ما هكذا دعوات التعايش..! / محمد أعبيدي شريف

altأطل علينا ولد المنير بمقال يدعوا فيه لحسن التعايش ظنا منه انه ينبر درب الحرية والتعايش السلمي فإذا به يظلم الدرب ويحرك ما في النفس من ضيم بمقاله الاستفزازي، ثم يدبر ويستكبر ويقول ان هذه إلا اصوات تدعوا  للحقد والتنافر وليس للحقوق والحرية الكاملة، ثم يتناقض مع ذاته باستدلالاته التي يقتبسها بفهمه المقلوب مثل استدلاله  بقول الرسول الكريم

(انزلوا الناس منازلهم) وهو اسقاط في غير محله سقط فيه الكاتب، وكأنه يقول ان شريحة الحراطين عليها ان تكون في منزلتها القديمة الجديدة تهميش واقصاء واستغلال وتغييب فذلك قدرها نيدنها، لأنها لم تشارك في التحرير والمقاومة التي يتشدق بها ويقول ان رحاها أدارها (الزنوج واليبضان) ناسيا ان وطيس تلك المعارك لولا رجال لم تلهيهم تجارة ولا بيع عن المقاومة يصفهم بالجهل والتخلف لما وصل صدا تلك المقاومة إليه، وما يحز في النفس انه يقرأ التاريخ من زاوية يراها بعيدة ونراها قريبة، ناسيا ان لحراطين الأمس قبل اليوم زاويتهم الخاصة التي يقرؤون منها التاريخ المحرف، والأمجاد المزورة والسجالات والبطولات التي غيبوا منها بسبب الغبن وتمالئ المستعمر مع وشيوخ القبائل في تلك الفترة التي يقول الكاتب ان (الزنوج صنعوها مع البيضان) ولم يقل بموضعية انهم تقاسموا " الكعكة" مع البيضان، متبجحا ان الحراطين لا محل لهم من الإعراب في تلك المقاومة ، ثم يهمس خيفة في سطوره المرتبكة -انني ادعو لحسن التعايش- لكننا نقولها بملء افواهنا ما هكذا ما دعوات لحسن التعايس، لأننا نريد تعايشا وفقاً "لغورباتشوف" الذي يعني استمرار الصراع بين النظم الاجتماعية، ولكن بالطرق السلمية من دون حرب كما يروج أباطرة الظلم والحيف. ولم يلبث كاتب السطور الذي لولا تناقضاته ما تجشمنا عناء الرد عليه ليستحضر قول افضل الخلق عليه الصلاة والسلام (من أبطئ به عمله لم يسرع به نسبه) وهو يعرف اننا في موريتانيا نطبق قولنا نحن من" لم يسرع به نسبه  وحسبه لن يسرع به عمله ولا وطنيته " ويسترسل المدعو ولد منير الذي لم يساعده نور الحقيقة على ادراك كنهها ليقول "وعلى قدر الأعمال كان الأجر والجزاء فنال سلمان بعمله مرتبة "سلمان منا آل البيت" ومع انه كان يعاني من الرق فالرسول الكريم لم يحرضه ان يأبق"، -في اشارة منه- الى ان هناك من يريدون للعبيد ان يكون آبقون ونسي ان الرسول الكريم بعث الى قوم كانوا في جهالة جهلاء يعبدون الأصنام ويأكلون الميتة ويظلم قويهم ضعيفهم، فدعاهم الى التوحد والتكافل ونبذ تلك الممارسات التي جاء الإسلام لاستئصالها وهدم تلك الفوارق التي استحدثها البشر لينى صرخا شامخا تآخى فيه المهاجرون والأنصار وصدق فيه قوله تعالي "  ان اكرمكم عند الله اتقاكم"، حيث كرم فيه ابن سمية بعمله وخباب وزيد وبلال، وهو ما يمكن ان يصدق فيه استدلال كاتب السطور الذي وضعه استهتارا ونكاية في غير محلها ( من أبطئ به عمله لم يسرع به نسبه). نحن فكرنا وقدرنا ونظرنا وتأملنا قبل الرد على تلك الدعوات للتعايش الواهية، التي لم تكن دعوة بقدر ما هي بكاء على ماضي قاتم يبكيه الشاب الذي لا يبدو عليه اثر السفر ولا يعرف معنى النضال و الحقوق التي اسماها وأنبلها الحرية والكرامة، التي تعالت اصوات شريحة الحراطين من اجل نيلها، فلم يفهم الشاب الغيور على امجاده مطالبهم ليقول " نحن رجال المرحلة" ناسيا أومتناسيا ان المرحلة لست مرحلة التنابز وذكر الأمجاد والبكاء على الإطلال  والمساهمة في إقصاء شريحة بكاملها من التاريخ الذي -ندعو الى كتابته من جديد-، بل مرحلة الاعتراف ان هناك داء يجب دوائه كي نبني اساسا صلبا تتجسد عليه قيمة التكافل والتعايس السلمي الذي ندعو له علنا ويدعو له خجلا. كما ان الكاتب الذي يقول انه تررد قبل كتابة مقاله لولا مداد اقلام تدعو للتفرقة لم يحترم مشاعر الآخرين ليصفهم بالكسل والخمول ويقول" من جد وجد ومن زرع حصد" وهنا يدفعني الفضول لأسأله في نظرك " من جد..؟ ومن زرع؟" ومن سهر الليالي حارسا للحدود  وحمالا وراعيا وحافرا للآبار وبوابا متنافيا في عمله وان كلفه جهد عضلي من اجل الحصول علي لقمة العيش، تلك المهن التي يقول الكاتب تركت للحراطين وتم ابعادهم مرحلة تأسيس الدولة لأنهم لا يعرفون مفهوم الدولة..! وهم المثقفون حاملي الكتاب ومجدي لغة مولير مثل اخوتهم الزنوج ونحن نبارك تلك الأخوة الجديدة. ويبدو ان ولد منير يرى عملنا عيبا و ان اراد بعض ابناء الشريحة العمل للعيش بكرامة و"لم يسأل الناس إلحافا"ذلك عيب..! ثم من يتحمل تجهيل وتغييب وشلل نصف المجتمع ليس من تبكيهم انت اليوم، ثم لماذا تحمل الحراطين مسؤولية التسرب المدرسي وتقول نحن في دولة القانون...فأين هي؟ وتتوهم انك لا تعترف بالفواق و لا تؤمن بالتسميات العرقية لماذا تقول ( البيضان والزنوج) ولا تذكر الحراطين؟ اليسوا مكونة لها ميزتها وثقافتها ما دمت تذكر بعض القول وتنكر بعضه. ولا يفوتني في هذا المقام ان اذكر الكاتب ولد منير اذا اراد تعايشا سلميا ان يعرف انه لا قيمة للإنسان في واقع الاستبداد ولا مكان للحرية ولا العدالة التي ننشدها نحن اليوم في ظل حكم متغطرس، ويأبى علينا كاتب السطور ان نصدح بها ظنا منه اننا ندعو للحقد وهي دعايات اصبحت واهية ولن ترجعنا عن مطالب كل الحقوق الثقافية والإجتماعية والسياسية ، وان كثر الجلادون والإسترقاقيون، كما انصح الكاتب بقراءة اطروحة "فريديريك فون هايك"  حول العدالة التي عرفها  بالسلوك الذي يكفل الحق في منظومة قانونية  شرعية  في إطار مجتمع تسوده الحرية.

22. فبراير 2013 - 23:23

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا