تعد اللغة العربية واحدة من اقدم اللغات على سطح الأرض ومن اوسعها من حيث المفردات (فهي تحتوى حوالي 12 مليون كلمة) في حين أن أقرب لغة لها من حيث عدد المفردات تحوي حوالي 600 ألف كلمة (اللغة الإنجليزية) وهي واحدة من اللغات الست المعتمدة في الأمم المتحدة كلغات رسمية .. وتأتي في المرتبة الرابعة من حيث عدد الناطقين بها .. وهي لغة تلقى اهتماما بشكل أو بآخر من كل معتنقي الديانة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها وذلك لارتباطها بشعائرهم الدينية .. مما أكسبها صمودا أمام عاديات الزمن .. فهي صامدة منذ أكثر منذ 14 قرنا بفضل اختيار الله تبارك وتعالى لها لتكون لغة للناس كافة (أي لغة موحدة للبشرية) ولكي يتضح لنا ذلك فما علينا سوى الربط بين معاني الآيات التالية: قال تعالى في الآية 4 من سورة إبراهيم "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" فهذه الآية تدفعنا لطرح السؤال: من قوم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الذين أرسل إليهم؟ ليأتي الجواب في الآية الآتية: قال تعالى في الآية 28 من سورة سبأ "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" وبسرعة يأتي جواب السؤال البديهي ألا وهو: فما لسان هؤلاء الناس كافة الناس (البشرية) الذي أرسل به نبيهم إليهم؟ فقد قال الله تعالى في الآيات 193 و194 و195 من شورة الشعراء "نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين". وبذلك تكون اللغة العربية قد شرفها الله تبارك وتعالى بأن جعلها لسانا للناس جميعا ولم يخص بها شعبا ولا عرقا ومن اعتقد او ظن ذلك فيخشى على عقيدته (لأنه خالف قول الله تعالى) ولذلك سخر الله لها لأذهان البشرية من كل أجناس البشر لتخدمها وتعمل على تطويرها وحفظها (كسبويه والدوؤلي وغيرهم من علماء اللغة العربية من مختلف الأمصار والأقطار. وقد ظلت اللغة العربية على مدى قرون عدة هي لغة العلوم الإنسانية والتجريبية كالطب والرياضيات والفلك والكيمياء وغيرها .. وقد اثريت في هذا المجال من طرف الكثير من فطاحل العلماء (كابن سينا والفارابي والخوارزمي والرازي وجابر ابن حيان وغيرهم). كما مثلت حلقة هامة جدا في نقل التراث العلمي الانساني .. والحديث يطول عن هذه اللغة الشريفة .. لغة الناس كافة الناس التي اختارها الله لهم.
