عام جديد واتفاقيات جديده / د.محمدعالي الهاشمي

ها هو عام 2021 يلملم أوراق رزنامته الأخيرة ويمضي مثقلا بهموم الناس في كل مكان من هذا العالم، الذي يواصل حربه على وباء الكورونا دائم التحول والتحور، ويحاول حلّ أزماته الاقتصادية والمالية التي تتفاعل على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية؛ إذ تبدو الآفاق مغلقة أمام كثير من الدول، باستثناء تلك التي ترفض الاستسلام لحالة الغموض والتردد والخوف من المستقبل.

العام المقبل 2022 لا يغير من الأمر شيئا، والمتحور الجديد " أوميكرون " يفرض على كثير من الدول العودة إلى إجراءات الإغلاق في مستويات مختلفة، وحال الاقتصاد العالمي تزداد تعقيدا نتيجة النكسات التي تُمنى بها إجراءات التعافي الاقتصادي؛ الأمر الذي عزز مفهوم التكافل والتضامن الدولي للتغلب على هذا الوضع الاستثنائي الخطير، من خلال التعاون الإقليمي، والقاري، والدولي.

ما الذي يمكن أن نفعله نحن هنا في موريتانيا من أجل التغلب على تلك التحديات؟ وما عناصر القوة التي نملكها كي نكسب معركة التعافي بأبعادها الصحية والاقتصادية؟ في اعتقادي أننا نملك الكثير من الإمكانات والمقومات التي تؤهلنا للتقدم خطوات إلى الأمام، وأنا أعرف مثلما يعرف الجميع أن ثقافة التذمر والانتقاد والتشكيك قد سادت جميع الأوساط، حتى إن البعض يتخذ موقفا مناهضا للاطروحات الإيجابية وكأنها نوع من التضليل!

عندما بدأت الجائحة عام 2020 كانت موريتانيا في مقدمة الدول التي تمكنت من السيطرة على فيروس كورونا ومحاصرته في حدود ضيقة، وتم اختبار نظامنا الوقائي والصحي الذي أظهر قدراته الفائقة، ولم يكن لإجراءات العزل والحظر الشامل، وتعطيل الحياة العامة أن تستمر لمدة أطول؛ فقد ضاق الناس ذرعا حين تعطلت الحياة العامة، وتضررت قطاعات بأكملها، وكانت مراكز الأبحاث العلمية تسرع الخطى لاختراع اللقاح الذي أنقذ بمسمياته المختلفة الملايين من البشر، وظل حتى الآن الوسيلة الوحيدة للتحصن من الوباء إلى جانب الإجراءات الوقائية الأخرى.

حين بدأ العالم يواجه الموجات المتلاحقة للوباء، ولم تسلم منها الدول التي تملك اللقاح والأنظمة والإمكانات الصحية الهائلة؛ ألغينا ذاكرتنا، ونسينا النجاح الذي حققناه في موجة الوباء الأولى ، فلم نُراكم على التجربة ونطورها بصورة مؤسسية متواصلة وفاعلة، ورغم اطلاعنا على حجم المعاناة التي مرت وتمر بها دول لا مجال للمقارنة بين قدراتنا وقدراتها، إلا أننا مِلنا نحو التشكيك واللوم وفقدان الثقة، وربما عززت التصريحات الرسمية وغير الرسمية المتناقضة تلك الحال لدى السواد الأعظم من الناس!

وكما حال التعافي بمعناه الصحي، كانت إجراءات التعافي الاقتصادي ومشاريعه تتعرض لانتقادات ظالمة، بل إن بعض المشروعات التي يجري تنفيذها على الأرض ليست محل اهتمام من قريب أو بعيد، والأخطر من ذلك أن بعض المشاريع الاقتصادية والاستثمارية الناجحة تتعرض لحملة منظمة من التشكيك والتشويه والاتهام، وفي اعتقادي أن الأمر يتسدعي التوقف طويلا عند ظاهرة من هذا النوع لمعرفة أهدافها الحقيقية.

 تابعت كغيري مخرجات الخطة الإستراتيجية التي تكلم عنها فخامة الرئيس محمد الشيخ الغزواني  والانجازات التي تحققت رغم ظروف الجائحة واتفاقيات التعاون التي وقعت مع الكثير من الدول وآخرها مع الجزائر  والتي ستشكل إضافة نوعية ، في القطاعات السياحية، والصناعية، والتعليمية، والتكنولوجية، والاقتصاديه والاهم تقوية جسر الصداقه والاخوه مع الشقيقه الحزائر وهذا النوع من الاتفاقيات يبعث الارتياح والأمل لدى المواطنين ؛ مما أثار في نفسي أسئلة كثيرة حول غياب التغطية المناسبة محليا  لتلك الاتفاقيات، وغيرها من المساعي الدبلوماسيه لتفعيل دور المغرب العربي والتعاون الاقليمي ، بينما ينصب الاهتمام على تشويه الصورة، وترويج الإشاعات، والأخبار المزيفة!

ومتابعة اعلام المخزن اللذي يقتنص الفرص لتشويه سمعة دوله عظيمه مثل الجزائر اما نحن في موريتانيا سواء كتاب واعلاميين سياسيين  ....الخ

واجبنا اتجاه الشقيقه رد الجميل وعلينا  ان نشد عضدنا بالجزائر انما الاخوان عند الشدائد والتاريخ مسطر 

 ونردد جميعا وبصوت واحد نشيد المليون ونصف شهيد  

قسما بالنازلات الماحقات.. والدماء الزاكيات الطاهرات

ومع مطلع هذا العام الجديد تغمرنا الأمنيات والتمنيات بأن يكون عاما واعدا بالخير والسعادة، وأنا بالطبع أتطلع لعام جديد أكثر أملا وتفاؤلا وإنجازا ، بعد هذه الاتفاقيات التي وقعت مع الشقيقه الحزائر 

وكل عام وأنتم جميعا بألف خير، وعافية، ومحبة، وسلام.

 

 

29. ديسمبر 2021 - 14:05

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا