أيها السادة لقد قرأت بإعجاب وتقدير رسالتكم لشركة تازيازت لتأنيبها على إعطاء تهنئة لأحد عمالها باللغة الفرنسية غير مدركة أنها لو كتبتها بالعربية لقراها جميع أقاربه وفرحوا بها أما تفرنسها فلا يقرؤها الا هو.
ولكنى لا أخفيكم أنى تذكرت عندها مثالين موريتانيين الأول يقول أن أحدا طلب منه أن يمسك أذنه بيده فمسك أذنه من فوق رأسه بيده التي لا تليها والثاني يقول أن شخصا أراد أن يحلب غنمه فبدا
بذكورها لتعلم إناثها أن الحلب قادم إليها بشدة فالمثال الأول نقول لكم فيه إذا كانت دولة من قمتها إلى نهاية موظفيها السامين وهي منذ ستين سنة مستغنية برطانة مستعمرها عن لغة انزل بها ربها كلامه على رسولها ليبشرهم وينذرهم به و منذ ٢٠ سنة واكبر المسئولين فيها يحتقرون دستورهم المقدس دنيويا بعد ميلاده فيما يسمى بالديمقراطية التي تعنى حكم الشعب لنفسه فهل شعب موريتانيا العربي المسلم كله يحكم نفسه باللغة الفرنسية باختياره.
نعم فالدستور مقدس عند جميع الدول إلا موريتانيا فهي الدولة الوحيدة التي تخصص مادة في دستورها لترسيم لغتها الأم لغالبية شعبها ومع ذلك من قمة مسئوليها تشريعيين وتنفيذيين لا يعملون في إداراتهم إلا بلغة أعداء دينهم تلك اللغة التي لا ذكر لها في كلام ربهم ولا في دستور دولتهم ا الدنيوي فكأننا امة لم يعطها الله في كل هذه المدة إلا مسئولين جعلوا سيادة شعبهم دنيا و أخري تحت أقدامهم لا يفكرون إلا في الانقلابات القاتلة للأنفس التي حرم الله إلا بالحق وفعلها مغامرة بالنفس ومع ذلك لم يستطع رئيس واحد إصدار مرسوم يفصل فيه ما تعنى مادة الدستور في العمل باللغة الرسمية ومالا تعنيه وينهى بالمرسوم والى ألا بد كتابة ما يعنى الدستور في المكاتب باللغة الفرنسية وكذلك فرض لغة الدراسة التي ينفق
عليها من الدولة لتكون بالعربية ومن أراد دراسة أي لغة أجنبية فلينفق من نفسه اللهم إلا إذا كان مجرد تعليم النطق بلغة أجنبية للاستفادة بها في الخارج لا في الداخل فلو وحدنا تعليمنا مبكرا لكانت لغتنا اليوم واحدة لا يترجم بيننا فمن قرأ تعميم الحزب الحاكم لحضور اجتماع له و رأي تعميمين بلغتين واحدة منهما لغة أهل الجنة و الأخرى يعرف الشعب لغة من ٨ وهما في ورقة واحدة لرأى ترشيد الأوراق ولكن لم ير ترشيد السيادة فمن المفارقات أن هذه الدولة المعروفة أنها غنية الموارد فقيرة التنمية و الإنتاج لاقتصار مسئوليها على أكل ما هو موجود بالاستيلاء عليه أمانة وكسلا عن إنتاج وترشيد ما هو خام فوق أرضها ومع ذلك تنوء بالإنفاق على لغتين أجنبية ووطنية لا تري الأجنبية
إلا بالعين المجردة وفى مكاتب المسئولين الكبار فقط والثانية تزاول بها دينها ولا يتعامل شعبيا الابها
ونحيل الجميع إلى برنامج الإذاعة والتلفزة والمواقع الالكترونية ومعاملة الشعب فيما بينه والندوات
والمحاضرات ووجود بيت للشعر على ربوعها فموريتانيا مليون شاعر كما سماها بذلك يوسف مقلد اللبناني عند ما زارها وفاجأته شدة عروبتها وإتقانها للشعر العربي حفظا وان شاءا ولكن موريتانيا واحد في المليون متفرنس ولكن ذلك الواحد غاصب سيادة الدولة ويعامل الشعب مثل من يأكل من تحت يد الأعمى اتكالا انه لا ينظر إليه وبعد هذه التحاليل للواقع المر أعود لأقول للجنة هذه الصفة الكاشفة لوضعية مسئولينا مع لغة دستور شعبها كيف تؤنبون مع ذلك شركة أجنبية لم تكتتب عاملا واحدا بهذه اللغة لعدم طلب ذلك منها ولو حمل دكتورتها العلمية في كل مجالاتها لأنها لم يأتها مسئول واحد كموظف أو زائر وتسمع عنده ذكر للغة الدستور ومن هنا أصل للمثل الثاني وهو حلب الذكور قبل الإناث فالذكور شركة تازيازت أما الإناث فهم جميع ا لأطر الكاتبين في الإدارة على الشمال.
أما كيفية حلبهم من قمتهم إلى أخر كل من ينتخب أو يعين بمرسوم أو قرار لتتعامل معهم اللجنة على النحو التالي فبعدما تعترف بها الدولة كمنظمة مجتمع مدني هدفه التمكين للغة العربية تخطط اللجنة لعمل موسع تحقيقا لهذا التمكين وذلك بعمل ما يلي
أولا فصل كتابة كل موضوع لغة في الدولة يعنى سيادتها بمعنى يوقع عليه أي منتخب أو معين بمرسوم أو قرار ويوضع عليه ختم الدولة ولاسيما إذا كان لا يعنى إلا الداخل.
ثانيا تقوم اللجنة بتكليف عضو منها للدخول في كل مكتب وعنده خبرة بما تفرض سيادة الدستور كتابته
بالعربية وعند المخالفة يقوم بتصوير كل ورقة من هذا القبيل ويجعلون معها اسم الموظف مهما كانت رتبته وتكتبون على هذه الأوراق تنديدا شديد اللهجة مذكورا فيها بحروف بارزة اسمه وعدم وطنيته و إنذاره بأنه في حالة العودة ستقومون برفع راية فرنسا على مكتبه ومنزله ذاكرين أنكم ستقومون بإلصاق صورته في الشوارع كاتبين فوقها هذا الاسم أبو رغال الجريمة خيانة الشعب بتعمد أهانته بمخالفة مادة في دستوره وإبدالها بلغة لم تذكر في الدستور فما الفرق في السيادة بين العلم النشيد ختم الدولة مع اللغة العربية كل له مادة في الدستور وهذه اللغة تركها الاستعمار وقد بدل هذا الموظف فيها الخبيث بالطيب واشتري الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة والحياة الدنيا بالآخرة فنتيجة الفرق بين تعليم اللغتين يتسبب ما كتب أعلاه من هذه البدائل كما هو مجرب في الغالب.
وقصة أبو رغال لمن لا يعرفها هو عربي الأصل وكان من مفاخر العرب ونخوتها الافتخار بعزتها و انتمائها لأصلها والدفاع عنه ومعروف أن الكعبة البيت الحرام جعلها الله في قلب الجزيرة الخاصة بهم وذكر في كتابه العزيز أن البيت عطاء منة منه للعرب كما قال تعالى [أولم نمكن لهم حرما أمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا] كما من عليهم بلغتهم العربية يقول تعالى [وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون] ويقول [حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرءانا عربيا لعلكم تعقلون وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم].
فأبو رغال هذا هو الذي دل أبرهة ملك الحبشة على مكان الكعبة عندما جاء لهدمها وعندما مات أبو رغال اتفقت العرب على أن كل من بلغ الرجولة منها يذهب إلى قبر ابو رغال ويرجمه بالحجارة فكذلك كل من أصر علي استمرار هذه الفضيحة الإيمانية الدستورية يطاله من كل مواطن رجم صورته التي تعلق في الشوارع هذه رزمة أولية من فضح هذه الجريمة التي يتلبس بها دائما المسئولين الكبار في الدولة وأخيرا أعاننا الله وإياكم على ودائعه وحفظ ما أودع من شرائعه.