لقد لفت انتباهي لهذا الموضوع الأنباء التي تناولتها بعض المواقع الإخبارية من أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قامت بتمويل بعض المساجد والحسينيات بموريتانيا!!!، فارتأيت أن أتطرق إلى هذ الموضوع بالبحث والتحليل، فأقول في بدايته هل وصلت إيران إلى هذه الدرجة من السخاء والبذل؟،
ففي السنوات الفارطة أهدت إلينا حافلات للنقل العمومي وفي هذه السنة تقوم برعاية المساجد وتشييدها، أهذه العطايا السَّخية لوجه الله أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟؟ هل هو تعاون ثنائي بين دولتين تتمتعان بسيادة كاملة وهو أمر مُتفَهَّم أم هو دسُّ للسم في عسل المصالح؟؟
تقع موريتانيا في غرب إفريقيا وتقع إيران في غرب آسيا. قد يكون من الصُّدَف أن تَّتَّحد الدولتان في نفس التسمية فالأولى الجمهورية الإسلامية الموريتانية والثانية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكن قد يكون من باب الصُّدف كذلك أن يجتمع ضدان متناقضان في تسمية واحدة فالأولى دولة سنية مالكية والثانية دولة شيعية إمامية.
جاء قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد الثورة الإسلامية!!! التي قادها مرشد الثورة الإيرانية آية الله الخميني 1979م؛ والتي أطاحت بنظام شاه محمد رضا بهلوي، الموالي للغرب وجاءت بنظام إسلامي "معادي للغرب"، يَرُومُ تخليص العالم الإسلامي من براثين التبعية للغرب عن طريق تصدير الثورة إلى البلدان الإسلامية، والتي تقوم على نشر المذهب الشيعي عبر العالم، وفي سبيل ذلك قام النظام الإيراني بإنشاء مجموعة من المنظمات السرية وغيرها في لبنان والعراق والبحرين، إضافة إلى الطائفة النصيرية في سوريا، ليكوِّن هلالا شيعيا يمتد من العراق وحتى لبنان مرورا بسوريا، مع خلق تنظيمات سرية ذات طابع عسكري البعض منها لازال يمثل الذراع العسكري للحرس الثوري الإيراني كحزب الله اللبناني ومنها تنظيمات سرية أخرى تم القضاء على البعض منها(حزب الله البحرين، حزب الله الكويتي، حزب الله الحجازي...) والبعض لا زال يقاتل ضد دولته الأم ك(حزب الله اليمني..) الذي تمثله حركة الحوثيين المسلحة.
هذه الرغبة الجامحة لدى إيران في تصدير الثورة ونشر مبادئها جعلتها ترغب في التوسع خارج إقليمها الجغرافي بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين وسيطرتها على العراق، وبالتالي لم تشأ أن تبقى مكتوفة الأيدي؛ وهي التي استطاعت أن تعدِّل موازين القوى في المنطقة لصالحها عبر برنامجها النووي، وما حظيِّت به من زخم في مفاوضاتها مع الغرب بخصوص ذلك الملف.
وأرادت أن تستثمر ذلك الزخم الناتج عنه في مناطق أخرى من العالم قد لا تكون على دراية بما فيه الكفاية بأهم مبدأ تعتمد عليه الدولة الفارسية ألا وهو "التّقية"، التي يُبدون من خلالها خلاف ما يضمرون، ولذا يَمَّمت وجهها شطر القارة السمراء خصوصا غربيها فقامت بربط الصلات وتوطيد العلاقات مع بلدانها عن طريق عقد شراكات واتفاقيات بينية بين الطرفين، وفي هذا السياق جاءت الاتفاقيات التي وقعتها حكومة موريتانيا مع النظام الإيراني ممثلة فيمجالات تشمل النفط والمعادن والتنمية الريفية والصحة والتكوين المهني إضافة إلى المساهمة في حل مشكل النقل الحضري الذي كان مطروحا بحدة في العاصمة نواكشوط، مشاريع ظاهرها فيه الرحمة والتنمية وباطنها فيه العذاب والخراب، كيف لا وهي التي ختمت نشاطاتها بإنشاء حسينيات مع دعم لبعض المساجد!!! ما أقبح العاهرة إذا تحدثت عن الشرف! أليست الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي التي تهدم المساجد فوق رؤوس عمَّارها في منطقة الأحواز السنية بإيران فهل يعقل أن تبني المساجد لأهل موريتانيا؟ أم أن للجمهورية الإسلامية الإيرانية أقنعة مختلفة ومتعددة تضعها أنى شاءت وتنزعها حيثما شاءت؟
يبدو أن نظام الحكم في موريتانيا ممثلا في نظام العسكر ما فتئ يعمل على توطيد العلاقات مع الكيان الفارسي، وقد رأيت من باب النصح أن أقول عليكم يا قادة العسكر أن تفيقوا من سباتكم فأرى خطرا مدلهمَّا قد يحدق بكم وبهذا الشعب المسكين في أي وقت فهؤلاء الصفويون لا خير فيهم، فو الله الذي لا أعبد غيره، إن خطرهم لأدهى وأمر من خطر الصهاينة الذين قمتم بقطع العلاقات معهم، فدويلة بني صهيون تعلن جهارا نهارا حربها على الإسلام والمسلمين أما دويلة المجوس الفرس فتحارب الإسلام خِفية مستخدمة أهم مبدأ من أصول عقيدتهم الرافضية القائمة على التّقيَّة.
فإلى من يعنيه الأمر أقول عليكم أن تنتبهوا قبل أن تنشأ حركة حوثية أخرى بين ظهرانيكم يخربون البلاد ويعبثون بأمنها واستقرارها، وهي التي تقع بين مطرقة القاعدة وسندان حركات "عقُوقيًّة" تتطاول على المقدسات وتهدِّد بإحراق كلام رب العالمين –أحرق الله أجسادهم- وتثير النعرات الطائفية، وتثير النعرات الطائفية، تَتستر تحت شرعية الحقوق والمساواة والعدالة في سبيل تكديس الأموال، وما ذلك إلا حق أريد به باطل، إضافة إلى مشاكل جمة تعاني منها البلاد؛ سياسية واقتصادية واجتماعية...ومشاكل جمة تعاني منها البلاد؛ سياسية واقتصادية واجتماعية...
إنما تفعله إيران هذا الورم السرطاني في العراق من قتل وتشريد وإبادة لأهل السنة عن طريق فيلق "غدر" والحرس الثوري الإيراني والمليشيات الصفوية، يجعل المرء يتساءل كيف لنظام متوحش كهذا أن يُرتبط معه بعلاقات؛ أحرى أن يُدخل معه في شراكات، وما سوريا إلا مثال حي على إيغال هؤلاء المجوس في الدماء السورية الزكية، فليس ذلك إلا دليل ساطع على حَنقِهم على أهل السنة أين كانوا وكيف ما كانوا، وكيف لا تكون تلك العداوة وإمامهم الخميني يطعن في أهل السنة ويسميهم نواصب ويحكم بنجاستهم ويستبيح أموالهم فيقول "والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتُنم منهم وتعلق الخمس به، بل الظاهر جواز أخذ ماله أين وجد وبأي نحو كان ووجوب إخراج خمسه" (كتابه تحرير الوسيلة1/318). ويقول أيضا "أما النواصب والخوارج لعنهما الله تعالى فهما نجسان من غير توقف"(كتابه تحرير الوسيلة1/107).
إذا كان هذا جزء يسير من كلام إمام القوم الذي ينضاف إليه السب ولعن صحابة محمد صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين، فكيف سيكون حال عامة الشيعة؟
وهنا أتساءل كيف لوزارة الشؤون الإسلامية أن ترخِّص في إقامة حسينيات لهؤلاء الروافض؟ على الرغم من أن موريتانيا دولة سنية لا وجود للمذهب الشيعي فيها وما يُقال هنا وهناك عن وجود أشخاص متشيعين لا يعدوا أن يكون بعض المرتزقة الذين أرادوا المال والشهرة والشهوة حتى يتقاسموا كعكة الخمس والمتعة مع "الملالي" أصحاب العمائم السود، وليست الحسينيات إلا أوكارا للرذيلة وتعاطيها، فعلى الجهات الرسمية إذن أن تنتبه إلى هذا الخطر القادم من إيران فتصدير الباصات وبناء الحسينيات أرجو أن لا يكون تمهيدا لتصدير ثورة خمينية جديدة.
الباحث: احمد جِدو ولد محمد عمو ولد إك