دعوة إلى التوبة والإستغفار  والرجوع إلى الله تعالى..(كوفيد- 19) الواعظ الخفي.. / د.رقية أحمد منيه

﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمۡ وَهُمۡ یَسۡتَغۡفِرُونَ﴾.

﴿وَتُوبُوۤا۟ إِلَى ٱللَّهِ جَمِیعًا أَیُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾.

غفرانك ربنا وإليك المصير، لا بد من توبة نصوح، ورجوع إلى الله تعالى، لا بد أن نجأر إلى الله بالدعاء والابتهال والتضرع، لا بد من تصحيح المسار ومحاسبة النفس قبل الفوات، وإعادة الحسابات مع الذات، قبل المحاسبة على الزلات والسيئات.

إن الظرف الحالي المتدثر بدثار وباء عالمي، لم تعهده البشرية في العصر الحديث، يعاود الكرة بين الفينة والأخرى..كأنه يذكر الإنسان بنعم الرحمن..نعم تناسى الكثير منا شكرها..وتمادى البعض في صرفها في غير محلها، لقد أبانت جولات الواعظ الخفي عن حكمة جليلة طمرت ضمن ذهول العقول عن البحث قبل مواطن القبول، وبدأ الأفق ينقشع غباره عن دروس عظيمة، وعبر تحتاج إلى الوقوف عندها، لا يمكن أن يمر دون عناية بمدلولاتها.

إن مصيبة الوباء ليست مصيبة في الأنفس فقط، بل هي مصيبة في الدين، تجلت في تراجع أعداد عمار المساجد، وتوقف كثير من المحاضر القرآنية عن التدريس، وبقاء الحواضر العلمية بلا رواد، وافتقاد الشعور بالسكينة والطمنأنينة حال الاجتماع على تدارس كتاب الله تعالى.

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. 

أي ذنب اقترفته أيدي الأنام، وأي فساد ظهر في البر والبحر، وأي انحراف عن الطريق المستقيم.

إنه الواعظ الخفي (كوفيد-19)، يبصر الناس بذنوبهم وعيوبهم وخطاياهم، يشعر الإنسان بضعف قدرته، وكبير غروره بربه الكريم.

ابتعد الإنسان عن طريق الحق والعدل والهدى والخير، ظن أهل الأرض أنهم قادرون عليها، سلكوا طريق الطمع والجشع وحب الدنيا، وتمكنت من أنفسهم زهرة الحياة الدنيا، صار الهم إشباع البطون، والسعي وراء الماديات.

هجرت العناية بكتاب الله قراءة وعملا إلا ما رحم ربي، وتم الدوس على القيم والأخلاق بين فئات الأجيال الصاعدة، وترك التراحم والتعاون على البر والتقوى، واستحكمت الأنانية الفردية من مكامن النفوس، وساد الشعور المادي الطاغي، وابتعدت زهرة المستقبل من الشباب عن التمسك بالقيم الفاضلة، وران على قلوبهم درن العصيان والتهاون بأوامر الملك الديان.

لقد تغلب على كثير من العقول التصديق بالمحسوس وترك الإيمان بالغيب، وقبول الملموس المادي وتفنيد الإخبار بالحق المعضد بالدليل، وذلك نتاج طبيعي لسيطرة حضارة مادية جارفة لا تقيم وزنا للجانب الروحي، وغاب عن البعض أن مداد غذاء الروح معين إذا نضب فعلى القلب تبكي البواكي.

  إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى.

لقد أصبحت البشرية بحاجة إلى نداء عاجل، بحاجة ماسة إلى منبه، بحاجة إلى ترتيب الأولويات، بحاجة إلى الإستجابة لدعوة الحق.

لنكثر من الاستغفار؛ فإنه أمان أهل الأرض.

إن تجليات الأزمة ليست في مصيبة الفقد، ولا قلة ذات اليد، وإنما هي نعم فقدت، حبال وصل مع الخير قطعت..

الخطب عظيم والأمر جلل؛

- المساجد يشتاق إلى إعمارها رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة.
- التعلق بالاجتماع على تدارس القرآن الكريم.
- الحنين إلى التقاء إخوة يختارون الكلام كما ينتقى أطايب الثمر.     

اللهم ارفع البلاء والوباء عن البشرية جمعاء، ورد الجميع إليك ردا جميلا، واشف كل عليل.

 اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، مُذْهِبَ البَأسِ، اشْفِ أَنتَ الشَّافي، لا شافي إِلاَّ أَنْتَ، شِفاءً لا يُغادِر سَقَمًا.

# - آن الأوان لمراجعة الأخطاء ومحاسبة النفس والتوبة والاستغفار.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

 

6. يناير 2022 - 9:49

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا