحر الألباب وتمكن من بناء وتشكيل هندسي لكل المعاني والدلالات للآلات والأماكن والأزمنة وكل الظروف، لقد أعطى الله لهذه اللغة من الجمال ومن الصفات الضرورية المتسمة بقابلية الاتساع والتطور والنمو مالم يوجد في لغة أخرى من آلاف لغات العالم وذالك بشهادة علماء ألسنيين أغلبهم لايكن ودا للغة العربية ،وبرغم ماتتعرض له من تهميش من قبل بعض أهلها الذين لا لغة لهم سواها ومن محاربة لاهوادة فيها من أعدائها الذين لم يبقى سلاح يقدر على التأثير عليها أو إقصائها إلا استخدموه، فبذل الفرنسيون جهودا مضنية لمحاربتها وكان من أساليبهم تصفية أعداد من الذين كانوا يعلمون العربية في دول المغرب العربي بالإضافة لتهميش المتعلمين بالعربية حتى لو كانوا علماء ، فقد كانوا يعتبرون الشيخ ماء العينين بن الشيخ محمد فاضل ومحمدو السالم بن الشين والشيخ المحفوظ بن بي والطالب أحمد بن مام تعتبر هؤلاء الأعلام وأمثالهم أميين! وبثت دعايات وأفكار تحتقر المتعربين ،وتركت في المغرب العربي كله وفي بلادنا حقول القام مستعدة للانفجار في وجه الاستقلال الثقافي و في وجه إحلال العربية لمكانتها التي لاتستطيع أية لغة مزاحمتها فيها.
وفي مصر قام المعتمد الابريطاني السير اكرومرفي إطار محاربته للعربية باتخاذ قرار برفع رواتب الذين يتقنون الإنكليزية فشجع ذلك على تخفيض توجه الطلاب للأزهر وللمدارس التي تعلم العربية و ازداد توجه الطلاب إلى الإنكليزية ،
في الوقت الذي تحارب اللغة العرب من طرف القوى المسيطرة هذه الحرب الضروس تعاني البلاد العربية التخلف في كل أقطارها وتعاني الضعف وعدم العناية بالتطوير لها وقلة تأليف المعاجم وعدم العناية بالتعريب وبإدخال المصطلحات العلمية الحديثة حيث أن قطرا واحدا استطاع تعريب كلية الطب فيه، في الوقت الذي ينخرط العالم كله في مجهود تطوير لغاته والعناية بها وتشذيبها وصقلها وتحديثها حتى لم يبقى مكان في العالم لايستخدم لغته الوطنية والتي كان بعضها يبدو غير قابل للتطوير فاصبحت بفضل العناية لغات رسمية لشعوبها!!
في الوقت الذي لم تتلقى العربية أية عناية ولم تشهد إنشاء لقواميس ومعاجم جديدة وخصوصا التي تحمل مصطلحات العلوم الحديثة والتكنلوجيا ورموز الاستخدامات المتنوعة للإلكترونيات وعلوم الفضاء
لقد كانت معجزة اللغة العربية الكبرى بعدالذي سقنا من مآثرها بوصفها لغة القرآن ووعاء كل العلوم الإسلامية والتي لامجال للوصول إلى معان القرآن وتعاليم لإسلام العميقة والشاملة إلا بها بالإضافة لكل ذالك يتحدثها مباشرة ٥٠٠ مليون عربي ويعتمد عليها مليار وثمان مئة ألف مسلم لامجال لمعرفة دينهم إلاباللغة العربية لغة القرآن والسنة ومختلف علوم الإسلام ،بالإضافة لكل هذه المآثر فإن اللغة العربية اليوم تتقدم رغم أنف الجميع فستون دولة تجعلها لغة أولى أو ثانية في استعمالها في الوقت الذي يتهاوش الموريتانيون الذين اعتبروها في دستورهم لغتهم الرسمية ولحسوا قرارهم بتصرفاتهم فأهملوها ونبذوها دون أن يرف لهم جفن!! فهذه تانزانيا الدولة الإفريقية المهمةالتي توجد فيها بحيرة فكتوريا التي منها ينبع النيل تقرر جعل العربية لغتها الرسمية ياللغرابة!! وهذه كوريا الجنوبية تتخلا عن اليابانية كلغة ثانية وتضع العربية لغة ثانية بعد الكورية وهذه الصين تدرس العربية في ستين جامعة من جامعاتها وفي بلاد " اكرومر" الإنكليزي الذي حارب العربية في مصر تتقدم العربية في ابريطانيا وفي بلاد أوروبية كثيرة بما فيها فرنسا عدوة العربية الأولى في العالم وفي جنوب موريتانيا التي تتقدم في مجال استخدام اللغة العربية خطوة وتتراجع خطوتان توجد السينغال ومالي اللتان يتطور فيهما تعلم اللغة العربية و ترتفع الأصوات فيهما مطالبة بجعلها لغة رسمية بوصفها لغة القرآن وتعاليم الإسلام..
ونرى الأمم المتحدة التي تحتفل اليوم بيوم اللغة العربية ١٨ جمبر تجسد بهذا الأحتفال الأعتراف بالمكانة التي مافتئت تتوسع وتتطور للعربية في جميع انحاء العالم فاللغة العربية لاتتوقف تزداد مع الزمن تطورا و رسوخا وعمقا وجمالا ومع الزمن تزداد اتساعا وشموخا وخلودا كلما ذل الأذلاء وجبن الجبناء ونكص الناكصون تبقى العربية متألقة تتقدم وتتوسع داخل القارات الخمس محققة في كل يوم المزيد من المكانة والشعبية لايضرها خذلان الصديق ولامناوأة العدو حتى تكمل رسالتهاالإنسانية الخالدة وعلى الباغي تدور الدوائر والأيام بيننا!!