أشاد العلامة الشيخ عبدالله بن بيه رئيس منتدى أبوظبي للسلم بالرعاية السامية التي قدمها رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني والحكومة الموريتانية لمؤتمر تعزيز السلم في إفريقيا المنعقد اليوم الثلاثاء الثامن من فبراير الجاري، في نواكشوط، والمنظم بالتعاون مع الحكومة الموريتانية ومنتدى أبوظبي للسلم.
وجرى الافتتاح برعاية وحضور فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، ورئاسة معالي العلامة الشيخ عبد الله بن بيه، وعدد كبير من الشخصيات العلمية والدينية من مختلف أنحاء العالم.
أشاد معالي العلامة الشيخ عبدالله بن بيه رئيس منتدى أبوظبي للسلم بالرعاية السامية التي قدمها رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني والحكومة الموريتانية لمؤتمر تعزيز السلم في إفريقيا المنعقد في اليوم الثلاثاء 8 فبراير في نواكشوط بالتعاون مع الحكومة الموريتانية ومنتدى أبوظبي للسلم.
وأعرب العلامة عبد الله بن بيه عن اعتزاز منتدى أبو ظبي للسلم هذه الشراكة الهامة والضرورية.
وقال العلامة عبدالله بن بيه إن دولة الإمارات العربية المتحدة تثمن هذه الشراكة، وتدعم جهود السلام والمصالحات في كل دول العالم وبخاصة في إفريقيا ودول الساحل انطلاقا من رؤيتها الثابتة لأهمية التعايش والتصالح والتسامح.
وأضاف العلامة أن هذه الرؤية ترى أنه لا مستقبل لعالم يمتلك أسلحة الدمار الشامل إلا في ظلال السّلام الدائم.
وأوضح العلامة عبدالله بن بيه أن "هذا اللقاء الإفريقي له مهمة واحدة هي السعي إلى الخير والبحث عن مسوغات السّلام"، مضيفا أن العلماء في هذا الملتقى يرفعون دعوة الصلح والإصلاح.
وقال العلامة عبدالله إن هذا المؤتمر يبحث "كيف نطفيء الحرائق الملتهبة في أنحاء القارة؟ كيف نوقف دائرة العنف والإرهاب المفرغة التي لا يُعرف طرفاها، ولا يدري القاتلُ فيها لم قتَل ولا المقتول فيمَ قُتِل؟"
ورحب العلامة عبدالله باسم المنتدى بضيوف المؤتمر "من نخبة أهل السلوك المربين والقراء المجودين والمحدثين المبرزين والفقهاء المستبصرين والأكاديميين المبدعين".
وأوضح العلامة عبدالله بن بيه أن هذا المزيج "يمثل أهل الحكمة الذين نعول عليهم لإثراء هذا المؤتمر بعلمهم وحصافتهم في تأليف القلوب وتنوير العقول".
ونوه العلامة عبدالله بن بيه بنتائج النسخة الأولى من مؤتمر تعزيز السلم في إفريقيا قائلا: "إن ما حظي به إعلان انواكشوط في سنة 2020م من قبول واستحسان وما ناله من إشادة وتنويه، على المستويين الإقليمي والدّولي من جهات على رأسها الاتحاد الافريقي الذي تبنى على مستوى قمته في فبراير من نفس السنة مضامين (إعلان انواكشوط) لَيُبرهن على وجاهة المبادرة و الموضوع".
وأضاف الإمام عبد الله بن بيه أن "هذا التقدير يعكس المكانة التي تحظى بها موريتانيا بمحاظرها وحواضرها وماضيها وحاضرها، في ظل قيادتكم الرشيدة فخامة الرئيس".
وقال العلامة عبدالله بن بيه إن موريتانيا تمثل "خيمة يلتقي في ظلالها العلماء والحكماء ومنبراً يدعو إلى الخير والسلام، ورائداً إقليمياً يسعى في المصالحات والتوافقات".
وبين العلامة عبدالله بن بيه أن جائحة كورونا" أكّدت أولوية البحث عن قيم التضامن فالبشر اليوم مثل ركاب السفينة يحكمهم مصير مشترك؛ مستعرضا العديد من الأدلة والنصوص الشرعية ضروروة التضامن والتعاون بين دول العالم.
وقال الشيخ عبدالله إن "السلام هنا فليس مجرد لفظ السلام، بل هو الأخلاق وأسباب المحبة كما أشار إلى ذلك الحافظ بن حجر".
وقال العلامة عبدالله بن بيه "إنّ للأزمات التي تعاني منها منطقتنا أبعاداً سياسية وتنموية واجتماعية وعليه فإن حلولها لا بد أن تكون شاملة، غير أن البعد الذي نحن بصدده هنا هو البعد الفكري، فإذا صلحت الأفكار صحّت الأعمال".
وأكد العلامة عبدالله بن بيه خلال كلمته الافتتاحية على ضرورة تعزيز المشتركات التي تضمن مصالح الجميع، وتؤمن سلاسة الحياة للمجتمع والتي هي من غايات الإنسان ورسالة استخلافه في الأرض.
وأضاف أن دعوة دعوة السلم هي دعوة شفقة ومحبة لأبنائنا مخافة تدمير أوطانهم، وتذكير لهم بضرورة الإعمار وإحياء الأرض، و أن الفساد والبغي والعبث لا يُحق حقا ولا يبطل باطلا، وحذر منه النبي صل الله عليه وسلم، كما ورد في حجة الوداع، لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، وقد فسر بعض أهل العلم هذا الرجوع بأنه معنى من معاني الردة.
ويستمر المؤتمر ثلاثة أيام تناقش ضمن فعالياته العديد من المحاور، ويستضيف عشرات الأئمة والعلماء والشخصيات الديينة من مختلف بلدان العالم، إضافة لحضور الشخصيات الرسمية ووزراء الشؤون الدينية في العديد من بلدان القارة الإفريقية.