يعيش معظم سكان موريتانيا بدون كهرباء أو بكهرباء غير مستقرة وعشوائية ومتقطعة ويتركز معظم هؤلاء في شرق وجنوب البلاد كالأرياف وضواحي المدن وحتي في العاصمة وكبري المدن ويعتبر عدم توفير الكهرباء عائقا رئيسيا أمام التنمية الاقتصادية للبلد. مثل الكهرباء أحد ركائز التنمية فلا تعليم بدون كهرباء كما أنه لا صحة ولا اقتصاد بدون كهرباء. فالحلول التي تقدمها الدولة حلولا لا تفي بالغرض ولا تحد من معاناة الشعب في الحاجة إلي الكهرباء الذي أصبح من أهم حاجيات الإنسان اليومية فكل يوم تزداد تتسع رقعة الحاجة إلية.
لماذا لايزال الحصول علي الكهرباء حتي لأن تحديا بالنسبة للحكومة فأكثر من يعيشون خارج المدن وحتي بعض من يعيشون في المدن لا يتوفرون علي الكهرباء فأين يكمن الخلل هل لأن الدولة ليست لديها سياسة جادة في حل مثل هذه المشاكل أم أن عشوائية سكن الناس تعرقل وصول الكهرباء إليهم؟
إن أهم المشاكل التي تواجه توزيع الطاقة بشكل عام هي نقص القدرة الكافية لتوليد طاقة يمكن من خلالها تزويد جميع المناطق بالكهرباء بشكل مستمر ومدي قدرة مصادر التوليد علي تحمل الأحمال الزائدة في أوقات ارتفاع الطلب علي الكهرباء مثل أوقات العمل والمواسم مثل الأعياد والمناسبات وتغير المناخ مثل الحرارة و البرد كل هذا يمثل تحديا لمصادر التوليد ومدي قدرتها علي استيعاب مثل هذه التغيرات العشوائية فلابد أن تكون الشبكة قادرة علي استمرارية توليد الكهرباء تحت جميع الظروف وإلا فهي غير صالحة ولا تتماشي مع متطلبات الحياة اليومية لسكان البلد. ومن جهة أخري يرجع بعض مشاكل توفير الكهرباء إلي ضعف التوزيع لعشوائية الحياة في بعض المناطق وصعوبة ربطها بشبكة واحدة فهذ يسبب ضعف في الشبكات لأنها غير متصلة ولا يمكن لبعضها تحمل الطلب فيتسبب ذلك في الانقطاعات المتكررة وحتي تعطل الشبكة في وقت الأحيان .
أما بالنسبة للشبكات الصغير فهي تعتبر الحل الأمثل لمثل هذه المشاكل فهي تستطيع دعم الشبكة في توليد الطاقة وتخفيف الحمل عليها كما أنها يمكن ان تحل محلها في المناطق التي يصعب توصيلها بالشبكة الرئيسية من أجل فك العزلة الكهربائية عن المناطق النائية وتحريك عجلة التنمية في هذه المناطق من خلال توفير أساسيات الحياة مثل التعليم والصحة والنقل وكذلك وتوفير فرص العمل لعشرات العاطلين عن العمل للحد من الهجرة نحو المدن.