احتضن مجلس اللسان العربي بموريتانيا في مقره مساء السبت 03 رجب 1443هـ/ 05 مايو 2022غ. محاضرة عنوانها "تعلم اللغة العربية من الواجبات الشرعية"
تندرج هذه المحاضرة التي قدمها الأستاذ فضيلة الشيخ الطالب اخيار ولد الشيخ مامينا ولد الشيخ ماء العينين في إطار برنامج محاضرات المجلس، وقد أدارها الأمين العام للمجلس الدكتور البكاي ولد عبد المالك، وقدم لها رئيس المجلس الدكتور الخليل النحوي؛ حيث رحب بالمحاضر بالحضور من أساتذة ومفكرين وعلماء وباحثين؛ سواء أكانوا حاضرين في المجلس أو عبر الطيف عن بعد، منبها إلى أننا في هذه الأمسية نعالج موضوع علاقة اللغة العربية بديننا الحنيف، ولكن من المهم التأكيد على أن تعلم اللغة العربية قد أصبح اليوم مطلبا اقتصاديا؛ فالدراسات الاستشرافية التي أنجزت في الغرب حول اللغات عدت اللغة العربية من أهم اللغات التي ينبغي تعلمها نظرا لما ستفتحه في المستقبل من آفاق اقتصادية؛ فهي لغة تقتضي الحاجة الاقتصادية تعلمها، كما أن الحاجة الدينية، وهي أهم، تقتضي تعلمها.
بدوره شكر المحاضر القائمين على هذه الأمسية العلمية، خاصة الشيخ الخليل النحوي رئيس مجلس اللسان العربي، مبرزا أن صلب موضوع المحاضرة هو ما يقضتيه الواجبات الشرعي من تعلم اللغة العربية، مستعرضا أقوال العلماء في المسألة؛ مثل قول الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ: "عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَتَعَلَّمَ مِنْ لِسَانِ الْعَرَبِ مَا يَبْلُغُهُ جَهْدُهُ فِي أَدَاءِ فَرْضِهِ"، وقول ابن تيمية: "إن اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض. ولا يفهمان إلا بفهم اللغة العربية وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"، وقول أَبي الْحُسَيْنِ بْن فَارِس: "تَعَلُّمُ عِلْمِ اللُّغَةِ وَاجِبٌ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ لِئَلا يَحِيدُوا فِي تَأْلِيفِهِمْ أَوْ فُتْيَاهُمْ عَنْ سُنَنِ الِاسْتِقْرَاءِ"، وقول الْمَاوَرْدِيُّ : َمَعْرِفَةُ لِسَانِ العرب فَرْضٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ مِنْ مُجْتَهِدٍ وَغَيْرِهِ"؛ والاستنباط من الكتاب والسنة متوقف على معرفة اللغة العربية لأنهما بلسان عربي مبين، ومن لا يعرف اللغة لا يمكنه استنباط الأحكام من الكتاب والسنة استنباطاً صحيحا؛ فالواجب على المسلم تعلم اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم حتى يستطيع فهم دينه على الوجه الصحيح.
حضر هذا اللقاء العلمي وشارك في إثرائه تعليقا ومناقشة عدد من أعضاء مجلس اللسان العربي بموريتانيا، مع لفيف من الأساتذة الجامعيين والمثقفين والإعلاميين والباحثين والمهتمين باللغة العربية وعلومها.
للمشاهدة على الفيس بوك اضغط هنــا
