عندما تكون العنصرية وحدها هي الطريق لتحقيق الذات الوطنية / احمد حبيب صو

نسمع  من الحين لآخر مقولات و برامج تقول بالمصالحة الوطنية والوحدة الوطنية و التعايش المشترك فإن اختلفت الألفاظ  من حيث المنطلق فإنها تتفق علي وجود خلل في النسيج المجتمعي للدولة الوطنية.

بالرغم أنها لاتقال إلا في مواسم محددة ولاغراض ما إلا أن المتابع المتجرد يجد أنها وحدها من تحقق الذات علي حساب العيش المشترك  فمن الأمور التي تُحقّق الوحدة الوطنيّة ودعمها  تثقيف وتربية المجتمع على ما تضمّنته شريعة الرّحمن مع  توجيهات تدعو إلى الوحدة بين مكوّنات المجتمع المسلم دون محاباة أو تمييز ولكنها للأسف غائبة في جميع نواحي حياتنا ، فعندما يكتب مثقفين عن مصير البيضان ودق ناقوس الخطر وهم الاغلبية المتحكمة في البلد وان كان منهم من لم يكن له أي نصيب ويكتب آخر عن لاوجود في الدولة لغير العنصر العربي و يكتب كثر هؤلاء الزنوج وهي كلمة قدسية  كشباتوا وغيرها والتهليل والتكبير حين يطمسون أو يقمعون ويقال لهم أجانب ولعل العناصر الأجانب الأخرى أكثر منها ترحيبا واعز من كل الكور والزنوج لأنها كائنات غريبة علي الوطن ولاينكر كلامي هذا إلا مكابر ولكن نرى ذلك يوميا وبدون حياء ايرجع السبب الي نمو عقلية القطيع أو أن التعنصر والقوقعة أمور تحقق الذات ولا تتحقق الذات الوطنية إلابذلك وإخراج الاجانب وهم الكور من هذه الأرض  ولعل خطاب الرئيس بوادان جاء بعد نظرة عميقة الي  هذه المظلمة و العمل  علي تسويتها واعطاء كل ذي حق حقه.

العنصرية ليست صفة فطرية بل يكتسبها الشخص من بيئته ومجتمعه وللأسف ان ينشئ ويُربى جيل على العنصرية من خلال مايروا ويشاهدوه من والدينهم  ومن خلال حياتهم اليومية .

يقول: نيلسون مانديلا

"لا يوجد إنسان ولد يكره إنسانا آخر بسبب لون بشرته أو أصله أو دينه .. الناس تعلمت الكراهية وإذا كان بالإمكان تعليمهم الكراهية إذاً بإمكاننا تعليمهم الحب .. خاصة أن الحب أقرب لقلب الإنسان من الكراهية".

لاشك ان التّعنصر ضد مجتمعٌ او لون من ضروب الجهل والتخلف وانحطاط اخلاقي وقيمي اجتماعي يدلل وبوضوح، على مدى ما وصل اليه صاحبه من انحدار خطير في فطرته وما وصل اليه من طبائع يرفضها الذوق والمنطق معا وترفضها المبادئ السوية والذي يمارس هذه العادة السيئة فما هو إلا فاقد للعقل والبصيرة حتى وان واجهك بمحياءٌ بَاسم فلا تعدو ابتسامته خديعة تخفي وراءها الكثير من الخبث واللؤم والعاقل لا ينخدع بالابتسامة الصفراء التي يريد بها صاحبها عبثاً تغطية ما يضمر في داخله من عنصرية مقيتة لا مبرر لها سوى انها قد تغلغلت في ذاته؛ عادة سيئة سالبة والمرء السوي هو ذاك الانسان الذي ينظر للبشر بنظرة ودّ ومحبة دون تفرقة او تمييز ...ولكن التمييز أصبح تميزا فمن خلاله تتميايز المصالح والضحية الخنع اليراع من كل شرائح وأطياف الوطن.

لسنا منزهين ولا معفوفين من الخطاء فكلنا خطاؤن وخير الخطائين التوابون ولكن يجب علينا جميعاً التريث وعدم الاستعجال في الاحكام  المسبقة  وأخذ صورة نمطية عن الناس في هذه الأرض التي تحبب التقوقع والتعنصر وعدم الاخذ بقالوا وسمعنا وعلينا ان نصحح من اعوجاجنا نحن ما استطعنا قبل ان نصحح اعوجاج غيرنا فكل نفسٍ بما كسبت رهينة والله الهادي الى سواء السبيل.

تلك الصور النمطية هي التي ولدت الظلم لاننا نعيش كالقطيع كل ينقش ويزخرف  لجنسه وينفر من الآخر إذا كان  يلبس بنطال وسروال ويتكلم لغة شباب اليوم إذا هو جنك ومجرم والعكس غير  صحيح.

لايجيد الحسانية ويحمل هوية وطنية فهو غير موريتاني متجنس أو غير ذلك والعكس غير صحيح.

نعم أحكام مسبقة! وصورة نمطية عنصرية ! لماذا نحاول إرضاء الاخرين ؟وهنا أعني العالم الآخر عربيا أو غربيا أو وأو! لماذا نجعل الحق في غير الحق إلا في ماتستريح له قرائحنا ولو كانت مزيفة ؟لماذا لانحاول أن نكون موريتانيين فقط ونبنيها ونعلم ونٌعلم العالم أن موريتانيا لها مايخصها جغرافيا ومجتمع ؟

لا يوجد استعداد وان وجد بحياء نحب القطيع وننكر الآدمية انحن كذلك انرضى لأنفسنا بذلك؟

‏من المهم أن يدرك الجميع ضرورة وحدة الصف وجمع الكلمة بين الوطنيين ، وإن اختلفت رؤاهم أو آراؤهم الجزئية في بعض الأمور، فليس من اللازم إذا اختلفت آراؤهم أن تختلف قلوبهم شتىّ  وهذا الإختلاف الذي بهذه المسلكيات العنصرية  أصبح تحقيق الذات من خلال التعنصر كراهية وانانية  .

اخوتي عندما يحس أحد أبناء الجنوب  او الشمال ،بأنه أجنبي علي وطنه لانه فللاني أو صوننكي أو ولوف واو....، في وطنه كالغريب أو أنه أجنبي متجنس  فهذا الشعور سيغذيه متسلق لهمه وطموحه من أجل مصلحة انانية أو شهرة لارضاء غرب أو إقامة في أرض العم سام  ولكن كل هذا ليس هو المفزع، بل أننا أصبحنا مواطنين بلا وطن بل أكلت القبلية والجهوية  والعرقية ثوابت الجمهورية وأصبحنا  ضباعا تأكل ماتبقى من الجيفة .

يؤرقني  وانا اكتب هذه السطور ،أن  تبقي يا اخي بين نار الخذلان و الحرمان لأنك تري للاسف الانتماء للوطن والمواطن الاصيل من لون معين ومن طبقة معينة لأنها الصورة التي رسمت لك ولكن هذه تشبه ضلال سكان كهف أفلاطون ولم يرو النور الذي حجبه المرتزقة علي همومك يبيعونك بثمن بخس لأول قافلة متوجهة لسوق المصالح .

اخوتي أخواتي انا هنا اعاتب واحمل حمل الإشارة، التآزر واللحمة الاجتماعية من الأهمية بمكان ولاينفع ذلك التجاهل ابدا  .

اخوتي اخواتي وخاصة الشباب ‏ اعلموا بان قوة المؤمنين من قوة الحق الذي يدعون إليه لان دوام الحال من المحال، وعزتنا من عزة الله الذي نؤمن به .. {مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ جَمِيعًا}.

لاللتلوين ويجب إعادة الإعتبار للوطنية، أرى أن خطاب ودان رأى  الطريق الصحيح من ناحية ولكن يجب علينا أن نتمسك بالحوار الشامل مع المواطن لان صوته لم يصل بعد  لأن تلك الهمسات والآهات مازالت وراء الجدار، اعلموا ان الشمس لن تحجب النور عن قرية لأنها صغيرة(مثل افريقي ).

يوجد بداخل كل منا أنسان عنصري، البعض يقتل هذه العنصريه ولا يجعل لها أثر والبعض الآخر تقتله وتمحو أنسانيته ولكن عندما تفرض الحياة والبيئة  أن تكون عنصريا فهذا هو مانسميه الهلاك.

ولدت وحيداً ودرست وحيداً وتخرجت وحيداً وتوظفت وحيداً وستموت وتدفن وحيداً، أين اسم العائلة هنا؟ وأين كنت العالم يتجه الي العولمة والتجمعات وحشد الهمم ونحن تحشد ماتبقي من نسيج الوطن بإسم القطيع وتحقيق الذات.

31. ديسمبر 2021 - 23:42

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا