التنقيب عن الذهب أصبح ثاني مشغل ومستقطب للعمالة بعد الدولة لذلك على السلطات العمومية أن توليه المزيد من الاهتمام خصوصا أنه يشكل رافد جبائي سخي ومصدر اقتصادي مهم للنقد الأجنبي.
المنقبون يحفرون الأرض بطريقتين طريقة الشق، وطريقة الآبار ذات القطر الضيق والتي يبلغ متوسط عمقها أحيانا 30م دون دراية بالأخطار التي ينطوي عليها ذلك خصوصا أن التنسيق بينهم شبه معدوم.
الشاهد أن الدولة يجب أن تستحدث مصالح لتفادي أخطار هذه المهنة على قرار جميع المناجم والمقالع في العالم.
هناك ظاهرة فيزيائية مدمرة وغير معروفة لغير المتخصصين في المجال تعرف بظاهرة الرنين الميكانيكي مفادها أن قشرة الأرض ليست بذلك الـجمود الذي نتخيله، وتـخترقها موجات بشكل مستمر وعند حفر آبار عميقة ومتقاربة بشكل هندسي غير مدروس في وسط حركة المركبات والأشخاص والآليات يمكن أن يتسبب ذلك في بعض الأحيان أن يكون التردد الموجي المسوع والغير مسموع مساوي لتردد الموجات الجولوجية الطبيعية وعندها تتراكب الأمواج وتسبب تخلخل يضعف تماسك السطح.
هذه الظاهرة هي السبب في انهيار الجسور والأنفاق التي يتم تشيدها دون مراعاة طبيعة الـوسط وجغرافيا مناق الإنشاء.
الأمر شبيه بمغني الأوبرا الشهير الذي يكسر الزجاج عن طريق صوته، للياقة الوترية لهاؤلاء قادرة على إصدار نفس التردد الطبيعي للزجاج فتتراكب الآمواج وتولد رنين ميكانيكي قادر على كسر أي شيء بمجرد توافق التردد والسعة الموجية.
الـمهم ولتعرف خطر هذه الظاهرة يكفي أن تتخيل القدرة التدميرية للمتفجراة، هذه القوة الهائلة سببها الصوت الناتج عن الفراغ اللحظي للإنفجار أو بعبارة أخرى الأمواج ذات التردد العالي التي تنتقل في الهواء والمواد الصلبة.
في سنة 1940 انهار جسر "تاكومو" في واشنطن العاصمة بسبب الـتناغم بين اهتزازات الـهواء وأحد مكونات الجسر الفولاذي.
الخلاصة أن الدولة يمكن أن توظف بعض المهندسين وخبراء الميكانيكى مع بعض الأليات لعمل أخاديد في مناطق الحفر تبدد رتابت الأمواج وتمنع حدوث صدى متبادل.
كما يجب علي هذا الجهاز أن يطلع بكل أعمال الحفر الجديدة ويتأكد أنها تجري بشكل آمن، هذا بالإضافة الى منع السيارات والمركبات الآلية من التوغل بين الأخاديد.
يمكن أيضا عمل دورات توعوية حول قواعد السلامة والطرق المعيارية لتشغيل الآلات في البيئات المختلفة، والتعريف بالمسلكيات والممارسات التي يمكن أن تسبب تسلسل كارثة.
بهذا فقط يمكن أن نحد من أخبار الموت الرهيب التي ترد تباعا من مناطق التنقيب ونحمي الـشباب البائس من هذه النهايات الأليمة.