لايزال توفير الكهرباء في المناطق النائية يشكل تحديا كبيرا بالنسبة لدول العالم الثالث بشكل عام وموريتانيا بشكل خاص بسبب التقري الفوضوي وعدم وجود سياسة جادة لحل مشاكل هذه المناطق التي تنعدم فيها ظروف العيش الكريم وأساسيات الحياة التي من اهمها الكهرباء والماء. حتي هذه اللحظة يعيش معظم سكان موريتانيا دون كهرباء وان وجدت فهي ضعيفة متقطعة بسبب مشاكل التوليد والنقل والتوزيع.
فمن أهم المشاكل التي تواجهها الشبكة الكهربائية في موريتانيا ضعف التوليد فهناك مولدات ومحولات متهالكة قديمة لا يخضع تركيبها للدراسة لتكون مناسبة لتحمل زيادة الطلب علي الكهرباء في أوقات الذروة مثل فصل الصيف واوقات العمل التي تتطلب استهلاكا مرتفعا للكهرباء, فالانقطاعات المتكررة هي نتيجة لعدم قدرة هذه المولدات والمحولات علي تحمل الطلب الكبير علي الكهرباء. ومن المشاكل كذلك عدم ربط الشبكات بعضا ببعض مما يجعلها غير قادرة علي توفير الكهرباء مع زيادة الكثافة السكانية وتوسع المدن, فربط الشبكات يساعد علي تقليص الحمل وتوزيع الاحمال الزائدة علي مختلف الشبكات حسب سعتها وتحملها.
كل هذه المشاكل والتحديات جعل من الكهرباء في موريتانيا حلما للمواطن البسيط الذي يحتاج إلي الكهرباء كأحد أساسيات العيش الكريم مما جعله يتسخط علي الجهات المعنية وأولها الشركة الوطنية للكهرباء ومع ذلك لا توجد حتي الأن سياسة واضحة ونية صادقة لحل مثل هذه المشاكل التقنية البسيطة التي لا تتناسب مع عصر التطور والتقدم التكنلوجي في بلد مثل موريتانيا غني بمصادر الطاقة البديلة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لموقعها الجغرافي المتميز.
فمن أجل القضاء علي هذه المشاكل يمكن تلخيص الحلول المقترحة فيما يلي:
أولا إعادة هيكلة الشبكة القديمة وترميمها مثل تغيير المحولات والكابلات فهي لم تعد قادرة علي توفير متطلبات المواطنين.
ثانيا تنويع مصادر الطاقة مثل إدخال الطاقات المتجددة في الشبكة وربطها بالشبكة الرئيسية
ثالثا ربط جميع المناطق بشبكة واحدة من أجل تبادل وتوزيع الطاقة بشكل عادل.
رابعا إنشاء شبكات صغيرة داعمة للشبكة الرئيسية أحيانا أو مستقلة عنها أحيانا أخري في المناطق البعيدة كحل لفك العزلة الكهربائية عن هذه المناطق.
هذه الحلول والمقاربات يمكن من خلالها القضاء علي مشاكل انقطاعات الكهرباء مع امداد المناطق التي لاتزال محرومة من الكهرباء بالطاقة في عالم وصل إلي ذروة التقدم في مجال الطاقة.