الحادث الاليم الذي وقع الايام الماضية وراح ضحيته سبعة مواطنين موريتانيين ذبحا بالسكاكين، في جريمة أقل ما يقال عنها انها مروعة وعمل إجرامي يندى له جبين الإنسانية، ولا يصدر من ميليشيات تحترم نفسها ناهيك عن جيش يوصف بأنه نظامي ويحترم قواعد الاشتباك ويرعى أمن مواطنيه والمقيمين بدولته من الرعايا الاجانب.
ليست هذه هي الحادثة الاولى ففي عام 2012 قتل اثنى عشر مواطنا موريتانيا من جماعة الدعوة والتبليغ ذهبوا ليحضروا اجتماعا الجماعة في العاصمة المالية باماكو، بعد ساعات من اعتقالهم من طرف وحدة تتبع الجيش المالي متهمة إياهم برفض الانصياع لاوامر حاجز التفتيش، وقد لاقت تلك الحادثة تنديدا من مختلف أطياف الشعب وقدم رئيس الجمهورية أنذاك: محمد عبد العزيز التعازي لمشاىخ جماعة الدعوة والتبليغ ووعد باتخاذ إجراء ريثما تنتهي التحقيقات في تلك الحادثة، وقد اعتذرت الحكومة المالية أنذاك وقررت إيفاد وزير خارجيتها لتخفيف التوتر وشرح ملابسات القضية.
دار الزمان وجرت انتخابات في بلدنا يونيو 2019 فاز فيها الرئيس: محمد الغزواني في الشوط الأول بنسبة فاقت 51% من الأصوات المعبر عنها وجرى انقلاب في مالي اغشت2020 فعادت جمهورية مالي للاضطراب مجددا، استدعت الحكومة العسكرية الفاغنر وأجلت الانتخابات أربع سنوات ما أغضب فرنسا ومجموعة الإيكواس التي قررت مقاطعة ومحاصرة مالي.
لم تستجب حكومتنا الموقرة بتوجيهات فخامة الرئيس: محمد الغزواني لدعوات المقاطعة وأبقت الحدود مفتوحة رغبة في تخفيف آثار الحصار وصونا لحق الجار فقابل الجنود الماليين الإحسان بالإساءة وقتلوا المواطنين الموريتانيين بدم بارد، استوعب فخامة الرئيس ضخامة الموقف فجاء الرد متناسبا مع خطورته فأوفد وفدا أمنيا ودبلوماسيا إلى العاصمة المالية لعل قادتها يفهمون الرسالة هذه المرة، قادرون على تأمين مواطنينا ومواطنيكم المقيمين في بلدنا ونمد لكم يد الدبلوماسية وإن اقتضى الأمر فنحن جاهزون للدفاع عن مواطنينا.
نرجو أن تفهم الحكومة المالية الرسالة وان ينتهي جيشها وأمنها عن ممارساته الاستفزازية ضد مواطنينا، ولا ينسى أمن ومصالح مواطنيه ففي بلدنا جالية كبيرة من جمهورية مالي تحظى بالأمن والأمان ويسمح لها بمزاولة مختلف الاعمال والأنشطة ومنافسة المواطنين في سوق العمل، لذا على الحكومة المالية أن تراعي مصالح جاليتها فلا شيء يضمن أمنها وسلامتها إذا تكرر مثل هذا الحادث الأليم، فردات الفعل الجامحة والغاضبة يصعب التحكم بها لمن وتر بأبيه وأخيه، والحرب أولها كلام.