هو داعية أمن ووئام وباحث عن العافية والسلام..عارف بالماضي..فاعل في الحاضر..مستشرف للمستقبل ، بحر غمر ومعين ثر ينهل منه رواد العلم وطلاب الحق لفهم أسئلة الفكر وإشكالات العصر..إنه حامل مشعل السفارة العلمية الشنقيطية ، لا يفتأ رافعا لوائها فى حواضر الشرق والغرب ؛ عالما معلما..ناصحا صادحا بقيم العلم والحلم والسلم ، يقود مشروعا فكريا حضاريا..امتزجت فيه الأصالة بالمعاصرة والتراث بالحداثة ، واقترن الفقه بالفكر ، واجتمع التأصيل بالتحليل والرؤية المقاصدية الثاقبة.
وهاهو مرة أخرى يحرص على جعل انواكشوط صاحبة السبق وصانعة الحدث..حاضنة للإخوة والأشقاء وحاضرة للمفكرين والعلماء ؛ على أديم أرضها الطيبة يصحو تراث باذخ من التعايش المشترك والانصهار الحضاري الراقي.
لقد أسس الشيخ عبد الله ولد بيه المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم ؛ وهو مبادرة جديدة تنضاف إلى مبادراته الطيبة ورؤيته العميقة الساعية إلى " إنقاذ الغريق وإطفاء الحريق " فى كل مناطق العالم ، وخصوصا في إفريقيا الحبيبة المثخنة بالأزمات والجراح..المخضبة بالآلام والأتراح ؛ غير أنها بإذن الله ترنو بشغف إلى أفق الخلاص والفلاح!..وفى آخر النفق تلوح تباشير الصباح ، وتورق أزاهير الأمل والنجاح مرددة مع "الفيتوري" أغانى إفريقيا :
وستبقى أرض إفريقيا لنا
فهي ماكانت لقوم غيرنا
نحن أهرقنا عليها دمنا
ومزجنا بثراها عظمنا
وشققناها بحارا وربى
وزرعناها سيوفا وقنا
وركزنا فوقها أعلامنا
وتحدينا عليها الزمنا
وسنهديها إلى أحفادنا
وسيحمون علاها مثلنا
فاسلمى يا أرض إفريقيا لنا
اسلمى يا أرض إفريقيا لنا .
وفى هذا السياق يتنزل التئام المؤتمر الإفريقي الثاني في انواكشوط ، بعد النجاح الباهر الذي حققه المؤتمر الأول المنظم تحت عنوان : دور الإسلام في إفريقيا..التسامح والاعتدال ضد التطرف والاقتتال فى يناير 2020 ؛ وقد تجلى ذلك النجاح في تبنى القادة الأفارقة في الدورة الثالثة والثلاثين بأديس بابا لتوصيات إعلان انواكشوط .
ويسعى المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم فى دورته هذه السنة الملتئمة تحت شعار " بذل السلام للعالم" إلى مواكبة ومؤازرة ماتقوم به حكومات المنطقة من وضع للمقاربات الأمنية وتأسيس للأحلاف العسكرية ؛ من خلال استنفار الطاقات العلمية وصياغة المقاربات الفكرية للدفاع عن الأوطان وتحصين الإنسان بمنهج الفهم والحوار والبيان ، وأسلوب الحكمة والحجة والبرهان.