كم دخل القادة في افريقيا، و"بلاد العرب أوطاني" من الشعوب الخاضعة للاستعمار،، التاريخ من بوابة تحرير بلادهم من النفوذ، والهيمنة العسكرية والسياسية، والاقتصادية، والثقافية، للفرنسيين، والانجليزيين، والايطاليين، والبلجيكيين، والالمانيين، والامريكيين..
إن القرار الذي اتخذه قادة الانقلاب الثوري في جمهورية مالي بطرد النفوذ العسكري الفرنسي، خطوة جبارة، تعبر عن موقف كل مواطن افريقي، وعربي، وهو قرار يعبر عن ارادة الشعوب، وعزم الثوار، وريادة القادة الوطنيين،، كما يرفع من التأييد الوطني، والقومي، والعالمي للبداية المباركة لحكم الشباب اليافع في الجيش المالي، وهم يؤكدون لأبناء القارة، وللعالم أجمع، أن افريقيا بطلب الحرية المقدسة، وفرض الارادة التحررية التي لا تقهر، ستطرد المحتلين لتتبوأ شعوب القارة مكانتها المعتبرة منذ فجر الحضارات، و لازال معينها لم ينضب طالما ابناؤها يسعون للتحرر، ولم يستسلموا، ولم يخذلوا شعوبهم التواقة للتحرر من المستعمر الجاثم على الأرض التي يدنسها بقواعده العسكرية التي تستعيد الاحتلالات تحت دعاوي المطالبات الكاذبة، بل المفروضة من القادة المزيفين الذين اثبتوأ عدم استحقاقهم للقيادة، وهم يستقبلون الأوامر، كأي جندي في كتيبة المحتل، وذلك منذ ستين عاما،،
إنها استقلالات شرطية، قائمة على تمويه الحقائق، ودفنها في رمال الخداع، والكذب، إنها قيادات سياسية، عبارة عن " وكلاء" حقراء لايساوون، إلا ما استحقوا من لعنات التاريخ ،، ما داموا قد قايضوا على حرية أوطانهم بالظهور في مهرجانات التضليل الأروبي، وتحريف المظاهر المأساوية التي تدحضها الحقائق المرة، وهي أنهم " آمروا" ثكنات المحتل الفرنسي، والامريكي، غير أن أوهامهم المحبطة، كأحلام اليقظة التي تطمئنهم فرنسا بها، لكنها ستبدد أمام العاصفة الافريقية، وتحرقها شمس الحرية في افريقيا التي لا تغرب، إلا لتشرق من جديد في عواصمها التي يتحرر المواطنون فيها، وتتحرر اوطانهم، والاوطان المجاورة نيابة عن النائمين تحت مظلة التبعية للأبيض العنصري..
وها نحن نشهد فجرا جديدا بمصابيحه الوضاءة التي تنير الأفق باشراقها من " باماكو" ومن " واكادوكو" في جمهوريتي مالي، وبوركينا..
هنيئا لأفريقيا بالتحرير، و"مالي" و"بوركينا " بقادة من الجيل الثالث الذي لا يقبل الخداع، ولا يساوم على حرية الاوطان،، ولا يخاف من الامبريالية، وجنودها المدججين بالسلاح، واستطاع هؤلاء القادة باصرار الثوار أن يطردوا بقرار عبر وسائل الاعلام، المحتلين الجبناء، ومهربي الذهب المالي، واليورانيوم النيجري،، وبإذن الله تعالى سيخرج الفرنسيون وغيرهم أذلاء تحت جنح الظلام، كأي مجرم، سارق، وجبان.. هذه هي فرنسا على حقيقتها الخداعة.
إن موجة من حركات التحرير العالمي تطل بنسماتها المنعشة على القارتين: امريكا الجنوبية، وافريقيا، وفي الأولى وانشرحت الصدور التواقة للحرية بفضل استرجاع الشعوب الحية، والواعية لأنظمتها التقدمية عبر الانتخابات الحرة،،
بينما في الثانية تفجرت مشاعرنا بالفرح، ودموع الغتبطة بفضل المآلات الواعدة المعقودة على أمل الشباب الافريقي الذي تشبع بافكار القادة الثوار جمال عبد الناصر، ولومامبا، ونيكروما، وسيكوتورى،،،
ولم يشفع للفرنسيين التذاكي الذي قام به رئسيهم، ذلك الطفل المغرور الذي استدعى الشبيبة الافريقية في حوار مدني في مدينة " مونبلييه"، في الصيف الماضي واسمعته تلك الشبيبة الواعية، والمثقفة بكل لغات العالم، أن " من يريد أن يأكل من المطبخ الافريقي، فعليه أن يدخله، ويتلقى الاوساخ التي تلوث مظهره الخارجي، وقد لا يشبع".
وهذا التهديد الصريح من الشباب الافريقي لفرنسا، وأمام رئيسها، لم يؤخذ بالجد الذي يستحقه،، ولذلك، فعلى فرنسا، أن ترحل غير مأسوف عليها..الى قواعدها الآمنة في باقي المجتمعات الافريقية، والعربية النائمة الى حين يأتي من كل مجتمع قادته السياسيون الثوريون حاملين مشاعل التحرير..وإن غدا لناظره قريب