أتجاوز المقدمات والتعريفات اللغوية والاصطلاحية
لأن الناس لا وقت لديهم لقراءة المطولات و"الزعزاعيات "الطويلة و اتكل على الله وأبدأ هذه المقالات الانطباعية التي أحاول من خلالها الولوج إلى العالم الداخلي لبعض الناس من أصحاب الوظائف السامية والمتوسطة؛ والبسيطة و التجار والمثقفين وأصحاب الحرف والأدباء والفقراء والأغنياء ،وغيرهم.
سأحرص من خلال هذه القراءة على إبراز السلبيات والايجابيات؛ والمزايا والمصاعب والمتاعب .....
وأبدأ بقراءة انطباعية في إحدى أهم الوظائف عبر التاريخ، وهي وظيفة وزير.
عبر سلسلة مقالات تم إنجاز عشرة منها تناولت العديد من الجوانب المختلفة انطلاقا من العناوين التالية :
--بين وزير ووزيرة
-- المسار التاريخي لوظيفة وزير
-- وظيفة وزير في عيون الموريتانيين
-- راتب زهيد مقارنة مع تكاليف المعيشة
-- تكاليف خيالية
-- منغصات
--المرتزقة واللحلاحة
-
.......
بين وزير ووزيرة
ليست وظيفة وزير حكرا على على الرجل إذ تحتل سيدات محترمات في بلادنا هذا المنصب ؛غير أن للرجل والمرأة المستوزران ما يفرقهما وما يختص به كل منهما عن الآخر من مصاعب وفوائد ضمن هذه الحلقات أقرأ في متاعب وهموم الوزير الرجل ؛على أن أخصص حلقات من هذه السلسلة للوزيرة المرأة
.......
أولا :المسار التايخي
حظيت ظيفة و زير بأهمية كبيرة في سلم المسؤ ليات والتمكين السياسي ؛والإداري عبر التاريخ البشري.
لكنها لا تمثل أي ترقية بالنسبة لمن جعله االه نبيا لأن النبوة هي أسمى موقع يمكن أن يصله الإنسان ؛وقد ذكر القرآن الكريم نبيين كريمين تقلد كل منهما وظيفة وزير ؛فقد قال ملك مصر لما عرف براءة يوسف عليه السلام وكفاءته وأمانته (وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين امين ) فلما عرف يوسف عليه السلام مدى ثقة الملك به :)(قال اجعلني على خزائن الارض إني حفيظ عليم
)
وأعوذ بالله ان اقول في القرآن برأيي لكن وظيفة حفظ ورعاية خزائن الارض تعني منصب وزير المالية أو خازن بيت المال.
ويصرح القرآن الكريم بمكانة يوسف الإدارية والثقة التي خصه بها ملك مصر ودوره الكبير في تسيير شؤون الدولة من خلال الآية الآؤة التي ذكرنا سابقا : (وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين امين) ؛ثم لخص القرآن الحكاية في وصف ما وصل إليه يوسف من تمكين ( وكذلك مكنا ليوسف في الارض يتبوأمنها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين )
أما هارون فقد طلب موسى من ربه أن يشد به أزره في مواجهة فرعون فقال (رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من اهلي هارون أخي اشدد به أزري
وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا قال قد اوتيت سؤلك ياموسى) وقد حقق الله لموسى مطلبه بدلالة قوله تعالى :(قد اوتيت سؤلك يا موسى) فكان هارون وزيرا لإخيه موسى عليهما السلام
....
-- منصب وزير في الثقافة المصرية القديمة :
......
لقد عرف منصب و زير في الثقافة المصرية القديمة بمصطلح "ثاث" وكان يتولى المهام الإدارية والقضائية والمالية والحربية وكان يختار من العائلات النافذة المخلصة لملعرش كما كان يعين في
بعض الأحايين من اقارب الملك
ومع كل ما ميز وظيفة وزير من الإهمية؛ فقد كان الملك أو السلطان هو من يعينه؛ ويعزله.
يتواصل...