مبادرة مسعود... الفشل الموعود /احمد ولد ابته

altتتعدد الرسائل الممكن قراءتها في مبادرة مسعود ،التي جاءت هذه الأيام فتفاعل معها الفرقاء السياسيون كل علي حدة . ومن زاويته ومستوي تفكيره ....لكن لابد أن نعالج شخصية مسعود ،ذلك السياسي المثير للجدل في وسطه السياسي . لتكون لنا مبررات للشق الثاني من عنواننا السالف الذكر  .

*مسعود والمعارضة* مسعود مناضل جسور بطبعه، فعندما تراه في صفوف المعارضة الراديكالية  يكون أكثرها اندفاعا إلي المجهول  ، وكلمة المجهول هذه أشير بها فقط لنضالات المعارضة التي عادة ما توصلهم إلي أفق مسدود . لكن للمفارقة يظل مسعود دائما الرابح الأكبر من روعونات المعارضة علي مر تاريخها الطويل . بالإضافة إلي ذلك  تربط مسعود بمعظم أقطاب المعارضة علاقة لا بأس بها بالرغم من بعض الأخطاء التي يرتكبها عادة مسعود في حق رفاقه من المعارضة. بالإضافة إلي أنهم في بعض الأحيان لا يتفهمونه كثيرا عندما تكون له حاجة في نفسه  . من كل هذه المعطيات كان لابد للمعارضة من أن تتقبل ولو جزئيا ما قام به رفيقهم مسعود من جهد، أكد أنه لخدمة الوطن ونص في مجمله علي تقديم التنازلات من طرف الجميع  .فالمعارضة مثلا كانت تطالب برحيل النظام المتمثل في شخص الجنرال عزيز المغتصب للحكم في أغسطس 2008  . ولا يفوتني كذلك أن أقول بان بعض الأحزاب المعارضة قاطعت المبادرة ربما لأنها لا تنص علي حوار أو تشاور يكون فيه محمد ولد عبد العزيز خارج الحلبة ! والمعارضة حققت ما لفت نظر الآخر إليها وهي مجتمعة وإن لم تظل كذلك فهو الفشل بعين ذاته في نظري المتواضع علي الأقل. ولذلك لا تخلو مبادرة مسعود من نية مبيتة لتفريق المعارضة وتشتيت شملها . وإنتاج هوة سحيقة بين أطرافها . وينبع هذا بالطبع من تفاوت هذه الأطراف في الاستعداد لتقديم التنازلات ،وهي كلمة وردت في سياق المبادرة ولها أهمية كبيرة كذلك بالنسبة لصاحب المبادرة وان كان البعض مر عليها مرور الكرام. بالرغم من أنها كلمة تحمل شحنة دلالية مسمومة في ميدان السياسة وليس أتفاق دكار بالبعيد منا .

ولا خير في ودّ امرئ متلـوّن + إذا الريح مالت,  مال حيث تميل

*مسعود والموالاة* صنع مسعود في أوساط الموالين للنظام احتراما من نوع خاص فهو ذلك المعارض الذي يظهر لهم من نافذة النصح علي الأقل في المرحلة الأخيرة وهو ما حدي ببعض المتتبعين في التشكيك المستمر في معارضته لهذا النظام . ولسان حالهم ينشد لا خير في ود امرئٍ متملــــــــقٍ حلو اللسانِ وقلبهُ يتلـــــــــهـبُ يلقاك يحلف أنهُ بكَ واثـــــــــــقٌ وإذا توارى منك فهو العقــــربُ يعطيك من طرف اللسان حلاوةٍ و يروغ منك كما يروغ الثعلـبُ لذلك جرت ألسنة الموالين بما لا يتوافق جملة وتفصيلا مع نص المبادرة فأبدو حذرا مبكرا منها، وهو ما يفسر عدم قبولهم مبدئيا لقيام أي نوع من أنواع الشراكة مع الآخر المعارض .فلهذا سيظل الوقت في صالحهم وهم من يحكمون البلد حاليا . إليك عنا يا مسعود أيها الرئيس مسعود: أن  فن السياسة يتضمن أن تعرف بدقة متى يكون ضروريا أن تضرب خصما تحت الحزام بقليل. - كونراد أديناور لذا يكيفك محاولات . وأخيرا أدرك كل الإدراك أن الكلمات لا يمكنها أبدا أن تخفف عما في قلب الإنسان وتريحه. الصمت وحده قادر على فعل ذلك.

17. فبراير 2013 - 19:48

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا