1- إن وضعية نواكشوط ليلة البارحة تنذر بخطر حقيقي. إن وجود جزر للأجانب من جنسية واحدة في العاصمة خطر كبير على البلاد. ليلة عاصفة في نواكشوط الشرطة بالكاد سيطرت على الوضع، أجانب يقطعون الطرقات ويوقفون سيارات المواطنين لإرغامهم على الاحتفال معهم. عشرات سيارات المواطنين تم إخراجها من المرائب (آكواريج) ثم يتم العبث بها (تكاسكادي). عند مطاردة الشرطة لهم يتسلقون فوق منازل المواطنين. تم سد بعض الطرق على سيارة الشرطة بالعجلات الموجودة أمام محلات المواطنين الذي أصبحوا يرممون ما تم إفساده. استخدموا مكبرات الصوت والأواني المعدنية لازعاج الناس. حتى حدود الواحدة والنصف ليلا كانت هذه الفوضى مستمرة.
2- هذه فقط بعض المشاهد التي كنتُ شاهدا عليها، وقد أخبرني مواطنون من مقاطعة الرياض (ابيكة) ومقاطعة 6 ومقاطعة 5 أن الأمر كان عنيفا لدرجة استخدام مسيلات الدموع.
3- هذه الأوضاع وغيرها مؤشر كبير جدا على خطورة الأجانب الحالية على بلادنا في الحاضر واستمرار تفاقم الخطر في المستقبلي مالم نتخذ إجراءات عاجلة أولها هو تفرقة تمركز الأجانب في أحياء ومقاطعات معينة وثانيها هو التقليص السريع لأعداد الأجانب لدينا.
4- من ناحية ثانية، إن وضعية هؤلاء خطر على الاقتصاد الوطني حيث تقوم دائرة اقتصادية مغلقة بينهم: بائعة بيصام تشتري من الميكانيكي الذي يشتري فطوره من عند صاحبة ساندويتش التي تشتري الخضر من عند مواطنتها والسمك من عند مواطنة أخرى وهذه تشتري مشروبها من عند صاحبة بيصام التي اشترته من أخرى اشترت بدورها السكر من متسولة غالبا تكون موريتانية. الميكانيكي يشتري قطع غيار السيارة من عند حانوت "انحيرة" الذي يمتلكه مواطنه والذي يقوم في مساء نفس اليوم بتحويل حصيلته إلى بلاده عبر حانوت "واري" الذي يمتلكه مواطن آخر من نفس الجنسية... وهكذا تقوم دورة اقتصادية متكاملة دون أن تستفيد منها موريتانيا.
5- لا ننسى أنه قبل سنوات تمت إزاحة عمال فقراء من المواطنين (خصوصا لحراطين) من أمام مراكز الأسواق (اكلينيك) ليحتل الأجانب هذه الأماكن ويضطر عمالنا إلى التوجه الى كرفور صكوك او تنسويلم ... الخ وهي أماكن لا يحصل عمالها على مصف ما يحصل عليه عمال اكلينيك.
6- لا ننسى أنه في انتخابات الرئاسة الاخيرة أمضت وحدات الجيش الوطني قرابة الشهر وهي ترابط في بعض المقاطعات خوفا من مواصلة الفوضى التي أطلقها الأجانب بعد خروج النتائج (إحراق محطات الوقود، تكسير سيارات الناس، الاعتداء بالسلاح الأبيض، اقتحام دكاكين الناس ...الخ)، ونعرف حجم الخسائر المالية التي تلحق جيشا في حالة استعداد يومي.
7- لا ننسى جرائم السلب والنشل وعدم احترام القانون التي يقوم بها الأجانب في بلادنا بطريقة مبالغ فيها.
8- لا ننسى تشجيع الأطفال على السرقة من خلال (اتكوليب) بفتح مئات دكاكين شراء الخردة منهم.
9- لا ننسى المداهمات والمراوغات السنوية التي تستغرق شهورا وسببها هو رفض الأجانب لدفع مبلغ الإقامة وهو مبلغ بسيط جدا جدا مقارنة مع حجم الأموال التي يأخذها هؤلاء الأجانب من وطننا.
10- لا ننسى كذلك التهويب العلني الذي أصبح يزداد كل شهر بنسبة كبيرة للأرز الموريتاني والشاي وحتى الأفرشة و الحيوانات... الخ.
11- موريتانيا يتهددها خطر حقيقي وستنقلب الأوضاع قريبا ما لم نتخذ بعض الاجراءات العاجلة على غرار تلك التي تتخذها بعض البلدان التي أصبحت محتلة من طرف الأجانب.
12- سيعترض البعض بأنه لا يمكن الاستغناء عن العمالة الأجنبية لدينا وهذه مغالطة كبيرة وأهم من روجها هم السماسرة الذين يجنون المال من دخول وتشغيل الأجانب كما أن الأجانب أنفسهم أصبحوا يروجون هذه الكذبة. لم نعد كما كنا من قبل فاليوم يوجد آلاف شباب المواطنين (حراطين، بظان، زنوج، ...الخ) قادرين على الحبوب محل معظم الأجانب الذين ينهيون ثرواتنا ويهددون أمننا أكبر تهديد.
13- سيعترض البعض الآخر بأنه توجد أعداد كبيرة من الموريتانيين في تلك الدول، وهذه أكذوبة ثانية فعدد الموريتانيين مثلا في السنغال لا يتجاوزون الخمسة عشر ألف بينما يصل عدد السنغاليين في بلادنا لأضعاف كثيرة حيث يتجاوزون 250 ألف حسب بعض التقديرات.
خِتاماً:
نحن نرحب بالأجانب جدا بشرط أن يحترمونا ويحترموا بلادنا (حتى لو لم نحترمها نحن) ويتخلون عن تهديدنا في أمننا ومجتمعاتنا. وعلينا في المقابل أن نضرب بقوة كل مظاهر احتقارنا في أرضنا وأمام جمهورنا وعلى القادة السياسيين والأمنيين الإسراع في حمايتنا من خطر الأجانب قبل أن نصبح نسيا منسيا.