الإنصاف الذي يريده الموريتانيون / إسلمو أحمد سالم 

كل الخطابات التي ألقى رئيس الجمهورية ، منذ تسلمه للحكم حتى الآن ، كانت تلامس هوى لدى المواطنين . و كل النشاطات التي كان يقوم بها الوزراء ، تبدو و كأنها جزء من عملية مفبكرة لا ترضى المنتظرين . و كل الحركات التي كان يقوم بها الحزب الحاكموكانت تبدو و كأنها غير منسجمة مع ما يتطلبه الواقع من مواكبة لإرادة التغيير التي عبر عنها الرئيس في أكثر من مناسبة..

إن الإنصاف الذي ينشده الموريتانيون يجب أن ينبني على أسس اجتماعية و اقتصادية قوية، و رؤية واضخة في مجال التنمية ، و على محاربة ميدانية للفساد ، و متابعة الجادة لتنفيذ المشاريع ، و تطبيق كامل  للإصلاحات  و تجسيد للرؤى بطريقة صارمة و سليمة ..

- علينا أن نخرج البلد من دوامة الشرائحية باعتماد الصفة المشتركة و هي : المواطن الموريتاني المسلم ، و تحريم استخدام العبارات التي تصف اللون و العرق و الشريحة ، و نضع معايير مهنية واضحة تجعل التعيينات و الترقيات و التوظيف و غيرها ،  تتم بصورة شفافة و تلقائية دون اعتبارات للجهات أو الانتماءات .

- علينا أن نجلس على طاولة واحدة للتوافق على ثوابت مشتركة تحدد صفة الموريتاني و ثقافته و بعده الحضاري و اللغات التي ينبغي أن يدرس ، و الوعاء اللغوي الذي سيدرس به ، و نطرح البرامج الدراسة حسب الحاجة في سوق العمل ، و نوجه أبناءنا المتفوقين للبحث العلمي و التنكنلوجيا المتقدمة..

- عليها أن نضع استراتيجية صارمة لتسيير الموارد الطبيعة ، و نستفيد من الاستقرار و الأمن لجلب الاستثمارات التي ستجعل من البلد  سوقا كبيرة في إفريقيا الغربية، كما ينبغي أن ننتهج  سياسية اقتصادية سليمة ، معززة برقابة دقيقة لضمان تنفيذها ..

- علينا أن نشن حربا لا هودة فيها على الفساد بجميع أنواع ، و ستكون محاكمة المشمولين مؤشرا على مدى الجدية في هذه السياسة ، و الحكم بأحكام رادعة تكون دروسا للموظفين الحكوميين ..

- و أعتقد أنه قد آن الأوان لمسح الطاولة من جميع الوجوه التي جربت ، و التي اكتسبت خبرة في مجال الفساد ، و نقدم وجوها شابة مشبعة بالوطنية و تطمح لبناء وطنها قبل ذواتها ، و تشعر بالغيرة لواقع البلد الذي لا زال يترنح في حالة من التخلف و الفقر  الذي لا يوجد في الواقع ما يبرره .

- علينا أن نقضي على عقليات العشرية و ما سبقها ، و سياسة الحسد و طلاء الأفراد ، و تقديمهم حسب قدرتهم على ظهورهم في المناسبات و حشدهم للمواطنين ، فقد حان وقت إيقاف هذه المسرحيات التي أصبحت مقززة و مكشوفة ..

- لا زال هناك تأخر كبير في مجال الزراعة و الثروة الحيوانية ، فلا يمكن تصور أن النهر السينغالي يهدر كل سنة 11مليار متر مكعب من المياه العذبة داخل المحيط ، و نحن نمتلك كل هذه السهول الخصبة ، حيث تمتد ضفة النهر وحدها لأكثر من 500 كلم ..

هناك العديد من القضايا التي يجب أن تعالج ، و أسرع تلك العلاجات هي إبراز قوة النظام و صرامته و عدم تساهله في تنفيذ المشارع ، و عدم تغاضيه عن المخلفات التي تحدث في جميع الجهاز التنفيذي من القمة للقاعدة ، فالشعب الموريتاني لا زال يحتفظ في عقله الباطن بما غرس فيه الاستعمار من تقديس الحاكم  و الانجراف مع قراراته مهما كانت ، خاصة إذا تبين أنها من مصلحته ..

أعتقد أن رئيس الجمهورية قد برهن أن لدية إرادة صادقة للاصلاح ، لكننا لا زلنا ننتظر أن يختار الفريق الذي يستطيع التنفيذ ..

يبدع الموريتانيون في التكيف مع الواقع ، فهم يقبلون كلما يحدث لهم و يتكيفون ، فلا ينبغي أن ننتظر تغييرا ذاتيا في العقليات ، و إنما على السلطة أن تكون الفاعل الذي يفرض التغيير و يكون صارما فيه ..

28. ديسمبر 2021 - 14:34

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا