هل لدينا أهم من توحيد الشعب وتجنيبه الكوارث؟! / التراد ولد سيدي

إني أرى لا أ كثر و أومن لا أقل أن أولى الأولويات والح المهمات تعزيز وحدة  الشعب وتأسيس حكم رشيد فيه يفكر أهله ويقررون ويخططون ويتابعون بأسلوب علمي صحيح يمكنهم من حماية البيئة وحفظ الثروات المعدنية والبحرية والزراعية والحيوانية وتطوير جميع الوسائل والإمكانيات من خلال التصحيح الفعلي والتصليح العملي لمسار سياسات حكام البلد وطبقاته السياسية والأجتماعية التي لا يبد أنها استفادت من الزمن والتجارب إلا بمزيد من الجهل بالظروف والمحيط وتعمق في الفساد وسوء التدبير  فلو أدركت السلطات وجمهورها وجميع المحيطين بها مخاطر حالتهم وحالة البلد الذي يمارسون فيه التمتع بالقوة والمكانة ويتلاعبون فيه بالمصائر والمقدرات فلو أدركت السلطة وأدرك المتعاونون معها أن الأنهيار أصبح قاب قوسين أو أدنى إذا لم تتوقف أساليب البطش والتبديد المفزع للمال العام بتسيير يشبه (حواص) و لأدركوا أن الوحدة الوطنية تشهد حالة من التدهور غير مسبوقة فلا المكونات الوطنية تشعر بالطمئنينة لحالة المشاركة والمساواة ولا مطالبهم بالتحقيق في ماضي القمع الذي تعرضوا له شهد اهتماما، ولافئة العرب السمر ( لحراطين) شعرت بوجود مايجب وماهو منتظر من مساواة وعدالة أو من خطط حقيقية جدية ومنطقية في اتجاه يحقق العدالة والمساواة وينهي  التهميش والإقصاء الضاربين بأطنابهما في المجتمع أفقيا وعموديا، ولا الصناع التقليديين (لمعلمين) والمغنين (إيغاون) وجدوا عملا يخفف تأثير التراتبية، فقد سمع الجميع أحاديث جرت وكلاما في الموضوع لم يشفع بشيء واستمرت بعدها الأمور على حالها مجتمع من نبلاء واتباع هامشيين والدولة تحمي الوضعية الباقية دوما دون تغيير!! فلو أدركت السلطة وجمهورها كل ذلك لكان بالإمكان فعل شيء أي شيء !!!
إن الجميع يرون سيطرة وتميز طبقة فاسدة راكمت الثروات حتى صارت لاتعرف ماذا تعمل بها ملكت  الدور والفيلات والأسواق وبذخت في كل وجوه البذخ في فرنسا وإسبانيا وآلمانيا ودبي وغيرهما هؤلاء هم الذين منهم الوزراء والأمناء العامون والمديرون، وهؤلاء من يمنعون زراعة مناطق النهر لأنهم يمتلكون الأرض وأخذوا عليها القروض التي لم تسترد أبدا ومنعوا استثمار الأراض، وهؤلاء من يملكون أراضي تفرغ زينة والمناطق المفيدة وهم الذين تقاسموا الرخص في الصيد والتعدين و هم المحظوظون بالقروض وهم الذين يتقاسمون الوظائف ويتبادلون الأدوار كأن لم يكن في الوطن سواهم نرى اللصوص يتداولون الأدوار لص ذاهب ولص قادم ولص يأخذ من المال ماشاء من هنا وهناك !! أما النزاهة والأمانة والأستقامة فهما آخر ماتبحث عنه سلطات موريتانيا الإسلامية التي تؤن تحت عبئ المشكلات .
إن عدم معرفة أوعدم اهتمام السلطة والقوى السياسية المتحالفة معها لحالة البلد التي صار عليها تنذر بعواقب جد خطيرة ،إن سوء حالة الوحدة والأنسجام الداخلي لايمكن إلا أن تكون واضحة جلية لمن يفتح عينيه في الواقع وإن قوة وحجم الفساد الذي بلغ مستوايات من الفوضى وعدم الحياء لم تكن بلغته من قبل في جميع مراحل الماضي، فلم يبقى شيء يهابه المفسدون أو يخافونه!! وترافق كل ذلك مع تصاعد التضخم وغلاء المعيشة وانعدام الأمن المتفشي في المدن كلها والأرياف بشكل يشبه مقدمات الحرب الاهلية لاقدر الله.
أما من يخترع لنا قضايا وموضوعات أخرى على أنها مهمة بقدر أهمية قضايانا هذه وملحة بقدر إلحاح مشاكلنا تلك الي ذكرت فإنه لاشك خاطئ أويتعمد التضليل وتشويه الحقائق لايمكن الألتفات أو الأهتمام بترهاته وخزعبلاته!!
فلايمكن الأهتمام إلا بما أوردنا من مسائل وما حددنا من مشاكل ليست في الوقع إلا غيض من فيض قيض الله لموريتانيا عقلاء يحمونها من الحمقاء والسفهاء والمتملقين !!
 

11. فبراير 2022 - 11:11

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا